القائمة الرئيسية

الصفحات

إتقان فن الجاذبية الشخصية | ملخص كتاب قوانين الكاريزما - لكيرت مورتنسن

الكاريزما هي مهارة تحفيزية وحياتية وحيوية، ولابد للمرء من إتقانها إن أراد أن يتمكن من التأثير في الآخرين؛ وهي المهارة الأساسية للنجاح، والتي تتخلل كلَّ نواحي حياتك المهنية، وعلاقاتك، وقدرتك على التأثير، ودَخلَك حتى.



تعريف الكاريزما:
تنحدر كلمة "كاريزما" من الاسم اليوناني "كاريس" الذي كان رمز الجمال والخير المطلق قديماً؛ وهي صفة غامضة بعض الشيء، فهي لا تعني الحزم أو الحماسة أو الحضور الشخصي، وإنَّما تشكل هذه الصفات بمجموعها جزءاً من مفهومها الأكبر؛ فهي: القدرة على بناء التآلف، والتأثير بفاعلية في الآخرين، وجذبهم نحو طريقة تفكيرك، وتحفيزهم نحو مزيد من الإنجاز، وجعلهم في أثناء ذلك حلفاءك إلى الأبد؛ أي بعبارةٍ أخرى: هي القدرة على حمل الناس على الرغبة في فعل ما تريد منهم فعله، مع شعورهم بالإثارة لذلك، وتحريكهم نحو استقدام أشخاص آخرين لمساعدتك في قضيتك.

مهارات الكاريزما:
  • 1. الحضور:
في الحقيقة، إنَّك تزيف ذاتك حين تُبدي حضوراً مصطنعاً، ولن تقدر أن تجذب الجمهور إليك عندما تدعي الشغف أو الثقة، ويعدُّ الحضور الصادق والمناسب بمثابة قوة لك؛ فهو مفتاحك لاكتساب كاريزما فورية.
سيحكم الناس عليك دائماً من خلال مظهرك وحضورك وسلوكك؛ لذا اسأل نفسك: "هل تحاول أن تتقمص شخصية غير شخصيتك الحقيقية؟"؛ ذلك لأنَّ الناس يستطيعون اكتشاف أيِّ حضور مصطنع.

مهارات سمة الحضور الرئيسة:
1. الشغف:

يعدُّ الشغف أداةً هامةً للتأثير في الآخرين، حيث يشع الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما شغفاً حقيقياً؛ وحين يتمكن جمهورك من الشعور بشغفك بقضيتك وإيمانك بها، سينجذبون إليك عاطفياً على الفور.

الشغف حالة معدية للغاية، فحين تنقل إلى الآخرين شغفك، فإنَّهم يبدؤون امتصاص ما لديك من طاقة، ويبدؤون الأداء على نحوٍ أفضل، ويختلف شعورهم تجاه العمل؛ فيصبحون أكثر تفاؤلاً ومبادرة واستعداداً للعمل كفريقٍ واحد.

ينطوي الشغف دائماً على الحماس؛ ولكن يمكن أن تكون متحمساً دون أن تكون شغوفاً.
مفتاح الكاريزما: حدد شغفك. إنَّنا أحياناً نقترب من شغفنا حين نتوصل إلى الأشياء التي لا نريد فعلها؛ لذا، ابدأ تجريب مهام ومواضيع مختلفة، وتعرف على أشخاص جدد؛ فإحدى أفضل الطرائق الرائعة للشغف بشيء ما، هي أن تزيد معرفتك به.

. 2. الثقة:
تزيد الثقة من الكاريزما خاصتك، وتجذب الناس إليك؛ إذ يحب الناس أن يتَّبعوا ويتأثروا بأشخاص يثقون بأنفسهم وقدراتهم.
يعاني معظم الأشخاص الذين تقابلهم في حياتك من مشكلات في الثقة بأنفسهم، ولكنَّ ثقتك العالية بنفسك ستعوض ما لديهم من نقص فيها؛ إذ تولد الثقة مزيداً من الثقة، وكلَّما زادت الثقة الحقيقية لديك، زاد ما يشع منك من كاريزما.

يقرأ الناس ثقتك في نبرة صوتك ولغة جسدك، وغير ذلك من المؤشرات اللاشعورية الأخرى؛ وتتطلب الثقة الكاملة خبرة وتدريباً وصبراً؛ لذا لا تفزع إن لم تشعر بالثقة في كل موقف؛ ذلك لأنَّها ستأتيك مع الوقت.

مفتاح الكاريزما: أحد الأشياء التي يمكن أن تهدد ظهورك الواثق هو الارتباك، وأن تكون قلقاً ممَّا قد يظنه الآخرون بك، أو أن تكون قلقاً من الفشل أمام العامة؛ وأفضل وسيلة لمواجهة هذا الارتباك: أن تدرك أن الناس يتعاطفون معك إذا تمكنت من معالجة ارتباكك على النحو المناسب؛ لذا اعترف بارتباكك، وابتسم أو اضحك في إشارتك إليه، ثمَّ واصل.

. 3. الانسجام:
يعدُّ الاتفاق والانسجام بين ما تقوله وما تفعله أمراً ضرورياً لترسيخ الثقة وخلق الكاريزما؛ فكلَّما ازددت اتساقاً وانسجاماً في كلِّ جوانب رسالتك، بدوت للآخرين أكثر صدقاً وأصالة.

ستحظى بهذا الاتساق عندما تتسق رسالتك بما هو راسخ لديك من معتقدات وقيم، ويكون صوتك ولغة جسدك وكلماتك جميعاً في اتساق ونظام؛ أمَّا حينما تكون رسالتك غير متسقة، فإنَّك لن تبدو أهلاً للثقة، بل موضعاً للشك، وأقل اطلاعاً ومعرفة، وفاقداً للكاريزما.

تنويه: قد تثير الكثير من أفعالك غير اللفظية الشعورَ بعدم الاتساق، وقد تكون تلك الأفعال جزءاً طبيعياً من سلوكك، لكنَّها قد تبدو للآخرين خداعاً؛ ومنها:
الإفراط في التواصل البصري.
التململ في أثناء الجلوس.
حك الشفاه أو لمسها.
حك الوجه.
اتساع حدقتي العين.
التثاؤب.
رفع نبرة الصوت.

مفتاح الكاريزما: راقب إشارتك، ولغة جسدك، ونبرة صوتك. هل تجد انسجاماً فيما بينها؟
لعلَّ أفضل طريقة لتقليل عدم الاتساق في رسالتك: أن تسجل شريط فيديو لنفسك؛ لذا سجِّل مقطع فيديو لنفسك في أثناء إلقائك خطاباً، وشاهد أداءك، ولاحظ الأشياء التي لم تكن تعرف أنَّك تفعلها وتشتت رسالتك أو تدمرها؛ وإذا كنت تتمتع بالشجاعة حقاً، يمكنك أن تطلب من أحد زملائك أن يشاهد الشريط معك، ليقدم لك بعض النصائح الصادقة.

