فالرسالة التي يؤكد عليها الكتاب في جميع صفحاته “لم يفت الأوان بعد”؛ فمن وجهة نظره أن لكل علاقة فرصة أخرى، مهما كانت مدمرة وسقطت من أعلى منحدر عالٍ حتى تهشمت. قد تجد في الأمر مبالغة شديدة، لكن وجهة نظري هذه لم أستخلصها من اطلاعي على الكتاب أو من منظور كاتبه، وإنما من تجارب حياتية.
كتاب لغات الحب الخمس صادر منذ عام ١٩٩٢م، وطبق الكثيرون نصائح الكتاب، وأقسموا أن هذا الكتاب يصنع المعجزات؛ لذا فهو من أكثر الكتب مبيعًا طبقًا لنيويورك تايمز، ودكتور جاري تشابمان صاحب تأثير كبير في مجال الاستشارات الزوجية والعلاقات الاجتماعية، يناقش المقال الكتاب بكل تفاصيله وكيفية تطبيقه كأنك اطلعت على الكتاب بنفسك.
كتاب لغات الحب الخمس لمؤلفه جاري تشابمان دليلك لإنقاذ علاقاتك من الفشل
من المنطقي أن تطرح سؤالًا مهمًا وهو: لماذا أمنح هذا الكتاب اهتمامًا أكبر من الكتب الأخرى المماثلة له؟
الفرق الجوهري بين كتاب لغات الحب الخمس وغيره من الكتب أنه ليس كتابًا ينتمي للتنمية البشرية والكلام الحالم التشجيعي الذي لا يقبل النقد أو التحليل وإثبات الصحة من عدمها، فقد تم إعداد الكتاب اعتمادًا على دراسات وتجارب، ومؤلف الكتاب أيضًا شخص أفنى عمره في استكشاف ما عرضه في الكتاب.
- عن المؤلف:
نشر دكتور تشابمان مفهومه هذا في كتاب لغات الحب الخمس الذي سنناقشه اليوم، والذي يعد الركيزة لسلسلة كتب تلته لسنوات عديدة ناقشت مفهوم لغات الحب عند الأطفال، والرجال، والعزاب، والمراهقين، فاعتمد دكتور تشابمان على إصدار نسخ متعددة من الكتاب حتى يصل لكل فئة بأسلوبها وما يناسبها.
ليس كل ما سبق جملة إنتاجه الأدبي بل له مؤلفات أخرى مثل الفصول الأربعة للزواج، الأسرة التي تمنيتها دائمًا، اللغات الخمس للاعتذار، والذي تعاون فيه مع دكتور جينيفر توماس، كما فعل الأمر نفسه مع كتاب لغات التقدير الخمس لكن التعاون هذه المرة كان مع دكتور بول وايت.
أعتقد أن المعلومات السابقة عن المؤلف منحتك مزيدًا من الثقة في محتوى الكتاب وجعلتك تميل للرأي المذكور سابقًا بأن هذا الكتاب مختلف عن أمثاله.
- ما هي لغات الحب الخمس؟
فهي المواقف أو الأفعال التي تصدر من بعض الأشخاص تجاهك فتجعلك تتيقن بأنهم يحبونك، ويجمع دكتور تشابمان هذه الأفعال في تبادل الهدايا، الاتصال البدني، الأعمال الخدمية، تكريس الوقت، كلمات التشجيع.
أما السؤال الثاني، فالمؤلف يرى أن كل السلوكيات التي تعبر عن الحب، إذا تم جمعها تحت مظلات أساسية ستنتهي بنا إلى اللغات الخمس، والتنوع الشديد في الأفعال يرجع لتعدد اللهجات داخل كل لغة، وسنتناول تلك اللغات واللهجات بالشرح لاحقًا.
- تكوين لغة الحب الخاصة بكل فرد.
لغة الحب الخاصة بنا لا نولد بها فليست أمرًا جينيًا، بل متأثرة بالتنشئة الخاصة بكل طفل والحقيقة أن الأمر معقد؛ فقد تنشأ لغة الحب نتيجة تعود الأهل على استخدام كلمات التشجيع مثلًا لإظهار الحب للطفل فتصبح لغته “كلمات التشجيع”، أو تنشأ من افتقاد الطفل لشيء معين فيصبح الشيء المفقود هو لغته كافتقاد (تكريس الوقت) على سبيل المثال.
