القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تفكر وتتصرف مثل الأشخاص الأكثر نجاحاً في كل مجال؟ | ملخص كتاب كن فطناً - براين تراسي



يكشف هذا الكتاب كيفية الحصول على المزيد من القوى العقلية من خلال إستراتيجيات بسيطة وقابلة للتنفيذ وبخطوات معدودة لتدريب العقل على التفكير بطرائق أفضل، والتي من شأنها إشعال شغف البحث عن الأمور الأكثر إنتاجية، إذ بالمزيد من الدقة والإحكام والتحليل الصحيح للأمور، بإمكانك حل أي مشكلة والتغلُّب على أي عقبة تواجهك، وبإمكانك أيضًا تحقيق كل أهدافك مهما كانت.

  • لمن هذا الكتاب؟
للباحثين عن صفات الناجحين وعاداتهم.
لمن يرغبون في تطوير شخصياتهم وصقلها.
لمحبي وقرَّاء الكاتب الأمريكي براين تراسي.
لمن يريد أن يتصرف مثل الأشخاص الأكثر نجاحًا.
لمن يسعى إلى النجاح ويبحث عن أفضل طريقة يعمل بها المخ.

  • معلومات عن المؤلف:
براين تراسي Brian Tracy: كاتب ومتحدث تحفيزي ومؤلف تطوير ذاتي أمريكي، ورئيس تنفيذي لشركة براين تراسي إنترناشيونال، وهي شركة متخصصة في تدريب وتطوير الأفراد والمنظمات.
ألقى "تراسي" محاضرات وندوات في مجالات كثيرة منها: الاقتصاد والتاريخ والأعمال والفلسفة، وعلم النفس، وتعدُّ كتبه من أعلى الكتب مبيعًا، وقد تُرجم أكثر من 45 كتابًا إلى عشرات اللغات.

  • ومن أهم مؤلفاته:
سيكولوجية البيع.
اربح ما تستحقه حقًّا.
ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا.
‫100 قانون حصين لنجاح الأعمال.

  • التأني قبل البَدء.
تتشكَّل الأفكار داخل العقل على نحو مستمر وفي نمط متسارع، وهذا الأمر يتطلب قدرًا هائلًا من القوة للسيطرة على كل تلك الأفكار، لذلك يرى الكاتب أنه يجب الاعتماد على التفكير البطيء والمتأني في أثناء اتخاذ القرار، وهذا لا يعني إهمال مبدأ التفكير السريع، ولكن يجب استخدامه على نحو صحيح، مثل اتخاذ قرار ماذا تتناول على الغداء، أو المحادثات اليومية المختلفة، فكلها أمور غير مهمة عند النظر من الأعلى إليها.

وعلى الجانب الآخر، فإن التفكير بخصوص أي كلية ستلتحق بها، أو اختيار شريك الحياة، أو ما المشروع الأمثل الذي ستستثمر فيه أكبر جزء من أموالك، هي أمور تتطلب بصورة أساسية نمط التفكير البطيء، لذا فإن أقوى طريقة يمكن بها بناء عادة التفكير البطيء هي التفكير مليًّا على ورق، وكتابة كل ما يخص المشكلة وتفاصيلها، إذ إنها إحدى أقوى أدوات التفكير على الإطلاق، وإلى جانب التفكير على ورق، تأتي العزلة التي تعد أفضل وسيلة لممارسة التفكير البطيء، إذ إنها عملية بسيطة للغاية ولا تتطلب أي مجهود، أيضًا فإن ممارسة العزلة بانتظام لمدة من 30 إلى 60 دقيقة تساعدك على الحصول على ذهن صافٍ، مما يمنحك قدرة أكبر على التفكير بهدوء.