. 4. التفاؤل:
يعزو أغلب المديرين التنفيذيين الأغنياء والناجحين نجاحهم لتفاؤلهم، وللتوجه الذي ينتهجونه أكثر من أي عاملٍ آخر؛ فإذا لم تكن تملك التوجه الصحيح والنظرة المتفائلة للمستقبل، فكيف يمكنك تحفيز الناس ونقل الكاريزما خاصتك إليهم؟

إنَّك تجذب -كشخص متفائل- الناس إلى قضيتك، وتنقل إليهم الكاريزما خاصتك؛ فالتفاؤل عبارة عن منهجية عقلية تحكم رؤيتك للعالم؛ وهو يعني أن يكون لديك تصورات بأنَّ الأمور ستنتهي إلى خير، وأن تميل إلى رؤية الجانب الإيجابي في كلّ موقف بدلاً من التركيز على الجانب السلبي.

مفتاح الكاريزما: هل تشعر أنَّ التشاؤم يحكم قبضته حول رقبتك؟ إنَّك تشعر برغبةٍ في أن تكون عكس ذلك، لكنَّك مبرمج بشكلٍ طبيعيٍّ على التشاؤم؛ لكن حتَّى لو كان كل من حولك يحبطونك بتشاؤمهم، يبقى هناك حل:
  1. · جرب أن ترى النتائج الإيجابية الممكنة في كل التحديات التي تواجهها.
  2. · لا تبالغ بالحساسية إزاء النقد الموجه إليك من الآخرين، أو الاهتمام المبالغ فيه بنظرة الناس إليك.
  3. · ابتعد عن البحث عن علامات الفشل أو التراجع.
  4. · تحكم بعلاقاتك، واقضِ وقتاً أطول مع الأشخاص المتفائلين، وابحث عمَّن هم مستعدون لمساعدتك في تجاوز عوائق الطريق.
  5. · عندما تشعر بالتراجع والانتكاس والإحباط، امنح نفسك وقتاً للعطاء ومساعدة الآخرين؛ حيث سيصنع هذا المعجزات لتفاؤلك وتوجهك.

. 5. القوة الايجابية:

تأتي القوة بأشكال كثيرة، وهناك أشكال منها تزيد من الكاريزما خاصتنا وقدرتنا على التأثير؛ فعندما نملك أشكالاً شرعية من القوة، يكون الناس أكثر استعداداً ورغبة في التحرك؛ وعندما نستخدم هذه القوة بطريقة خاطئة، سترتد علينا نتائجها السلبية على الأمد الطويل.

تنشأ القوة من قدرتك على مساعدة الآخرين في الحصول على ما يحتاجونه أو يريدونه، وهي تختلف عن الإجبار؛ إذ تخلق القوة الثقة والتعزيز والتمكين؛ أمَّا الإجبار، فلابد دائماً من الحفاظ عليه وفرضه ومراقبته.

تجذب القوة الإيجابية الجمهور إليك، وتدعم الكاريزما خاصتك، ويعدُّ كلٌّ من المعرفة والخبرة والسلطة أشكالاً لها؛ كما تعدُّ طريقة اختيارنا للملابس التي نرتديها شكلاً من أشكالها، وذلك من خلال خلق انطباع فوري بالقوة عن طريق ما ترتديه، كالزي الرسمي؛ حيث يمكن لزيك الرسمي أو ملابسك إبراز القوة أو حتى المكانة المرموقة عندما ترتديها في الموقف المناسب.

مفتاح الكاريزما: هل لديك السلطة الفعلية لقيادة وإرشاد الآخرين بكاريزما؟ يكمن السر في اختيار شكل من أشكال القوة والعمل على تحسينه، وتعدُّ الخبرة أسهل أشكال القوة تطبيقاً؛ فهل أنت خبير بمنتجك، أو بمنافسيك، أو بتوقعات المستقبل، أو بصناعتك؟ هل تتمتع بمجال محدد من المعرفة يتطلع إليه جمهورك؟ تجعل قدرتك على حلّ مشكلات جمهورك من التأثير عليهم أمراً سهلاً؛ وحين تكون لديك قوة شرعية، فلن يبدي الناس مقاومة لك، وسيعكسون تأثيرك عليهم.

. 6. الطاقة والتوازن:
عندما تكون برفقة شخص كاريزمي، فإنَّك لن تشعر بطاقته وحسب، بل ستنتقل طاقته إليك أيضاً؛ لذلك فإنَّك بحاجةٍ إلى إيجاد الوقت والإرادة لوضع خطة صحية تناسبك؛ إذ يحكم الناس عليك وفقاً لما تبدو عليه، والشعور الذي ينتابهم عند حضورك؛ لذا، عليك التفكير في وزنك، وبرنامجك الرياضي، وتغذيتك، ونومك.

نحن جميعاً مشغولون، ونُدْرِكُ أنَّ تخصيص الوقت لتلك الأشياء أمرٌ صعب، ولكنَّه هام لنجاحك وقدرتك على التأثير، وبث الكاريزما خاصتك.
يدعم أصحاب الكاريزما والناجحون طاقاتهم من خلال تحقيق التوازن والضبط في حياتهم، إذ لن يكون هناك كاريزما دون توازن وطاقة؛ فإذا أردت التوازن والتركيز والطاقة، فهناك ست مجالات يجب أن تنفق الكثير من الوقت عليها كلَّ أسبوع، وهي:
  1. الجانب المالي.
  2. الجانب البدني.
  3. الجانب العاطفي.
  4. الجانب الفكري.
  5. الجانب الروحي.
  6. الجانب الاجتماعي.
مفتاح الكاريزما: إنَّ السر في هذا الجزء أن تكتشف ما يمتص طاقتك، وقد يكون فقدان التوازن سبباً رئيساً في فقدان الطاقة التي لا تعوض؛ لذا حدد أكثر الجوانب ضعفاً -البدنية، أم العقلية، أم الروحية- وضع خطة لتحسين وإصلاح هذا الجانب.

. 7. روح الدعابة والسعادة:
عندما تتمتع بالكاريزما، تشع السعاة منك، وتجذب الآخرين إليك مباشرة.
قد يُعرِّف بعض الناس السعادة على أنَّها الشهرة أو الحظ أو النجاح أو الثراء؛ لكن لاحظ أنَّ كل تلك العناصر خارجية، وما يحصل بداخلك هو أكبر مقياس للسعادة.

