هذا الكتاب هو أشبه بسيرة ذاتية لكاتبه جون بيركنز. يقول بيركنز أنه قد شرع في كتابته أربع مرات على مدار عشرين عامًا، لكنه في كل مرة كان يتوقف؛ إمّا تحت التهديد، أو الرشوة، وكان البعض ينصحه حفاظًا على نفسه وحياته بكتابة ذلك الكتاب في صورة رواية، مساحة الإبداع في الرواية ستُعطي انطباع مُربك بين الحقيقي والخيال لكن كان داخله دومًا رغبة في كشف الحقائق وليس مجرد الكتابة لأجل الكتابة.
- خطر الكتابة.
- مؤسسات الأمم المتحدة كوسائل مساعدة للاستعمار.
هذا النظام الذي فرضته أمريكا فرضًا على كافة دول العالم بلا استثناء القوية والضعيفة، تارة بذريعة تقديم القروض والمساعدات لدول العالم الثالث، والقضاء على الفقر والمجاعات، وتارة أخرى بصلف وغرور متمثلاً في رد نيكسون قائلاً "عندما تخسر عليك أن تغير من قواعد اللعبة" والحق أنه لم يستطع أحد ولا بلد إيقاف تلك المنظمات عن المهام التي وضتعها لنفسها.
أصبحت النتيجة في النهاية هي أن تلك المؤسسات استمرت في طريقها، لكن الغريب أن كل الدول التي زعمت تلك المؤسسات أنها كانت تساعدها وتُقدم لها يد العون يتدهور حالها؛ فالدول الفقيرة تزداد فقرًا، وشعوبها الجائعة تزداد جوعًا، ولا تمثل تلك المؤسسات إلا وسيلة تساعد هؤلاء القراصنة في القيام بمهامهم.
- مهام قراصنة الاقتصاد ونتائجها:
الطريقة الأولى هي تقديم قروض لتلك الدول للقيام بمشروعات للبنية الأساسية، والتعليم والتنمية.. إلخ، لكنها ستُجبرها على الاستعانة بشركاتها ليس فقط هذا؛ لكن هناك بالطبع الفوائد ذات الأرقام الفلكية التي سيصبح على الدولة المسكينة أن تسددها، هكذا يتعاظم الدين ويتضاعف من تلقاء ذاته وتضعف أمامه القدرة على السداد بمرور الزمن.
هنا تأتي الطريقة الثانية وهي إجبار تلك الدولة على الخضوع كليًا إما بالتنازل عن موارد محددة، أو قرارات، أو قطعة أرض ترى الولايات المتحدة أنها يمكنها استخدامها بما يفيد اقتصادها ويعود عليها بالربح؛ وهكذا وبكل بساطة يتم احتلال تلك البلدان سلطويًا، ماديًا وبكل شكل ممكن دون جيوش ومعارك دموية.
ويمكن تلخيص ذلك فيما قاله جون بيركنز نفسه "إن ما نتقن صنعه نحن قراصنة الاقتصاد هو أن نبني إمبراطورية عالمية؛ فنحن نخبة من الرجال والنساء يستخدمون المنظمات المالية الدولية لخلق أوضاع تخضع الأمم الأخرى لاحتكار الكوربيروقراطية التي تدير شركاتنا الكبيرة وحكومتنا وبنوكنا"
- هل يقف الأمر عند هذا الحد؟
هنا نجد أن هناك فرق أخرى أكثر أهمية، وأن الأمر ليس فقط مجموعة مدربة على الحيل الاقتصادية؛ فكما أن هناك قرصان الاقتصاد، فهناك فرقة أخرى تحت اسم "الثعالب". تلك الفرقة هي التي تمتلك حيل دموية، ليست اقتصادية هذه المرة، ويمكنها أن تعترض طريق أي دولة لا تسير وفقًا للمخطط الموضوع لها.
كما تم مع رئيسين من رؤساء أمريكا اللاتينية وهما: خايمي رولدوس رئيس الإكوادور، وعمر توريخوس رئيس بنما، فحين عارض كل منهما محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على بلادهم كانت النتيجة هي اغتيالهما فقد قُتل كليهما في حادثين مروعين.