لكن كيف تفعل ذلك؟ الأمر بسيط يا صديقي، اجلس في صمت تام في مكان خالٍ من الضجيج، وستتفاجئ من تدفق كل الخواطر والأفكار والحلول عليك، والتي من الممكن لواحدة منها فقط أن تغير حياتك تمامًا، وإذا واجهت أية مشكلة أو عقبة في حياتك ولا تستطيع التفكير في حل لها، الزم نفسك ممارسة العزلة لأول عشرين دقيقة على الأقل، وبعدها سيختفي تدريجيًّا التوتر، واعلم أن ممارسة التفكير المتأني ستجعل احتمال قيامك بالأشياء الصحيحة كل مرة أعلى من قيامك بالأشياء الخاطئة، كما أنه كلما زاد الوقت الذي وضعته للتفكير والتخطيط قبل القيام بأي عمل، استطعت تحقيق أضعاف ما كنت تتوقع.

  • صفات الناجحين:
يرى براين تراسي أن النجاح ليس وليد المصادفة، وكذلك الفشل، إذ يضرب المثل بالمنتجات والسلع، حيث إن السبب الرئيس في نجاح الأعمال التجارية هو المبيعات العالية، والعكس صحيح. ومن أبرز الصفات التي يتميز بها الأشخاص الناجحون هي أنهم على أتم الاستعداد لمواجهة الفشل مرارًا وتكرارًا، إذ إن الفشل وتكرار المحاولة أشياء ضرورية لتحقيق النجاح في النهاية، ومن هنا يكتسب الإنسان الخبرة، كذلك لا بديل عن معرفة بعض الدروس من التجارِب إلا عن طريق الصواب والخطأ، كما أنها أشياء لا تقدَّر بثمن.

ومن السهل على الأشخاص الناجحين إذا تعرَّضوا إلى موقف أو تجربة جديدة، من خلال تحديد نمط الموقف أو المشكلة عن طريق الخبرة المكتسبة من التعامل مع المشكلات والأزمات، أن يصبُّوا تركيزهم على العناصر الأساسية، التي من الممكن أن تكون السبب الأساسي في النجاح أو الفشل، إذ إنه كلما جمعت معلومات أكثر عن الأزمة التي تواجهها، فعلى الأغلب سوف تتخذ الإجراءات الصحيحة المؤدية إلى النجاح الذي تريده، ولعل أفضل طريقة لفعل ذلك تطوير الثلاثة عناصر الرئيسة عن الأشخاص الناجحين؛ ألا وهي:
الوضوح.
التركيز.
التحديد.


فإن نحو 95% من النجاح هو في مهارة تطوير الوضوح، بحيث يفترض أن تكون واضحًا تمامًا حيال نفسك، وأن تحدد جيدًا ما نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وما الأشياء التي ينبغي أن تستثمر فيها كامل وقتك دونًا عن غيرها، وتركز على الانتهاء منها في أسرع وقت ممكن من دون مشتتات، ولا يمكن تطوير هذه العناصر الثلاثة من دون تحديد الأهداف، إذ إن وضع أهداف على نحو واضح ومحدد، والتركيز عليها يعتبران الصفة الذهبية المشتركة بين كل الأشخاص الناجحين.

أما مرحلة إعداد الأهداف ووضعها فليست بالأمر العسير، ولكن ينبغي أن تحرص على تحديد الأشياء المهمة بالنسبة إليك، فالأشياء التي تمنحك الشعور بالأهمية دونًا عن غيرها هي تلك الأشياء التي تمنحك الشعور بالسعادة، ومن ثم ستحقق لك النجاح، ولهذا ينبغي البَدء في تحديد تلك الأشياء والعمل على إتمامها.

  • قائد أم تابع.. كيف تريد أن يكون نمط حياتك وتفكيرك؟
لعل مبدأ التحسن غير المتوقف والذي لا ينتهي أبدًا هو المبدأ الذي يتبعه القادة حول العالم، فمن وجهة نظر تراسي أنهم هم المفكرون المبدعون الذين يحكمون العالم، وهذا المبدأ ليس بالشيء الصعب على أي واحد منا، لأن القادة العباقرة ينمُّون لديهم ثلاث صفات رئيسة في شخصياتهم؛ الأولى هي عدم رفض أي فكرة مهما كانت؛ إذ إن حصرهم الدائم على جعل عقولهم جاهزة لاستقبال الأفكار كافةً يجعل لديهم احتمالية أكبر من غيرهم على نقل أفكارهم خارج الصندوق.