إنَّ الاستخدام الصحيح لروح الدعابة والقدرة على بث الكاريزما أمران مترابطان تماماً، حيث تنزع روح الدعابة من الناس حدتهم، وتشرح صدورهم، وتجعلهم أكثر ميلاً إلى التواصل معك والشعور بالكاريزما خاصتك؛ حيث إنَّنا ننجذب إلى الأشخاص الذين ينجحون في إضحاكنا، ويُشعِروننا بالارتياح تجاه ذواتنا وتجاه الظروف المحيطة.
مفتاح الكاريزما: ما الذي يمكنك فعله لتزيد سعادتك وتحسن من الكاريزما التي تتمتع بها؟ هل أنت سعيد حقاً؟ لماذا معدل السعادة الآن أدنى من أيِّ وقت مضى؟

أولاً: قد يُذهِب شعورنا بالتوتر السعادةَ نتيجة للأهداف الكثيرة المتضاربة في حياتنا؛ لذا خصص وقتاً لتحديد الأهداف التي تتضارب في حياتك، وأوجد لها الحل، وشاهد مزيداً من السعادة.
ثانياً: ألَّا يكون لديك أهداف ذات معنى؛ لذا ابحث عن هدف ممتع ومثير وواقعي، ثمَّ اسعَ إليه، وسوف تجد تحولاً فورياً في مستوى سعادتك.

  • 2. الصفات الجوهرية (يشير الجوهر إلى المظهر):
إن لم نأخذ وقتنا في تطوير وضبط صفاتنا الجوهرية، فإنَّنا دائماً ما سنخسر في النهاية؛ وقد لا نرى لذلك مكسباً فورياً على الأمد القصير، ولكن ستكون المنافع هائلة على الأمد الطويل.

نحن ندرك أنَّ علينا العمل على تطوير هذه المهارات، لكن من منَّا يملك الوقت والطاقة والرغبة والتركيز؟ عندما نتقن خصائصنا الجوهرية، سنتمكن من تطوير الكاريزما خاصتنا بمعدل أسرع.

مهارات الصفات الجوهرية:
. 1. الانضباط الذاتي:

يُعرَّف الانضباط الذاتي وقوة الإرادة بأنَّهما عبارة عن قوة داخلية تدفعنا وتحفزنا نحو تحقيق النجاح الحقيقي، وتبقينا في الاتجاه الصحيح، وتعيننا على التحلي بالشجاعة والمثابرة؛ وللوصول إلى القمة، يجب علينا ممارسة الانضباط الذاتي طوال الوقت.
إنَّنا لا نميل إلى الاكتراث بمسألة الانضباط وقوة الإرادة؛ ذلك لأنَّنا لا نحب الشعور بالتعقيد، فمشاهدة التلفاز أيسر بكثير من قراءة كتاب، والبقاء مفلساً أسهل من حيث تحقيقه من تحقيق الاستقلال المادي.

إنَّ الانضباط الذاتي أمرٌ مُجْدٍ؛ وعندما تفتقده في حياتك، ستشعر بالكسل وغياب الطموح والاكتئاب، وتلك المشاعر هي النقيض تماماً لما يشعر به أي شخص يتمتع بالكاريزما.
مفتاح الكاريزما: المفتاح إلى الانضباط الذاتي هو أن تدرك مدى نفع أو ضرر عاداتك بالنسبة إليك؛ لذا اختر العادة التي تعوقك بالفعل عن إنجاز أهدافك، ومن ثمَّ ضع خطة لاستبدالها، ولما ستقوم به حين يضعف مستوى انضباطك الذاتي.

. 2. الكفاءة:
يعدُّ امتلاكك الكفاءة والمعرفة والخبرة الشاملة عنصراً أساسياً لبث الكاريزما وتحسين قدرتك على التأثير في الآخرين، إذ سيكون من الصعب أن تكون نموذجاً أو قدوة إذا رأى جمهورك أنَّه ليس لديك فكرةٌ عمَّا تتحدث عنه، أو أنَّك لا تملك القدرات المطلوبة أو المتوقعة.
تتكون الكفاءة من معرفتك وقدرتك في مجالك، وتأتي من التعلم والخبرة التي تكتسبها عبر السنوات.

مفتاح الكاريزما: إنَّ مفتاح تطوير الكفاءة هو الصبر؛ فلا يمكن لشيءٍ أن يكون مثالياً من المرة الأولى عند تعلمه وتجربة فعله، فأحياناً تحتاج الكفاءة وقتاً لتطفو على السطح؛ لذا عليك أن تظل في حالة تركيز، وأن تداوم على التعلم حتى تشعر أنَّ بإمكانك إثبات كفاءتك في مجالك، واعلم أنَّ انتكاسات المدى القصير جزءٌ من النجاح الطويل المدى.

هناك مفتاح آخر للكفاءة، وهو: أن تكون على علمٍ ودرايةٍ بمواضيع تتجاوز مجال خبرتك؛ فهذا مفيدٌ في التواصل وبناء الألفة والعلاقات المستقبلية.

. 3. الحدس:
سواء أسميته حساً داخلياً، أم شعوراً باطنياً، أم مجرد شعورٍ مبهم؛ فإنَّ الحدس شيءٌ حقيقي، ويمكن تسخيره لزيادة قدرتك على التأثير ونقل الكاريزما إلى الآخرين؛ فهو يساعدك على قراءة أفكار الناس وفهمهم في أيّ لحظة، وهو مزيجٌ من شعورك وحكمتك وخبرتك.

إليك أربع خطوات تساعدك في الانسجام مع صوتك الداخلي وحدسك الباطني:
  1. اقضِ بعض الوقت في الانفراد مع أفكارك: صفِّ ذهنك، وتعلَّم أن تركز على اللحظة الحالية حتى لا تشوش الضوضاء الخارجية والحديث الذاتي على صوتك الداخلي.
  2. راقب توجهك: تنشأ التوجهات من التوقعات؛ لذا تعلَّم أن تتوقع وأنت على ثقة من أنَّ حدسك سيقودك إلى القرارات المناسبة.
  3. أصغِ وأطِع: حين يأتيك الشعور أو الحدس أو الدافع، اعمل وفقاً لما يرشدك إليه؛ فربَّما لا تفهمه، لكن عليك اتباع ذلك الصوت وتعلم كيفية تواصله معك.
  4. تدرب وأتقن: إنَّ تعلَّم إتقان الحدس أمرٌ يحتاج وقتاً وطاقة وتدريباً؛ لذا ابدأ بالأمور الصغيرة، وضع الأساس لاستخدام حدسك.
مفتاح الكاريزما: أسهل طريقة للتمكن من الحدس هي أن تختار وقتاً خلال اليوم -الصباح هو الأفضل عادة- للتفكير والتأمل في أكبر التحديات التي تواجهك. تعلَّم أن تنصت لأفكارك، وأن تتبع حدسك، وأن تحل التحدي الذي يواجهك؛ ومع اكتساب مزيدٍ من الخبرة وتعلَّم الإنصات إلى حدسك والثقة بصوتك الباطني، تصبح العملية أكثر سهولةً بالنسبة إليك.

. 4. الغاية:
عندما يكون لديك غاية حقيقية، فإنَّك لن تكون مصدر جذبٍ لمزيدٍ من الأشخاص فحسب، بل وستصبح أكثر تأثيراً، وتكون دافعاً لهم كذلك.