- السعودية نموذجًا.
حينها قامت إيران المؤسسة لمنظمة الأوبك (منظمة الدول المصدرة للبترول) مع خمسة دول أخرى من الخليج تتضمنهم السعودية بزيادة أسعار البترول المصدرة بنسبة 70%؛ ولأن ذلك لم يشكل تهديدًا كافيًا للولايات المتحدة ففي 17 أكتوبر، اتفقت هذه البلدان على تخفيض إنتاجها من البترول 5% كل شهر، وأعلنت بعض البلدان الآخر تخفيضها بنسبة 10%.
ويبدو أن ذلك أيضًا لم يكن ليجعل الولايات المتحدة تتخلى عن عنادها؛ ففي 19 أكتوبر وبعد يومين فقط من تلك القرارات التي اعتقد العرب أنها ستجعل الولايات المتحدة تستجيب لمطالبها السياسية، طلب الرئيس نيكسون من الكونجرس 2.2 مليار دولار لمساعدة إسرائيل!
حينها قامت المملكة العربية السعودية بوقف تصدير البترول نهائيًا، لكن وعلى الرغم من أن وسيلة الضغط تلك كانت في صالح العرب، وحربهم مع إسرائيل، وفرض نفوذهم على الولايات المتحدة في ذلك الوقت؛ فإنه وعلى المدى البعيد أصبح ذلك الحظر نقمة كبيرة على المملكة؛ فقد تعلمت الولايات المتحدة ذلك الدرس جيدًا.
وكنتيجة لذلك ساهمت في تقوية الثالوث الأمريكي (الشركات الكبرى والبنوك الدولية والحكومة) وصممت على أن يتم تعويض كل تلك الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة في فترة الحظر، بل وضمان عدم تكرار تلك الحادثة مرة أخرى، ومن خلال قراصنة الاقتصاد أصبح ذلك يتم بسهولة ودون أن تشعر البلد الأخرى بالمؤامرة، بل تشعر وأن الأمر يصب في مصلحتها.
- جون بيركنز ودوره في المملكة السعودية.
بدأت خطة الولايات المتحدة في السعودية بضرورة مساعدتها على النهوض الحضاري، إنشاء مشروعات البنية التحتية، والاستغناء عن الأغنام في جمع القمامة واستخدام بعض الآلات بدلاً منها، الاستغناء عن الخيم ومظاهر البدو، وإنشاء المولات والمحلات التجارية الضخمة التي توجد مثيلاتها تمامًا في الولايات المتحدة.
المأساة لا تكمن فقط في أن تلك الصفقة لا تعدو كونها ساعدت الولايات المتحدة على استعادة أموالها، وتوفير سوق جديدة، وفرص عمل جديدة أمام شركاتها الكبرى، بل إنها أيضًا وضعت برامج أمن وصيانة ذات تقنية عالية لا يمكن للسعوديين التعامل معها دون الحاجة إلى الولايات المتحدة؛ لذا فستخضع السعودية دومًا إلى الولايات المتحدة، وإذا حاولت مرة أخرى بحظر البترول سوف تعرض كافة مبانيها وحضارتها الحالية إلى الدمار.
كانت تكلفة هذه الصفقة ككل، وكل ما بذله جون بيركنز كي يقنع الأسرة المالكة بقبولها هو حسناء شقراء أرسلها إلى أحد أمراء الأسرة المالكة كي تعيش معه في جناحه الخاص بفترة محددة وعقد محدد ثم تعود بعدها إلى بلادها.
- الولايات المتحدة والسعودية وصناعة الإرهاب.
وأكثر من ذلك أن كلا البلدين مع اختلاف أغراض ومصالح كل منهما، قاما بتمويل أسامة بن لادن في أفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي بمبلغ يقدر ب 3.5 مليار دولار، ولم تهتم السعودية بأن الولايات المتحدة قد تخلصت منه بمجرد أن حصلت على مرادها.
