الأهداف الحقيقية هي ما نصنعه بإرادتنا وإصرارنا، وليست تلك الاهداف التي يفرضها علينا المحيط، ومعرفة حدود إمكانياتنا متعلق بأي طريق سنسير بكل شفافية وبدون تزييف.. ذلك الطريق هو طريق السعادة الغير مألوف؛ فن اللامبالاة: لحياة تخالف المألوف، هو كتاب يتحدى مبادئ المساعدة الذاتية من خلال دعوة المستمع إلى عدم المحاولة، وقول كلمة لا في كثير من الأحيان وتبني التفكير السلبي، كما انه يؤكد على أن اللامبالاة ترتكز على أنك مرتاحا عند الاختلاف، وتركيز اهتمامك على شيء أكثر فائدة من الشدائد؛ وبالتأكيد يؤكد الكتاب على أهمية اهتمامك بشيء ما، فالعثور على شيء مهم وهادف في حياتك هو الاستخدام الصحيح لوقتك وطاقتك، فكل حياتك لها مشاكل مرتبطة بها؛ وإيجاد معني في حياتك سيساعدك على الحفاظ على الجهد اللازم للتغلب على المشاكل الخاصة.
وهكذا يمكننا أن نقول إن مفتاح العيش حياة جيدة ليس المبالاة بالمزيد من الأشياء، بل الأحرى المبالاة فقط بالأشياء التي تتماشي مع قيمك الشخصية.
- لمن هذا الكتاب؟
وللراغبين في إبطال دعاوى التفكير الإيجابي الزائفة.
أما المؤلف فهو مارك مانسون Mark Manson، كاتب ومُدوِّن أمريكي، وُلد في تكساس عام 1984، سافر في رحلات كثيرة حول العالم، وكان موسيقيًّا فاشلًا من قبل؛ درس وتخرَّج في جامعة بوسطن، وتحقِّق كتبه أعلى مبيعاتٍ بحسب نيويورك تايمز New York Times، إذ بيع من كتبه أكثر من 13 مليون نسخة حول العالم.
- أولاً: لا تحاول.
عندما ينتابك القلق حيال مواجهة شيء في حياتك، ثم يجعلك هذا القلق عاجزا عن فعل أي شيء؛ ثم تتساءل عن سبب قلقك، فتصبح قلقًا بخصوص ما يتعلق بقلقك، فإذا كنت غاضباً ولا فكرة لديك عما يجعلك غاضبًا، تبدأ بإدراك أنك تغضب بسهولة؛ ما يسبب لك انزعاجا وغضباً أكثر، وأنت تكره ذلك فتصبح غاضبا من نفسك لأنك تغضب من غضبك.
عدم الاهتمام الزائد لا يعني عدم الاكتراث مطلقًا، حتى لا تهمك الصعاب لابد من الاهتمام بما هو أكثر أهمية منها، سواء أدركت ذلك أم لم تدرك، فإنك دائمًا تختار ما تمنحه اهتماما؛ تأتي المرونة والسعادة من معرفة ما يجب الاهتمام به.. والأهم من هذا أنها تأتي من معرفة ما ينبغي عدم الاهتمام به.
- ثانيا: السعادة مشكلة.
لا تسأل نفسك عما تريده من الحياة؛ من السهل أن تريد النجاح والشهرة والسعادة والأشياء الرائعة؛ الكل يريد تلك الأشياء؛ لكن هناك سؤال أكثر إثارة للاهتمام يجب أن تسأله لنفسك "ما هو نوع الألم الذي أريده؟" فما أنا على استعداد للنضال من أجله هو محدد أكبر لكيفية تحول حياتنا، حتى نتعلم كيف نحل المشاكل لابد لنا من جرعة ألم؛ وكلما حللنا مشكلة شعرنا بالسعادة؛ وهنا يكمن السر.. عش سعيدا بما تملك، كي تحصل على ما لا تملك.
والسعادة نشاط وليس شيئا يأتينا ونحن في حالة سلبية، ربما يكون تعلم كيفية التركيز على أولوياتك، وتحديدها بشكل فعال بناء على القيم الشخصية هو أعظم وأهم صراع في الحياة.