عندما تحدد هدفك، احرص على أن تحلم بشيءٍ كبير، وأوجد شيئاً لا يثيرك فحسب، بل شيئاً يوسع من حدودك أيضاً.
مفتاح الكاريزما: عندما تعرف هدفك في الحياة وتتمسك به، قد تواجه بعض المتاعب، وقد يختبرك العالم ليعرف ما إذا كان هدفك أملاً باهتاً أم رغبة حارقة؛ فسرُّ النجاح هو أن تعدَّ كل عَقَبَةٍ أو تحدٍّ في طريقك خطوة تقترب بك أكثر نحو إنجاز هدفك.

. 5. النزاهة:
تُعرَّف بأنَّها الاتساق بين قيمك وأفعالك، وبين ما تؤمن به وما تفعله على أرض الواقع؛ فحين تريد التأثير في الآخرين وزيادة الكاريزما خاصتك، لابد أن تشع نزاهتك على الآخرين.

لابد أن يعرف الناس ويشعروا بأنَّك تؤمن بما تقوله، وأنَّك ستفعل ما تقوله؛ فلا يمكنهم وضع تصور لنزاهتك بين عشية وضحاها؛ ذلك لأنَّها مزيج من تاريخك وصدقك وإنصافك وحكمك غير المتحيز.

مفتاح الكاريزما: اليوم، وفي كل يوم، افعل ما تقول أنَّك ستقوم به؛ إذ إنَّ النزاهة ليست بياناً تذيعه أو تعلنه على الناس؛ وإذا أصدرت وعوداً للآخرين، فاحرص على الوفاء بها؛ فحتى لو بدت لك وعوداً تافهة، فقد تكون هامّةً بالنسبة إليهم.
سيقدر الناس إقرارك بأخطائك ونقاط ضعفك؛ لذا، اعترف بخطأ سابق (أو حاضر)، وراقب ازدياد الاحترام وارتفاع إحساسك بالنزاهة.

. 6. الشجاعة:
الشجاعة صفة تحتاج إليها يومياً كي تتمكن من التأثير في الآخرين بوجهة نظرك، وينبغي أن يعرف الناس أنَّ لديك الشجاعة والقلب القوي لفعل الأشياء التي تقول أنَّك ستفعلها؛ فحتى لو اشتدت قسوة الظروف، فالشجاعة جزءٌ من الكاريزما خاصتك، وتتمثل في ألَّا تحاول أن تكون لطيفاً دائماً وتعلن للناس ضعفهم وتحدياتهم.

أنت تحتاج إلى الشجاعة لتقييم شخصٍ ما، ولبدء تلك المحادثة المقلقة والصعبة، وللإقدام على المواجهة حين تعلم أنَّ الأسهل هو عدم المواجهة، وتتمنى لو انفضت المشكلة من تلقاء نفسها.

لا يعني التحلي بالشجاعة أنَّك لا تشعر بالخوف، بل يعني أنَّك تتمتع بالثبات القلبي والعاطفي اللازم لمواجهة هذا الخوف، والقيام بما يلزم على أي حال؛ فالخوف والفشل جزءٌ من نجاحك وتأثيرك في الآخرين ليصبحوا أكثر نجاحاً؛ وعندما تكتسب تلك القوة الداخلية، فإنَّك تعترف بالخوف وباحتمالية الفشل، وتبقى على المسار الصحيح.

عليك أن تجد الجسارة والشجاعة والقوة لفعل شيئين:
1. التوقف عن لوم الآخرين.
2. تقبل الفشل.

مفتاح الكاريزما: ما الذي يمكننا فعله لإيجاد مستوىً ثابت من الشجاعة والمحافظة عليه؟ ما الذي ستفعله إزاء كل المخاوف التي تعتمل في نفسك؟ لا يُنبِت الخوف وفقدان الشجاعة الكاريزما؛ لذا لا تسمح لنفسك بأن تبقى أسير أخطاء الماضي، بل يجدر بك أن تصبح أفضل حالاً بما كسبته منها من معارف وتجارب.

تأتي الشجاعة من حقيقة أنَّك حين تواجه الخوف، لا يكون الأمر على نحو ما تتصور من سوء؛ وتذكّر أن معظم مخاوفنا تُبنَى على شكوك مبالغ فيها أو مفاهيم غير واقعية.

. 7. الإبداع:
لا يمكن لأحد الانطلاق بعيداً في حياته دون الاستفادة من إبداعه الداخلي، وأنت -كشخصٍ كاريزمي- لابد أن تكون قادراً على الارتباط والتوحد مع القوى الابداعية لحلّ التحديات؛ فالإبداع هو سعة الخيال وسعة الحيلة، وهو القدرة على ابتكار أفكار جديدة من أجل حلّ مشكلاتٍ قديمةٍ أو جديدة، وأحد أنشطة الفص الأيمن من المخ؛ فإن كنت تستطيع أن تحلم أو تتخيل أو تتمنى، فبإمكانك أيضاً أن تكون مبدعاً.

مفتاح الكاريزما: يتضمن الإبداع القدرة على توليد أفكار جديدة؛ ولكي تتقن هذه المهارة، لابد لك من القدرة على الولوج في المعلومات الجديدة. اقرأ كتباً جديدة، واستمع إلى المحاضرات التعليمية، وشاهد القنوات التلفزيونية التي تحفز على الإبداع والإكتشاف، واختر موضوعاً أجنبياً لمراجعته أو تعلُّمه، ورافق الأطفال؛ فهم مبدعون بالفطرة، وسيوسعون من آفاقك الإبداعية.
حاول اليوم أن تقوم بعصف ذهني لإنتاج عشر أفكار تحل بها أكبر مشكلة تواجهها حالياً.

. 8. التركيز:
أحد مؤشرات النجاح الرئيسة: القدرة على السيطرة على الهواجس، ومقاومة التشتيت، والبقاء في حالةٍ من التركيز على المَهمَّة المطلوبة؛ إذ سيكون التأثير في الآخرين أمراً صعباً إذا لم تكن قادراً على الحفاظ على تركيزك، أو لم تتمكن من العمل على المَهمَّة الحالية.

يهدر معظم الناس وقتهم لأنَّهم لا يستطيعون التركيز وتكثيف الجهد؛ في حين يبدأ الأشخاص الناجحون يومهم بعد تخطيطه على الورق؛ حيث يساعدنا الإعداد ووضع الأهداف على أن نكون أكثر تنظيماً وإنجازاً، وعلى أن نخلق القدرة على التركيز.
مفتاح الكاريزما: يكمن السر في أن تبدأ زيادة تركيزك تدريجياً، فمثلاً: خذ خطوتين اليوم على الطريق:

حاول التركيز والاستمرار في مَهمَّة معينة لمدة 5 دقائق؛ ومع تقدمك في هذه المهارة، زد من طول المدة وقدرتك على الحدّ من المشتتات.