ثم غض الطرف مرة أخرى حين يتعلق الأمر بمصلحة إحدى البلدان وأمنها؛ فقد نشرت الصحافة حقيقة العلاقات الوثيقة التي تربط بين الأسرة الحاكمة آل سعود وأسرة بوش من جهة وأسرة بن لادن من جهة أخرى وهو ما جعل أمريكا تغض الطرف عن أحداث 11 سبتمبر؛ فبعد أيام من ذلك الحادث غادر أفراد من أثرياء السعودية وأفراد من عائلة بن لادن على متن طائرات خاصة لم يسمح بتفتيشها أو حتى استجواب ركابها.
- نموذج إيران، ما قبل البداية.
ولكن في عام 1953 قام انقلاب بقيادة محمد مصدق وتأميم إنتاج إيران من البترول، رفض الظروف الوحشية والغير آدمية التي يعمل بها العمال الإيرانيون في تلك الشركة، وتدهور مستواهم المعيشي والصحي؛ فهم على الرغم أنهم يقومون بإنتاج موارد بلادهم، إلا أنهم لا يستطيعون الاستفادة منها، هنا قامت إنجلترا بالضغط على الشاه بالقدر الذي تستطيعه، لكن قوة مصدق، وقوة الشعب معه كان من الصعب أن يردعها أحد لاسيما حين يكتشف الشعب أنه يُهان ويُستغل ويُقهر؛ فلجأت إنجلترا للولايات المتحدة تطلب مساعدتها لكن الاختيارات المتاحة كانت محدودة للغاية؛ فالتدخل عسكريًا يمكن أن يثير حفيظة الاتحاد السوفيتي المتربص على حدود إيران، ويتحول من معركة لردع إيران إلى حرب عسكرية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي؛ ولذلك لم يكن متاحًا سوى المؤامرة.
- كيرميت روزفلت الابن والترسيخ لفكرة جديدة.
لذا وبعد ذلك النجاح التي حققته سياسات المؤامرة، لم تعد هناك الحاجات للتدخلات السياسية والعسكرية الضخمة؛ كل شيء يمكن أن يتم في الظل. بدأت مرحلة جديدة، وتم إعداد جيوش جديدة تمتلك أسلحة مختلفة كان من بينها فرقة القراصنة الاقتصاديين وفرقة الثعالب وغيرهم.
- إيران ما بعد الانقلاب، عودة الشاه والعلاقات مع الولايات المتحدة.
لكن كل تلك القرارات لم تكن لتمنع تلك الثورة التي تغليّ في الخفاء بقيادة رجال الدين وعلى رأسهم آية الله الخميني الذي على الرغم من ابتعاده وعدم الزج بنفسه في الصراع المحتدم بين محمد مصدق والشاه إلا أنه وبعد عودة الشاه أصبح يدعو الإيرانيين للتمرد والثورة، ويلهب حماستهم بخطاباته وهو ما أطاح فيما بعد بكافة خطط ومصالح الولايات المتحدة في إيران.
- نموذج إندونيسيا.
لكن تلك البقعة المسكينة لم يكتب لها الهدوء يومًا؛ فبعد التخلص من المستعمر الخارجي، تأتي العصبية القبلية، والصراع بين مختلف الثقافات، والمجموعات العرقية التي تمتلئ بها إندونيسيا، فضلاً عن العديد من اللهجات المحلية التي يتحدث بها سكانها، ولكن استطاع سوكارنو السيطرة على الوضع وأصبحت إندونيسيا حينها بلدًا اشتراكيا.
هنا وجدت الولايات المتحدة حجة تُمكنها من التدخل وامتصاص ثروات ذلك البلد الصغير تحت حجة حمايتها من الشيوعية، وبهذه الحجة تعاونت كل من الحكومة الإندونيسية وبنك التنمية الآسيوي وهيئة المعونة الأمريكية وأرسلت لجنة من ضمنها جون بيركنز مهمتها التقصي حول أوضاع أندونيسيا وفرص إنشاء المشروعات التنموية بها.