قبل الغوص في كتاب لغات الحب الخمس يجب أن نعرف ما هو الحب؟ فالحب كلمة مطاطة، وتستخدم في أحيان كثيرة ولكن ما هو تعريفه، الحب هو مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي يكونها الإنسان عمن يحب، والمرتبطة بعدد ضخم من مشاعر الاحترام، التقدير، الدفء، الحماية، المودة الشديدة. لذا ببساطة كل ما دون ذلك لا يعد حبًا، وأي سلوك يصدر من الطرف الآخر لا بد أن يشعرك بما سبق.
دائمًا ما تتناول الدراما والأعمال الأدبية الحب بعبارات شديدة الرقة، وتتغزل في كونه عفويًا وغير مرتب له؛ أما كتابنا فيقول العكس ويهدم تلك المعتقدات الراسخة، بقوله إن الحب اختيار وقرار مدروس ويمكن أن تخطو خطوات محددة نحو الحب وأما ما يصفه الأدب والسينما ما هو إلا لحظة “الوقوع في الحب”.
- الفرق بين الحب والوقوع فيه.
فهذه الفترة غامضة للغاية، كل طرف يرى الآخر مثاليًا ولا يقدر على استعمال المنطق أو تحليل الشخص الذي أمامه، فيقبل أي عيوب أو مشاكل تظهر له، معللًا ذلك بالحب أو بعبارات علمية أكثر فالشخص يكون غارقًا في أساليب التعبير عن الحب، فخزانه العاطفي ممتلئ لذلك يصعب على المرء الحكم بشكل عقلاني على شريكه.
تلك الفترة خادعة جدًا وسبب تردد عبارة “لقد تغير الأمر/الحب بعد الزواج” الأمر لم يتغير وإنما انتهت مدة الوقوع في الحب.
أما الحب الفعلي هو قرار واعي، والسبيل له هو أن يتحدث كل طرف لغة الحب الخاصة بالآخر فيمتلئ خزان الحب الخاص بكلا الطرفين، فلكل منا خزان الحب والوسيلة الوحيدة القادرة على ملئه هي لغة الحب الخاصة بالشخص، والحب الفعلي يأتي من استمرار هذا الخزان ممتلئًا.
مهما كان الشخص يحصل على وسائل تعبير عن الحب من الطرف الآخر دون لغة الحب خاصته فسيظل الخزان فارغًا وفي المقابل تزداد المشاعر السلبية ويتباعد الطرفان.
- اللغة الأولى – كلمات التشجيع.
ذكرنا سلفًا أن لكل لغة لهجات متعددة والكتاب ناقش ثلاث لهجات هم: الكلمات التي تزيد حماسة الشخص للإقدام على فعل يرغب فيه ولكن تنقصه الشجاعة، الكلمات الرقيقة التي تزيد ثقة المرء بنفسه وتشعره بذاته، استبدال صيغة الأمر المستمرة بالطلب الرقيق حتى لا يشعر الطرف الآخر بأنه في قاعدة عسكرية يتلقى فرمانات.
التعامل مع أصحاب هذه اللغة يتركز في أن يسمعوا بشكل يومي كلمات تشجيعية، فيمكنك وضع جدول تهدف فيه إلى أن تُسمع الطرف الآخر كل يوم تعليقًا إيجابيًا بشكل شفهي أو مكتوب على كارت لمدة شهر.
بعدها ستعتاد الأمر، الكلمات الإيجابية التي تقولها عن الطرف الآخر في غيابه لها تأثير ساحر فعاجلًا أم آجلًا ستصل الكلمات له، وسيشعر بأن هذا الكلام نابع من قلبك، الكلمات التي تقولها بشكل غير مباشر لها نتائج مثمرة للغاية، كأن تسرد مميزات الشخص لآخرين أثناء وجوده.
لكن ما هو التصرف إذا كنت لا تجيد تحدث تلك اللغة؟ دكتور تشابمان يملك الحل، كل ما تحتاجه هو ذهن حاضر فكلما لاحظت بعض الكلمات في أي وسيلة إعلامية كالراديو والتلفزيون أو في الواقع وشعرت أنها ستكون مناسبة احتفظ بها حتى تستخدمها لاحقًا، أو قم بشراء كروت مدون عليها كلمات إيجابية مع رسم صغير منك أو كلمتين من اختيارك.
- اللغة الثانية – تكريس الوقت.