حدد أيَّ وقتٍ من اليوم يكون أكثر إنتاجيةً بالنسبة إليك، وحدد الوقت الذي يسهل عليك فيه التركيز وإنجاز الأعمال؛ فحين تتقن قدرتك على التركيز، لن يسهل عليك التأثير في الآخرين وحسب، بل ستكون قادراً على إنجاز عشرة أضعاف ما تنجزه في الوقت نفسه.

  • 3. الإلقاء والتواصل (تحدث عن اقتناع):
ينبغي علينا تعلُّم مهارات الحياة الأساسية قبل أن نكون بحاجةٍ إليها، وفيما يأتي مهارات الإلقاء والتواصل:
. 1. مهارات تقديم العروض:
يمتلك الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما مهاراتِ تقديم عروض ممتازة تجذب إليهم الجمهور وتلهمه وتشد انتباهه، وسواءً أكان ذلك عبر الهاتف، أم من خلال التواصل المباشر، أم خلال عروض جماعية، أم وسط جلسة تفاوض، أم حتى عبر نصوص، أم رسائل بريد إلكتروني؛ يظل لهؤلاء القدرة على استنطاق الكلمات وبثها حيَّةً في ذهنك، ويُشعِرونك معهم وكأنَّك تشاهد فيلماً.

الأشخاص الذين يتمتعون بالكاريزما هم الذين يتمكنون من الاحتفاظ بانتباه جمهورهم؛ إذ يكمن السرُّ في تقديم عرضٍ جذَّابٍ في القدرة على جذب الجمهور إليك في غضون 30 ثانية، وهو الوقت الهام بالنسبة إلى أيِّ عرض، والذي يقرر فيه الجمهور إن كان عليه الإنصات إليك أم صرف انتباههم عمَّا تقوله؛ لذا يجب أن تأخذ في الحسبان أنَّ المقدمة الضعيفة لعرضك ستُفقِدك جمهورك على الفور.

مفتاح الكاريزما: هل سبق وأصبت بحالة سيئة من رهاب التلعثم (الخوف من التحدث أمام الجمهور)؟ هذا أمرٌ شائع، وهو ليس فطرياً وإنَّما مكتسباً، الأمر الذي يُمَكّنُنَا من التخلص منه؛ حيث يتملكنا شعورٌ طبيعيٌّ بالخوف قبل تقديم أيِّ عرض؛ لذا، احرص على أن تجد سبيلاً لتهدئة أعصابك.

أفضل طريقتين لفعل ذلك هما: أن تتصور نجاح عرضك، وأن تستعدَّ جيداً. قد يغريك أن تحاول كسب الجمهور من خلال الإعلان عن توترك أو عدم استعدادك (بمعنى أن تقدم اعتذاراً مسبقاً)، لكنَّ هذا الأسلوب عادة ما يرتد عليك بالسوء؛ إذ لا يدري الجمهور شيئاً عن شعورك، ولا عن مدى جودة استعدادك؛ فلماذا تخبرهم بما يجب أن يبدؤوا البحث عنه؟
عليك بدلاً من ذلك البحث عن سبب شعورك بالتوتر عندما تتحدث، والبدء بإصلاحه.

. 2. مهارات التواصل مع الناس:
تأتي القدرة على العمل مع الناس والتواصل معهم على رأس القائمة بالنسبة إلى أصحاب الكاريزما، وتُظهِر الدراسات باستمرار أنَّ مهارات التواصل مع الناس دائماً ما تأتي على رأس قائمة المهارات المطلوبة للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية.

نجد أنَّ القدرة على التواصل مع الناس في تضاؤل مستمر، وربَّما أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة إلى الجيل الجديد بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي صوَّر لبعض الناس أنَّ قوة الشخصية والقدرة على التعامل مع الناس ليست صفات هامة؛ والحقيقة أنَّ الناس ما زالوا بحاجةٍ إلى معرفتك والإعجاب بك قبل أن تُفتَح أبواب التأثير والإقناع؛ حيث تزداد الكاريزما حين يعرفك الناس ويعجبون بك، وعندما تتمكن من العثور على توجيهات أو اعتقادات أو اهتمامات مشتركة معهم؛ فنحن نميل إلى التواصل والارتباط بأولئك الأشخاص الذين نشعر أنَّ بيننا وبينهم رابطة أو شراكة ما.

تعدُّ الانطباعات الأولى هامَّةً للغاية؛ ذلك لأنَّ لها أثراً بالغاً في الكاريزما خاصتنا؛ وتتشكل هذه الانطباعات عادةً خلال الثواني الأولى لأول موقف نتعامل فيه مع شخصٍ ما؛ لذا فإنَّه لا يُتاح لنا الوقت لاكتساب مهارات التعامل الجيّد مع الناس، فلا يستغرق الأمر إلَّا ثوانٍ حتى نُولِّد الانطباع الذي يدوم إلى الأبد.

مفتاح الكاريزما: الأمر الذي ينبغي أن تعمل عليه اليوم هو أن تدرك أنَّك جزءٌ من فريقٍ أكبر؛ فكلَّما زاد عدد من تساعدهم وتخدمهم من الناس، زاد عدد الأشخاص الذين يصبحون في خدمتك ومساعدتك؛ لذا قدِّم الثناء حين يكون مستحقاً، وأظهر التقدير للآخرين كلَّما كان واجباً، وكن على يقينٍ من أنَّ الأنا البشرية سهلةُ الكسر، وأنَّ الذات المحطمة يصعب جداً أن تؤثر في الآخرين، وتعلَّم أن تقدِّر الآخرين وتمدحهم على ما يفعلونه، ولا تفترض أبداً أنَّ التعويض المناسب لأيِّ عملٍ جيّدٍ يعدُّ كافياً؛ إذ عليك أن تقدم الشكر الصادق كلَّما أمكن، وتحرص على إظهار الاحترام المتبادل، وتمنح كل شخصٍ التقدير نظير ما قدَّمه من إنجاز.

كيف يمكنك العمل على أن تبدو مهاراتك في التواصل مع الناس صادقة؟
  1. أظهر الاحترام للجميع.
  2. انتبه إلى كلِّ من حولك.
  3. كن على علمٍ بأنَّ كل من تعرفه أو تقابله يمكن أن يساعدك بطريقةٍ أو بأخرى.
  4. اهتمّ بهم وبما يفعلونه.
  5. قَدّمِ العون، وكن مستعداً للخدمة دائماً.
. 3. التأثير:
إنَّ الكاريزما والتأثير جزءان لا ينفصلان، وبعبارةٍ أخرى: تعني الكاريزما قدرتك على التأثير في الآخرين ودفعهم إلى فعل ما تريد منهم فعله، وأن يحبوا فعل ذلك.

يمكنك التأثير من حمل الناس على قبول أفكارك، وجمع الناس حولك، وترسيخ التغيير؛ ونحن نتحدث هنا عن تغييرٍ دائمٍ طويل الأمد يرغب الناس في تطبيقه.