أما الصفة الثانية فهي البحث غير المتوقف عن أفضل حل للمعضلة؛ وخصوصًا مع رجال الأعمال ومسؤولي تطوير المنتجات، لأن لديهم هدفًا محددًا وهو العمل من كثب، لا سيما مع الآخرين من أجل التأكد أنهم يقدمون أفضل منتج أو خدمة للعميل، والصفة الثالثة هي الاعتماد على منهج منظَّم؛ يبدأ بتحديد المشكلة تحديدًا ووصفًا دقيقًا والتأكد من وضوحها أمامهم، ومن ثم البدء في طرح جميع الحلول البعيدة أو القريبة من أجل الوصول إلى أفضل حل لتلك المشكلة.

ويكمن الاختلاف الجوهري بين القادة وغيرهم، فغير القادة دائمًا غير مستعدين للركوب في المقاعد الأمامية، فهم يحرصون على اتباع القواعد والتعليمات دومًا، يستخدمون أقل قدر من طاقتهم وقدراتهم الإبداعية في أثناء العمل، كما أنهم غير مستعدين لتحمُّل أي مسؤولية على عواتقهم، على عكس القادة المستعدين على الدوام لتحمُّل المزيد والمزيد من المسؤولية كلما سنحت الفرصة لهم.

ومن هذه النقطة فإن هناك ترابطًا بين تحمل المسؤولية والسيطرة على حياة المرء، كما ينبع إحساس السيطرة من تحمُّل المسؤولية، إذ يمكن لعبارة بسيطة مثل "أنا مسؤول" أن تساعدك على استعادة السيطرة على حياتك وقتما مرَّت عليك مشكلة سلبية من أي نوع، وقد تتخذ المشاعر السلبية في نهاية الأمر شكلًا من أشكال الغضب ويظهر ذلك للآخرين بوضوح، كما أن لها أشكالًا عدة؛ مثل الكره والشك والعدوانية والغضب، ويكون علاج التخلص من تلك المشاعر في التفكير كقائد عن طريق التخلص من اللوم المستمر والزائد على الحد.

  • عادات جديدة لبناء مستقبل واسع الأفق:
يطمح أغلب الناس في أن يصبحوا أثرياء، لكنَّ عددًا قليلًا منهم فقط من يحققون ذلك، لأن أغلبنا على الأرجح لا يفكرون في الأمر أساسًا، بل لا تجول الفكرة في بالهم أصلًا، وقد يرجع السبب وراء ذلك إلى أنهم لم ينشؤوا في بيئة أشخاص أثرياء، كذلك التسويف، وهو آفة العصر الحالي، إذ إنهم قد يفكرون في الأمر ويخططون له، ولكن لا يبدؤون أبدًا؛ حيث يختلقون العديد من المبررات والأعذار عوضًا عن البدء في إحراز التقدم؛ متعللين بأن الأغنياء هم من يملكون مستقبلًا بلا أي قيود!

ويطرح براين تراسي بعض العادات التي يتبعها الأشخاص لتساعدهم على أن يصبحوا أغنياء، فالعادة الأولى أن الأغنياء يفعلون ما يحبون، فهم يفعلون الأشياء التي تجعلهم سُعداء، وتشعل لديهم شعلة الحماسة والشغف، ويتلقون أجرًا مجزيًا عليها، أما العادة الثانية فهي الاستثمار المستمر في التعلُّم، فالأغنياء يحرصون دائمًا على تعلم أفكار جديدة، وتعلُّم إستراتيجيات حديثة في التفكير وحل المشكلات، لأنهم على يقين بأن فكرة واحدة مهمة قد تغيِّر حياتهم للأبد، ويحرصون دومًا على انتهاز الفرصة من كل مصادرها.

وتتمثل العادة الثالثة في الفضول الذي لا يُشبع، فأغلب الأثرياء يشتركون في صفة مهمة، ألا وه‍ي طرح المزيد والمزيد من الأسئلة، ويحاولون الاستمتاع بتمعُّن دومًا إلى الأجوبة، بل ويدوِّنون العديد من الملاحظات التي قد تساعدهم على كسب المزيد من المال، أما العادة الرابعة فهي الحفاظ على الصحة والوزن المثالي، فهذه ليست عادة خاصة بالأغنياء، بل إن كل الناجحين اجتمعوا عليها تقريبًا، إذ يحرصون كل الحرص على اتباع أنظمة غذائية تجعلهم يتناولون أطعمة تمنحهم الطاقة، ويشربون كميات كافية من الماء كل يوم، ويحصلون على قسط كافٍ من الراحة حتى يستطيعوا شحن طاقتهم مرة أخرى من أجل تحقيق أهدافهم.