العثور على شيء مهم وهادف في حياتك، هو الاستخدام الأكثر إنتاجية لوقتك وطاقتك؛ التسلق إلى القمة هو عملية حلزونية تصاعدية لا تنتهي، وخلالها تظهر دائما مشاكل جديدة، وعمليات جديدة يجب أن تحبها وتتصالح معها، ولا يسمح لك أبدا بالتوقف عن التسلق؛ لأن الهدف برمته هو أن تحب التسلق، وإذا توقفت عن التسلق، فلن تأتي النتائج أبداً!.
- ثالثاً: أنت لست متميزاً.
فئة قليلة من الناس تتمكن من أن تصبح استثنائية في أكثر من أمر؛ والأشخاص النادرون الذين يصيرون استثنائيين حقًا في شيء ما، لا يفعلون ذلك لأنهم يرون أنفسهم استثنائي، بل لأنهم ليسوا عظماء على الإطلاق ويسعون لتطوير أنفسهم وتحسينها.
يصبح الأشخاص الاستثنائيون استثنائيين من خلال الاعتقاد أنهم متوسطون ويركزون علي تحسين أنفسهم؛ لا تصبح استثنائياً بالاعتقاد أنك استثنائي.
- رابعاً: قيمة المعاناة.
المشاكل حتمية، لكنها تحتاج المرونة؛ أي أن نتحكم فيما تعنيه مشكلاتنا لنا بناء على كيفية اختيارنا للتفكير فيها وكيفية اختيار التعامل معها، حيث تؤثر طريقة قياس النجاح على كيفية رؤيتنا للمشكلات التي نواجهها.
الفرق بين القيم الجيدة والقيم السيئة؛ هو أن القيم الجيدة مؤسسة على الواقع وبناءة اجتماعيًا، وآنية قابلة للضبط؛ أما القيم السيئة فعلى العكس من ذلك تماما؛ يستطيع الإنسان أن يصل داخليا إلى القيم الجيدة، أما القيم السيئة فعادة ما تكون معتمدة على أحداث خارجية.
- خامساً: أنت تختار دائماً.
إذ يعتقد الكثير من الناس أن المسؤولية عن المشكلة لا تكون إلا عندما تكون أنت من تقع عليه اللائمة في خلق هذه المشكلة، وفي الحقيقة إن اللائمة والمسؤولية ليس شيئاً واحداً؛ فهناك مشكلات لا تقع اللائمة فيها علينا ولكننا نظل مسؤولين عنها.
اللائمة شيء من الماضي؛ فهي ناتجة عن خيارات اتخذت في الماضي، أما المسؤولية فعل حاض، وهي ناتجة عن خيارات نتخذها الآن؛ عندما نشعر أننا نختار مشاكلنا فإننا نشعر بالسلطة، ولكن عندما نشعر بأن مشاكلنا تفرض علينا ضد إرادتنا؛ فإننا نشعر بأننا ضحايا وأننا بائسون!.
الأشخاص الذين يبنون قيمهم الذاتية على أن يكونوا على حق في كل شيء، يمنعون أنفسهم من التعلم من أخطائهم، والأشخاص الذين يخافون مما يعتقده الآخرون عنهم، يشعرون بالخوف من جميع الأشياء السلبية التي يعتقدون أنها تنعكس عليهم.
- سادساً: انت مخطئ.
كلما تبنيت عدم اليقين وعدم المعرفة، ستشعر براحة أكبر في معرفة ما لا تعرفه؛ والرجل الذي يعتقد أنه يعرف كل شيء لا يتعلم شيئاً، وكلما هدد شيء ما هويتك ستتجنبه أكثر؛ كلما هدد شيء ما طريقة رؤيتك لنفسك ستتجنب القيام بذلك؛ ولكي يحدث أي تغيير في حياتك، يجب أن تقبل أنك كنت مخطئاً بشأن شيء كنت تفعله من قبل، وإذا شعرت أنك تقف وحدك في مواجهة العالم؛ فمن المحتمل أنك تقف لوحدك في مواجهة نفسك.
- سابعاً: الفشل طريق النجاح.
- ثامنًا: أهمية قولا لا.
يوفر الالتزام بطريقته الخاصة ثروة من الفرص والخبرات التي لن تكون متاحة لك أبدا بأي طريقة أخرى، بغض النظر عن عدد التجارب التي اتبعتها.
تعليقات
إرسال تعليق