أمَّا التأثير فهو مهارةٌ يمكن تعلمها؛ فلا يُولَد أعظم المؤثرين كذلك، بل يُصنَعون.
بإمكانك -بل وعليك- أن تتقن فن التأثير، وينبغي أن تكون محاولاتك للتأثير طبيعية لا تنطوي على تهديد. لذا تجنب الصخب والبهرجة، فتلك أساليب لا تثير سوى المقاومة؛ وتجنب أيضاً الضغط الزائد، فهو لا يقوي المقاومة فحسب، بل يغلق الباب أمام إحداث التأثير كلياً.

مفتاح الكاريزما: تمكِّنك قوة التأثير وتدفعك إلى قراءة الناس على الفور، وحمل الآخرين على اتخاذ إجراءٍ فوريٍّ وإقناعِ أعدائك؛ ولعلَّ المفتاح الأول لتحسين قدرتك على التأثير، هو أن تساعد الناس في التأثير في أنفسهم؛ لذا خذ بعض الوقت اليوم لتصبح على وعيٍ بقدرتك الحقيقية على التأثير، وركِّز على طرح مزيدٍ من الأسئلة وقراءة لغة جسد الناس واستكشاف حاجاتهم الحقيقية، وكن أكثر وعياً بالوسائل التي تساعدهم على إقناع أنفسهم؛ وعندما تفعل ذلك، ستكون قادراً على مساعدتهم على التأثير في أنفسهم.

. 4. سرد القصص:
تعدُّ القصص أدوات فعالة لاكتساب الكاريزما، وتجذب جمهورك إليك، وتساعدهم في فهم وتقدير رسالتك؛ وعندما تعي المكونات الرئيسة لسرد القصص وكيفية استخدامها، تكون قادراً على التأثير والوصول إلى قلوب الناس بالرسالة التي تودُّ إيصالها إليهم:

أهم عنصر في سرد القصص هو أنَّه ينبغي أن تكون جذابة للمشاعر؛ فعندما تكون مشاعر الناس منجذبة إليك، فإنَّهم يكونون أقرب إلى التواصل معك ومع رسالتك.

السرد الفعال للقصص هو الفارق بين التواصل والإقناع، وبين العرض والإقناع، وبين المحاضرة ومسِّ شغاف القلوب.
يتوقف جزءٌ كبيرٌ من مدى فاعلية وتأثير رسالتك على مدى إيمان الجمهور بك؛ لذا استخدم القصص لبناء الألفة مع جمهورك، فقد يكون استماع الجمهور لقصةٍ معادلاً لعلاقةٍ مباشرةٍ معك.

مفتاح الكاريزما: تدرب على سرد قصة معينة لأيِّ شخصٍ تقابله اليوم، والتي قد تكون قصة بسيطة عن المكان الذي تناولت فيه غداءك مثلاً. حاول أن تسيل لعابهم وأنت تصف الطعام، واجعلهم يضحكون وأنت تعيد عليهم ذكر موقفٍ محرجٍ حدث لك، وحاول أن تجعل تجربتك هي تجربتهم نفسها، وتعلم أن ترسم لهم الصورة بالكلمات.

يمكنك في الوقت الذي تطور فيه قدرتك على سرد القصص تعلم ابتكار محيط القصة المناسب، وإضافة الرؤى والأصوات والروائح والمشاعر؛ وكلَّما زاد ما تضيفه إلى قصتك، ازداد انتباه جمهورك إليك؛ فأنت تريد من جمهورك أن يرى القصة بعيني عقله ويديرها كفيلم، وأن يحفظها بقلبه لسنوات قادمة.

. 5. التواصل البصري:
يمكن للجمهور من خلال التواصل البصري أن يقيس صدق أيّ متحدثٍ وألمعيته ومشاعره، ويؤدي قطع التواصل البصري حين نكون بحاجةٍ إليه إلى نتائج كارثية؛ فهل لعينيك القدرة على جذب وأسر الآخرين إليها؟

يتمتع أصحاب الكاريزما بالقدرة على جذب الآخرين في التواصل البصري، ويحققون به علاقةً فوريةً معهم؛ وكلَّما طالت مدة التواصل البصري مع شخصٍ ما، كان ذلك علامةً على مدى تَمْلُكُهُ من احترامٍ لذاتك؛ ولكن من الهام في الوقت ذاته ألَّا تُحَدّقَ في أعين الآخرين طوال الوقت؛ حين تنظر في العين مباشرة، يشعر الناس بأنَّك تهتم لأمرهم، أو بأنَّك تتحدث إليهم بشكلٍ مباشر؛ ويمكنك من خلال ذلك مساعدتهم على الشعور بالأهمية، وأنَّهم سيصبحون مركز الاهتمام خلال الحوار.

مفتاح الكاريزما: استخدم قدرتك على القيام بتواصل بصري رائع؛ فحين تشعر بالتوتر أو التسلط أو العصبية، ستجد صعوبةً كبيرةً في الحفاظ على التواصل البصري؛ لذا خذ نفساً عميقاً، وكن على وعيٍ بما تفعله، وتحكم بمشاعرك، وضع في اعتبارك أنَّ الشخص الذي تتعامل معه مجرد بشرٍ مثلك، واحرص على ألَّا تمعن في التفحص، وتدرب اليوم على القيام بالتواصل البصري المتناسب في المدة من أجل التواصل وبناء الألفة مع الآخرين.

. 6. الإنصات:
يدعم الإنصات والفهم الكاريزما، ويمكِّنك من اكتشاف أيّ شيءٍ يجب أن تعرفه من أجل مساعدة شخصٍ ما أو تغييره أو التأثير فيه؛ إذ ستكون قادراً من خلال الإنصات الحقيقي على إلهام الآخرين وتحفيزهم وكسب ثقتهم؛ فنحن نعتقد أنَّنا نفهم رغبات الناس وحاجاتهم، لكنَّنا لا نكون كذلك حقاً حتى نصغي بإخلاص ودقة إلى ما يقولون.

مفتاح الكاريزما: عليك أن تفهم أنَّ الإنصات الحقيقي يتطلَّب قليلاً من الجهد والتركيز؛ لذا حاول أن تدع الآخرين يتحدثون دون مقاطعة، ولا تحاول أن تكمل لهم كلامهم أو أن تقاطع ما يقولونه لمجرد رغبتك بالتعبير عن وجهة نظرك وتعزيز الأنا خاصتك، واقرأ إشاراتهم غير اللفظية، وحاول أن تختبر شعورك لو كنت مكان محدثك؛ وحين ينهون كلامهم، اطرح سؤالاً آخر حتى يواصلوا الكلام؛ إذ يساعدك هذا الأسلوب على قياس درجة فهمك لما يريدونه أو يحتاجون إليه حقاً.

. 7. بناء الألفة:
عندما تتمكن من بناء الألفة مع الآخرين، وتتمكن من تكوين علاقةٍ مع أيّ شخص، ويشعر الآخرون بالارتياح في مرافقتك؛ فإنَّك تستطيع عندئذ زيادة تأثير الكاريزما التي تتمتع بها.