لهذه اللغة شروط حتى تصبح متحدثًا جيدًا بها:
أولًا المعية، فسياسة الحاضر الغائب تفسد كل شيء، لا بد من التركيز. فالمعية تولِّد داخل الطرف الآخر شعورًا بأنه على رأس أولوياتك وأنك تقوم بالنشاط الفلاني بدافع الحب، الحب فقط.
ثانيًا: التواصل البصري يعتبر عنصرًا مهمًا للغاية فيجعل الطرف الآخر يشعر باهتمامك إلى جانب حمايتك من التشتت. ثالثًا، الانتباه للغة الجسد وقراءة المشاعر بشكل يساعد الشخص على التعبير عن نفسه أكثر، مما يجعل الوقت أكثر ثراءً. رابعًا، تجنب المقاطعة فالمقاطعة توحي بأنك منزعج من الحوار أو النشاط وترغب في إنهائه.
بحسب كتاب لغات الحب الخمس إحدى اللهجات الخاصة بهذه اللغة، هي الأنشطة الخاصة التي يفضلها طرف من الاثنين كحفلات الموسيقى، أو متابعة رياضة ما. لكن قيامك بذلك رغم علم شريكك بعدم تفضيلك لهذا النشاط يجعله يتيقن من مكانته في قلبك.
تعلم تلك اللغة أمر صعب بعض الشيء، خاصة إذا كنت شخصًا ملولًا أو غير اجتماعي، وهذه النصائح ستساعدك على إتقانها شيئًا فشيئًا:
اسأل شريكك عن أنشطة يرغب في فعلها معك وقسمها في جدول على مدار الشهر، اختر المكان المفضل لشريكك داخل المنزل وادعه لتجاذب أطراف الحديث في هذا المكان.
إذا كان يومك مزدحم وتخصيص أوقات للخروج أو التنزه أمر صعب، يمكنكم تجاذب أطراف الحديث قبل النوم فتعدون مسبقًا خمسة أسئلة، يجيب عنها الطرفين في حديث ودي حتى الوقوع في النوم، أو يمكن تقسيم الأسئلة على مدار الأسبوع.
قبل الشروع في الأسئلة عليكم إعداد الأسئلة القادمة، حتى يصبح لديكم مخزون من الموضوعات فلا يمر يومًا دون قضاء وقت سويًا، وهذه الطريقة ستساعدك جدًا خاصة إذا كنت من شخصيات البحر الميت، فهذا ما وصف به دكتور تشابمان الشخصيات التي تنصت جيدًا لكنها غير قادرة على فتح حوار مع أحد، وهذه اللغة لا تتطلب الإنصات فقط بل التحدث أيضًا لمزيد من التفاعل.
يوجد حيلة ابتكرها دكتور تشابمان لمساعدة شخصيات البحر الميت على فتح حديث مثمر، وهي تدوين ما يحدث معهم داخل اليوم؛ في صورة جدول مقسم إلى الموقف والشعور. فغالبية متحدثي هذه اللغة المرتبطون بشخصيات البحر الميت يشكون من غموض الطرف الآخر ويرغبون في استكشافه.
- اللغة الثالثة – تبادل الهدايا.
السؤال منطقي للغاية لكن ما يغفله أصحاب هذا الظن؛ أن متحدثي لغة تبادل الهدايا لا تعنيهم القيمة المادية للهدايا بل يكفيهم أن يحصلوا على هدية بسيطة كزهرة من حديقة، أو كارت عليه عبارات جميلة، أو حتى ورقة.
يمكنك شراء نبتة وزراعتها كهدية حية تنمو باستمرار، أن تقرأ لشريكك كتابًا أو تناقش معه فيلمًا يحبه، أو أشياء تصنعها بيدك كالمنحوتات، أو الطعام، فالهدية بالنسبة لهم ليست مجرد نقود؛ فهم يرونها بمنظور مختلف فكلما عادوا لتلك الهدايا يتذكرون مكانتهم في قلوب محبيهم، ويسترجعون الذكريات الجيدة وسعادتهم وقت تلقيهم الهدية.
كلما كنت معطاءً وطليق اللسان في هذه اللغة، امتلكت رصيدًا ضخمًا لدى شريكك لمدة طويلة، وقد تكون أنت نفسك الهدية، فهدية الذات من أقيم الهدايا التي لا تعوض. وجودك بجانب شريكك في بعض المواقف يعتبر هدية بحد ذاته.