وتأتي العادة الخامسة في توسيع دائرة علاقاتهم، فالأغنياء دائمًا ما يهتمون بتوطيد علاقاتهم مع أناس في استطاعتهم تقديم المساعدة لهم، ويبحثون عن الأشخاص الناجحين في مجالهم وعن سُبل قضاء المزيد من الوقت معهم، ويبتعدون عن السلبيين قدر الإمكان، واعلم عزيزي القارئ أن هذه العادات هي حجر الأساس عند الأشخاص الأغنياء الذين بدورهم يسعون وراء الأشياءكافةً التي تؤمِّن لهم مستقبلهم.

  • الآن فابدأ:
إذا كنت تريد فعلًا أن تحيى أفضل حياة ممكنة، يجب عليك البَدء من الآن؛ فمن الآن فصاعدًا ستغلق الباب في وجه جميع الأفكار السلبية لتفسح مجالًا لغيرها من الأفكار الأكثر إنتاجية، فالآن هو اللحظة المناسبة لفتح المجال أمام التفكير الإبداعي عوضًا عن طرائق التفكير العتيقة والمحدودة، كذلك لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت، فقد أتت الآن الفرصة المناسبة للتفكير في عملك وحياتك الخاصة، والبدء في إعادة برمجة تفكيرك حتى تستمتع بالنجاح الذي ترجوه، إنها الفرصة الذهبية لتعلُّم المزيد حول طرائق التفكير الحديثة ومعرفة ما أنسب طريقة تبدأ في تطبيقها الآن في جوانب الحياة.

يجب عليك أيضًا أن تُحسن استغلال وقتك عن طريق وضع الأولويات الواضحة والتركيز على استغلال كل دقيقة في يومك لتخدم هدفك الرئيس، وتعلَّم أن ترفض وتقول "لا" في وجه الأشياء التي تضيِّع الوقت الذي ينبغي عليك فيه العمل على أن تكون نسخةً أفضل مما أنت عليه الآن، كتجنُّب المحادثات التافهة أو الرد على الأشخاص المزعجين أو محاولة التصدي للذين يُطلقون عليك الأحكام المسبقة، كرِّس كل طاقتك في بذل مجهود فقط في الأشياء التي تدفعك إلى الأمام ولو بخطوة واحدة فحسب، فوحدهم قليلو الخبرة من ينجرفون وراء صغائر الأمور التي تحقق لهم متعة لحظية غير دائمة، عوضًا عن قضاء كل تلك الدقائق الثمينة في محاولة اكتساب مهارة جديدة، أو التسجيل في دورة تعليمية متعلقة بمحال دراسته على سبيل المثال.

وقد لا تشعر يا صديقي بالمتعة أو الإثارة عند قضاء الوقت في التعلم مقارنة بقضائه في لعب ألعاب الفيديو أو في نزهة مع الأصدقاء، لكن لا شك أن الفائدة التي ستعود عليك مستقبلًا من ذلك الأمر لا يمكن إنكارها، واعلم أن الناجحين يمتازون في أي مكان بتحلِّيهم بالصبر، فهم أكثر الأشخاص دراية بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، لذلك لا تتعجل النتائج، بل احرص على القيام بما هو واجب، وتلقائيًّا سوف تستشعر نجاحًا لم تتوقعه حتمًا.

  • وختامًا:
تحدث عن أهدافك مع نفسك دومًا وأنت على مشارف الوصول، واجعل حديثك معها مفعمًا بالحيوية والكلمات المحفزَّة على الإنتاج، فقد حان موعد تحرير سيارتك من جميع القيود التي تعيقها عن التقدُّم إلى الأمام لمواجهة الحياة والبَدء في تحقيق الانتصارات.

تعليقات