مفتاح الكاريزما: تتمثل إحدى طرائق التسريع في خلق العلاقة أو الألفة بين الناس في التقليد والمحاكاة؛ لذا حاول أن تفعل هذا مع كلّ من تقابله أو تتواصل معه.

نحن غالباً ما نعكس سلوك الآخرين وطريقتهم ومزاجهم وإشاراتهم، دون حتى أن نعيَ ذلك، وهذا مسلكٌ طبيعيٌّ حين تكون على علاقةٍ بالشخص؛ وحين تستطيع خلق فعلٍ مشابهٍ مع جمهورك، سيشعر الجمهور بالارتباط بك.

تذكر أنَّ الناس يميلون إلى اتباع من يرونه شبيهاً لهم؛ لذا إن عدلوا جلستهم أو وقفتهم، افعل ذلك أيضاً؛ وإذا ابتسموا، ابتسم؛ وجرب أسلوب المحاكاة والتقليد اليوم، وستُدهَش من روعة النتيجة.

  • 4. تمكين الآخرين (التعاون المعدي):
يمكن أن يساعدك كلُّ شخصٍ تقابله وتعرفه بشكلٍ ما على تحقيق النجاح والسعادة؛ لذا امنح الآخرين القوة، وعاملهم باحترام، وسيأتي وقتٌ يمكنهم ردُّ المعروف إليك أضعافاً مضاعفة.
تعلم كيف تلهم الآخرين، وكيف تحفزهم وتخلق رؤية مشتركة فيما بينكم؛ لكي تجذب الناس إليك دائماً ليساعدوك في وقت الحاجة.

مهارات تمكين الآخرين:
. 1. الإلهام:
إن لم تكن أنت نفسك تتمتع بالإلهام، فلن تستطيع إلهام الآخرين.
يتمتع أصحاب الكاريزما بالقدرة على إلهام الآخرين، ورفع روحهم المعنوية سريعاً، وضبط مشاعرهم، ورفع مستوى الطاقة فيهم؛ فإذا أردت أن تدوم جاذبيتك، فعليك أن تعتمد على الإلهام الذي يترسخ في عواطفك ورؤيتك.

إلهام الآخرين هو الوسيلة الوحيدة لتحفيزهم على الأمد الطويل؛ فحين تلهم الآخرين من حولك، فإنَّك تبعدهم عن الإحباط والكسل وإلقاء اللوم على الآخرين، وتمنحهم أملاً في أنفسهم وفي المستقبل.

مفتاح الكاريزما: حين تطور الكاريزما خاصتك، سيتوجب عليك إلهام الآخرين لإنجاز مستوياتٍ أعلى من النجاح. هناك الكثير جداً من الناس الغارقين في اليأس وانقطاع الأمل لكونهم يسعون بعيداً عن أيِّ شيء، وبإمكانك منحهم الأمل في المستقبل بالتركيز على تحفيزهم ودفعهم إلى التحرك نحو شيءٍ ذي معنى.

. 2. التقدير:
يجد الكثيرون منَّا صعوبةً في تقديم الثناء، أو دعم التقدير الذاتي للآخرين، وإبراز إيجابياتهم؛ ويعدُّ تعظيم قيمة الذات الطموح الأكثر حيرةً وهلاميةً في النفس الإنسانية.

يعني التقدير الشعور بالرضا عن نفسك، أو مقدار حبك لذاتك؛ والمفتاح له هو أن تدرك أنَّك لكي تصبح أكثر كاريزمية، عليك أن تتمتع بقدر صحي من تقدير الذات، وترفع مستوى التقدير الذاتي لدى الآخرين.

تتمثل إحدى الطرائق السهلة لدعم التقدير الذاتي للناس في تقديم الشكر الصادق؛ لذا أظهر امتناناً لما قاموا أو سيقومون به، ولا تفترض ضمنياً أنَّهم يعلمون مدى اهتمامك بهم وتقديرك لهم.

من الهام أيضاً أن تكون قادراً على قراءة أفكار الناس وفهم إشارات انحدار مستوى التقدير الذاتي، والذي قد يكون مناقضاً لما تعتقده أنت؛ إذ قد تتمثل هذه الإشارات بالاستئساد، أو التمسك بأنَّهم على صواب دائم، أو النميمة، أو سرعة الاستياء.

مفتاح الكاريزما: لا يقدم الكثير من الناس الثناء لأنَّهم يعتقدون أنَّه قد يبدو زائفاً، أو أنَّ الناس لا يصدقونه أو يستاؤون منه؛ لكن عندما تكون مهتماً حقاً بالآخرين، ومحدداً في ثنائك؛ ستفتح كلماتك الأبواب وتزيد الكاريزما.

. 3. المصداقية:
عندما تتمتع بالمصداقية، سيراك الناس شخصاً أهلاً للثقة، وتبدو كمن يملك الخبرة لتحقيق الإنجازات أو حلّ المشكلات لهم.
تعتمد المصداقية على ثلاثة أمور: معرفتك، وسجل إنجازاتك، ومظهرك؛ وتزداد عندما لا تترك أيّ فجوةٍ بين ما تقوله وما تفعله، وتزيد ثقة الآخرين والتزامهم تجاهك.

هناك أمران يضران ضرراً بالغاً بالمصداقية، وهما: الظهور بمظهر خادع، أو الظهور بمظهر الشخص الجيد لدرجة يصعب تصديقها، غالباً لا نفكر في المصداقية؛ ذلك لأنَّنا نعتقد أنَّنا نمتلكها، وربَّما يكون هذا صحيحاً؛ لكنَّ المصداقية هي رؤية يعتقدها الناس، وليست حقيقة؛ وهي لا تُمنَح، ولكنَّها تُكتسَب.

مفتاح الكاريزما: السر هو أن تزيد حجم مصداقيتك باستمرار؛ لذا جهِّز نفسك جيداً، وتأهب لأي سؤالٍ قد تواجهه.
عليك اليوم أن تبحث عن طرائق لزيادة مصداقيتك دون أن تكون متباهياً؛ لذلك تحلَّ بالإبداع، واجعل شخصاً ذا مصداقية -مثلاً- يقدمك إلى الآخرين.

. 4. التحفيز:
يتمتع أصحاب الكاريزما بالقدرة على حمل الناس على تحفيز أنفسهم على الأمد الطويل؛ فهم يملكون القدرة على مساعدة الآخرين في تصور الأهداف، والشعور بأنَّ بإمكانهم أن يحققوها؛ ويمكِّنهم هذا التحفيز من وضع أهدافهم الخاصة أيضاً، مع استمرار الشعور بأنَّهم لا يزالون جزءاً من الفريق.

قد تكون الرحلة نحو تحقيق الأهداف شاقةً وطويلةً ومنهكةً ومحبطة، والكاريزما خاصتك هي التي ستحملهم وتدفعهم وترفع روحهم المعنوية حين يشعرون بالتعب خلال الطريق.