تستطيع بهذا الحضور أن تَأسر متحدثي لغة تبادل الهدايا، وتحدث هذه اللغة سهل على الإطلاق فيكفيك أن تقدم هدية كل أسبوع لشريكك من الأفكار السابقة، وإذا كان لديك وفرة في المال ولا مانع لديك في الإنفاق يمكنك الاستعانة بأصدقاء شريكك لمعرفة ما يرغب فيه، أو أنصت لحديثه في كل مرة يذكر أنه يرغب في شيء ما.
لمستوى أكثر تقدمًا في هذه اللغة، يمكنك تقديم مجموعة هدايا بسيطة على مدار اليوم فهذا سيبهر شريكك للغاية. وكما ذكرنا لا يشترط أن تكون مجموعة الهدايا هدايا ثمينة.
- اللغة الرابعة – الأعمال الخدمية.
مشكلة هذه اللغة هي تأثرها بالنظام المجتمعي بشكل مباشر، خاصة إذا كانت المرأة هي صاحبة اللغة، ففي مجتمعاتنا العربية جُبِل الذكور على تولي مسؤولية الإنفاق، وترك الأعمال المنزلية والتربية على النساء. غالبية الذكور الشرقيين خرجوا من أسر تتبع هذا النظام، لذا يكون الأمر صعبًا عليهم لتغيير قناعاتهم وانتهاج سلوك قد يعتبره المحيطون شيئًا مخزيًا، لكن حياتك وسعادتك تستحق هذا المجهود.
كيف تحقق الأعمال الخدمية التأثير المطلوب؟
لا يُشترط أن تقوم أنت بنفسك بهذه الأعمال، لكن يمكن استأجر شخص ما للقيام بها، لكن قيامك بها يمنحها قيمة أكبر وإذا وجدت صعوبة في معرفة الأعمال الخدمية التي يفضلها شريكك، يمكنك سؤاله بشكل مباشر عن ١٠ أعمال يرغب أن تقوم بهم لمساعدته.
إذا نفذت الأعمال يمكنك ترك بطاقة عليها عبارات رقيقة والعمل الذي قمت به لتلفت نظره ويشعر باهتمامك، أما إذا كانت تلك لغتك ودائمًا شريكك يشكو من تقاعسك عن المساعدة، يمكنك أن تغير من أسلوب الطلب لشكل غير مباشر وأكثر هدوءًا.
وحتى تستطيع تجنب ظن شريكك أن مساعدتك تلك لمرة واحدة ولن تتكرر، فيجب عليك المواظبة على سؤال “هل هناك شيء أستطيع مساعدتك فيه؟”، وإذا طلب بالفعل افعله فالحال. ويمكنك الاستعانة بالأطفال في إنجاز بعض الأعمال كتعبير من كل أفراد الأسرة عن حبهم للشخص.
- اللغة الخامسة – الاتصال البدني.
ما ستشعر به هو ما يمثله الاتصال البدني لأصحاب هذه اللغة، فبين الحين والآخر يمكنك أن تمسك يده بمفردكم أو في التجمعات، فذلك سيشعره بأنك تهتم به مهما كنت محاطًا بأفراد كُثر.
اكتشاف لغتك ولغة شريكك في الحب.
أصبحت الآن عزيزي القارئ ملمًا باللغات الخمس، وكيفية تحدثهم بطلاقة وحان وقت السؤال الأهم على الإطلاق، كيف يمكنني معرفة لغتي ولغة شريكي؟
أولًا لا بد من التخلص من الظن الشائع أن معظم الرجال لغتهم “الاتصال البدني” بسبب العلاقة الحميمية، لأننا كما ذكرنا سابقًا أنها احتياج متكرر كالطعام والشراب، أما بالنسبة للنساء فقد تمثل فعلًا تعبيرًا عن العاطفة.
ثانيًا؛ فكر بتمعن في إجابات تلك الأسئلة وستصل إلى لغتك، ما الذي يفعله شريكك ويجعلك تشعر بالحزن؟ فمن المرجح أن تكون لغتك عكس ما يفعله شريكك ويسبب لك الضيق والألم. ما الذي تطلبه بكثرة من شريكك؟ فمن الوارد أن يكون طلبك هذا هو لغتك. ما الطريقة التي تعبر بها عن حبك لشريكك؟ ففي أوقات كثيرة تكون طريقة تعبيرك عن الحب هي لغتك وما تحتاجه ويشعرك بكونك محبوبًا.