ما يحفزنا لا يحفز الآخرين بالضرورة، والحقيقة أنَّ نوع التحفيز الذي يصلح اليوم لشخص، قد لا يصلح له غداً؛ لذا تعلَّم أن تقرأ أفكار الآخرين، وتدرك ما يحفزهم.

مفتاح الكاريزما: جاهد لتتذكر دائماً أنَّك بالكاريزما تصبح قوة محفزة للآخرين. لقد حاول كثير من الأشخاص الذين تحاول تحفيزهم القيام بما تطلبه منهم الآن، لكنَّهم لم يستطيعوا ذلك، ما جعلهم يفترضون أنَّهم سيفشلون دوماً في هذا العمل؛ لذا ساعدهم على الحلم، وامنحهم أدوات النجاح، وحفزهم نحو تحقيقه.

. 5. المودة:
تستدعي المودة أن تكون عطوفاً، وأن تُظهِر الاهتمام الصادق بالآخرين، وأن تراعي مشاعر الآخرين في كل تعاملاتك.
كن مهذباً على الدوام، وأظهر اهتماماً حقيقياً بمن حولك؛ فهذا الاهتمام هو الأساس لكل تعاملاتك، ويخلق حالةً من القبول والكاريزما لديك، ويساعدك على كسب قلوب الناس وولائهم من خلال ما تبديه من عطفٍ ومودة.

لا تكن قاسياً أو شديداً في تعاملك مع الناس عندما تبرز مودتك من خلال تركيزك على الإيجابيات والانتباه إلى السلبيات، وتذكر أنَّ الناس قد يكون لديهم حساسية مفرطة، ويشعرون بالإهانة بشكلٍ مبالغٍ فيه؛ لذا راقب كلامك وأفعالك، ولا تنتقد أحداً أبداً إلَّا إذا كنت بحاجةٍ إلى ذلك فعلاً؛ وإن فعلت، فليكن بالطريقة المناسبة.

مفتاح الكاريزما: كن واعياً بالعالم من حولك، وحاول أن تركز على كلّ من تقابله، واستبدل كل الأفكار والتعليقات السلبية التي لديك عن الآخرين بأخرى إيجابية، وابحث عن الخير في الآخرين، واجتهد في إبراز أفضل ما لديهم، وابحث اليوم عن فرصةٍ لممارسة المودة، وقدم بعض المساعدة، وسترى أنَّ الجميع سيستفيدون.

. 6. الرؤية:
تمكِّن الرؤية لدى صاحب الكاريزما الآخرين من امتلاك الثقة بأنفسهم وقدرتهم الشخصية على تحقيق ما يقتضيه تنفيذ تلك الرؤية، حيث يجمع امتلاك الرؤية الناس على كلمةٍ سواء، ويخلق لهم هدفاً مشتركاً.

إنَّ التحدي هنا أنَّه عند تقديم الرؤية، فإنَّها لا تُبرِز من يتحمل مسؤوليتها؛ فإذا رأى الناس أنَّ هذا الجهد كله لك، ولا يرون أين مكانهم في الأمر؛ فسيشعرون بأنَّهم موضع تلاعب، ولن يتبنوا تلك الرؤية؛ فهم يريدون أن يعرفوا ما الذي يعود عليهم من هذا على الأمد الطويل، ولمَ ينبغي عليهم أن يدعموك ويدعموا رؤيتك.

مفتاح الكاريزما: ساعد شخصاً ما على التخلص من مخاوفه الماضية، وادفعه نحو رؤية المستقبل، واعلم أنَّ مقابل الرؤية ليس سوى القلق، فلا تدع الناس في حالة تركيزٍ على مصادر القلق أو أخطاء المستقبل؛ بل ارسم صورةً حية له، وامنحهم الأمل والتشجيع والأدوات اللازمة لتصور أنفسهم وهم يفعلون ما ينبغي عليهم فعله، وساعدهم على الخروج من الماضي إلى المستقبل، وأكد لهم أنَّ أخطاء الماضي لن تحجب عنهم إمكانات النجاح في المستقبل.

. 7. التقمص العاطفي:
كلمة Empathy (التقمص العاطفي) لها أصلان: لاتيني، ويوناني؛ ويعني الجزءان اللذان تتكون منهما الكلمة "أن ترى من خلال"، و"عين الشخص الآخر"؛ لذا تخلق القدرة على الرؤية من خلال عين الآخر كاريزما طويلة الأمد؛ فحين يدرك الناس أنَّك تستطيع أن ترى ما يمكنهم رؤيته، وتشعر بما يشعرون به، وتتأذى لما يتأذون منه؛ فسوف يكونون مستعدين للتأثر بك.

يختلف التقمص العاطفي عن التعاطف، حيث يعني التعاطف القدرة على الارتباط بالآخرين؛ أمَّا التقمص العاطفي فيعني الشعور بالآخرين وفهمهم، وأن تضع نفسك مكانهم وتعيش ظروفهم، وأن تتقبل الشخص كما هو وبلا شروط، وتكون قادراً على قبول مواطن قوته وانتصاراته في الوقت ذاته الذي تتقبل فيه ضعفه وفشله وشكوكه ومخاوفه.

مفتاح الكاريزما: رغم أنَّ التقمص العاطفي يحتاج بعض الجهد، فإنَّ إتقان تلك المهارة جديرٌ بكلِّ ما يُبْذَل فيها من وقت؛ لذا ابحث عن فرص لتطوير صفة التقمص العاطفي لديك، وابدأ توجيه سؤالين اثنين إلى نفسك خلال محادثاتك:
ما الذي قد يكون عليه شعوري إن كنت مكان هذا الشخص؟
ما سبب شعوره هذا؟
تدرب على هذه البداية اليوم، وحاول التوصل إلى شخصٍ يمكنك أن تظهر له تقمصك العاطفي، وأظهر له اهتمامك الحقيقي.

. 8. الاحترام:
ترتبط الكاريزما طويلة الأمد بتقدير الناس والاحترام الذي تمنحه لهم، والذي يورث مزيداً من الكاريزما والتأثير. تعلَّم أن تبني الاحترام لدى الآخرين؛ فهو لا يأتي بغتة، وإنَّما قد يحتاج بعض الوقت؛ فكلَّما زاد ما تمنحه من احترام، زاد تأثيرك في الآخرين.

مفتاح الكاريزما: تدرب على معاملة كل من تقابله باحترام، وأظهر له أنَّه يمثل لك أهمية، سواءً أكان موظف استقبال أم مديراً تنفيذياً أم بَوَّابَاً؛ ولعلَّ أفضل طريقةٍ لهذا: التركيز على سؤال الناس عن حالهم، والإجابة عن أسئلتهم.

كن صادقاً في أسلوبك، وأظهر الاحترام، ولا تشكُ من كلّ شيء، ولا تنتقد الآخرين لما يقولونه أو يفعلونه؛ فقد تُظهر هذه الأشياء البسيطة اهتمامك بإنسانٍ آخر.

تعليقات