بعد التفكير في إجابات الأسئلة السابقة، يمكنك أن تقيم خزان الحب لديك من ٠ إلى ١٠، تكتب اللغات الخمس وترتبهم كل واحدة حسب قدرتها على جعل الخزان ممتلئًا، وحصول لغة على ترتيب أعلى من البقية لا تعني أن الأخريات غير مهمات بل مهمات؛ لكن الأعلى تقييمًا تجعلك تشعر بأنك محبوب بشكل أكبر. أما بالنسبة لشريكك يمكنك أن تلعب معه اللعبة السابقة بشكل صريح أو يمكنك الانتباه لطلباته، أو ما يرغب منك القيام به، فقد تكون لغة الحب خاصته بنسبة كبيرة.
- الخلطة السحرية لخلق الحب من المشاعر السلبية
أجرى دكتور تشابمان تجربة مع سيدة تدعى “آن” كانت تحيا حياة تعيسة للغاية مع زوج فظ وحاد الطباع، وكل من حولها ينصحها بالانفصال لكنها ترفض ذلك لتدينها الشديد، حاولت المتابعة مع دكتور تشابمان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه العلاقة وانتهى كل شيء بالفشل، فاتفق معها دكتور تشامبان على إجراء محاولة بنسبة فشل كبيرة ولكن لعلها تفلح.
استخدم الدكتور أساليبه لتخمين لغة زوج آن وكانت الأساسية هي الاتصال البدني، والثانوية كلمات التشجيع، أما آن فكانت لغتها تكريس الوقت؛ كانت مدة التجربة ٦ أشهر سيتم تكريسها لملء الخزان العاطفي لزوج آن، وستذهب آن لزوجها وتخبره بأنها ترغب في أن تكون زوجة أفضل، وترغب في سماع مقترحاته للتحسين من نفسها، وستتحمل ردود أفعاله السلبية وتهكمه دون شكوى، وستعبر عن مشاعرها السلبية عن طريق الكتابة حتى يبدأ في الاستجابة، وحتى لحظة الاستجابة ستواظب آن على التحدث بلغات زوجها وهما الاتصال البدني، والكلمات التشجيعية، والثناء على مميزاته، بالإضافة إلى مقترحات زوجها التي ستسأله عنها؛ بعد شهرين شعر زوجها ببعض التغيير وبدأ يستجيب بشكل إيجابي، ويقدر ما تقدمه آن نوعًا ما، عندها حان دور آن فبدأت تطلب منه أن يمارس معها بعض الأنشطة التي تفضلها وتخصيص بعض الوقت لها ولكن بشكل محدد حتى تشعر بالحب مثل “ما رأيك أن نذهب للحديقة؟” وستواظب على ذلك كل شهر؛ فكل شهر تطلب منه طلبًا ما حتى يمتلئ خزانها العاطفي، وستستمر في هذه الخطة حتى تُبعث الحياة في زواجهم. بالفعل حدث ما توقعه الدكتور فقد لاحظت آن تغير رهيب في معاملة زوجها وتبدلت حياتهم.
الشعور بالرهبة من خوض تجربة الحب.
من المحتمل أنك تشعر حاليًا أن الأمر مرهق ويبدو مستحيلًا، ولن أخالفك الرأي فالوضع أشبه بإعادة هيكلة سلوكك وأفكارك، والتصرف على نحو جديد قد يكون لا يشبهك أو محبب إليك، لكن علاقتك تستحق هذا العناء، وما ستحصل عليه في نظير مجهودك سيجعل كل التعب لا شيء. فقد ذكرنا مسبقًا أن الحب اختيار وطالما أنك اخترته، ثق أنك ستجني مكاسب لا تعد ولا تحصى.
وكإجابة على سؤال قد يجول في خاطرك، هل ما ذُكِر في المقال ينطبق على الأزواج فقط؟ بالطبع لا، فهو ينطبق على مختلف العلاقات الاجتماعية ويمكنك اتباع هذا النهج مع كل من تحبهم، لكن في العلاقات التي تستحق منك هذا العناء، والتي تشعر بأنها تضيف لك ولا تسلب منك طاقتك وروحك، فالرحلة شاقة ولا يجب عليك خوض هذه الرحلة إلا مع أفراد سيقدرون ما تقوم به.
تعليقات
إرسال تعليق