تلك اللجنة تُرسل من البداية وهي مُحملة بالنتائج التي يجب أن تضعها في تقريرها مهما كان ما شاهدته مختلفًا، بل ويتعارض تعارضًا صارخًا مع تلك النتائج؛ فعليها أن تجعل القروض ضخمة بشكل يتعذر معه سدادها وفي ذات الوقت تقديم نتائج متفائلة للغاية عن عوائد تلك المشروعات وعن كم هي آمنة مهما كانت المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها.
فالأمر يمكن تلخيصه فيما قاله جون بيركنز "نعد نحن البلاد المتقدمة المستفيدين الحقيقين من الموارد والثروات الطبيعية، أما الشعوب في البلاد النامية فهم الذين يساعدوننا في الحصول على هذه الموارد، إنه النظام الإقطاعي التجاري نفسه يسود العالم مرة أخرى وقد وُضع ليسهل سيطرة هؤلاء الذين يمتلكون القوة لكن ليست لديهم موارد طبيعية تكفيهم على أولئك الذين يمتلكون الموارد وليس لديهم القوة التي تحمي مواردهم."
- نموذج بنما.
في عام 1903 زمن الاستعمار العسكري، وفيما قبل ذلك الاستعمار الجديد الذي يتم بالمؤامرات والديون قامت الولايات المتحدة تحت رئاسة روزفلت حينها بإرسال أسطول قبض على قوات الميليشيا المحلية وقتلوهم وأعلنوا بنما دولة مستقلة بحكومة شكلية من الأقلية المكونة من العائلات الثرية التي لا تهدف إلى شيء سوى حماية مصالح الولايات المتحدة في بنما؛ ففرضت سيطرتها ووجودها على تلك الدولة الصغيرة.
في عام 1968 تحول تاريخ بنما بشكل جذري تمامًا؛ فقد حدث انقلاب أطاح بآرنولفو آرياس- وهو الأخير في سلسلة متعاقبة من الحكام الديكتاتوريين- وتولى من بعده عمر توريخوس الحكم والذي ستسبب فترة حكمه المزيد من التحول في مسار تاريخ بنما.
كان عمر توريخوس قائدًا ذو شعبية كبيرة، يمتلك احترامًا وتقديرًا ليس فقط من شعبه بل من العالم أجمع برؤسائه؛ كان أهم أهدافه هو تحرير بنما من الإمبريالية الأمريكية، والتأكيد على حقها في الاستقلال، وعلى حقها في الانتفاع بمواردها وأرضها بالشكل الذي يناسبها.
- بنما واستعادة السيادة.
كان من ضمن تلك المشروعات التي يطمح إليها هو التعاون مع اليابان لتطوير القناة، وهو ما يعني أن الشركات الأمريكية ستخسر مشروعًا كان سيضخ لها مليارات الدولارات، بل إن الولايات المتحدة نفسها ستخسر سيادتها وسيطرتها على بنما طالما أن تلك الأخيرة لم تقع تحت عبء الديون.
أرسلت الولايات المتحدة جون بيركنز الذي يحكي حديثه مع عمر توريخوس وكيف استطاع ذلك القائد بثقته بنفسه، وما يتمتع به من كاريزما من السيطرة على بيركنز؛ فشل القرصان الاقتصادي؛ وحان الوقت لفرقة الثعالب.
قتل عمر توريخوس في حادث انفجار طائرة مرّوع في عام 1981، وتولى من بعده الحكم مانويل نورويجا، وعلى الرغم مما انتشر عن فساده وتجارته في المخدرات، وعلاقته الوطيدة بمدير المخابرات الأمريكية وليام ج كاسي، إلا أنه كان عاقد العزم على استكمال ما بدأه عمر توريخوس في مشروع القناة مع اليابانيين.
- بنما والغزو المفاجئ.
مُنعت الصحافة من الوصول إليها، وتم تزييف التقارير بشأن عدد الضحايا والمشردين نتاج هذه الحرب الغير مبررة. تم القبض على نورويجا وإرساله إلى الولايات المتحدة، ومحاكمته، ومن المثير للسخرية أنه تتم محاكمته لأنه رئيس كان يمارس نفوذه وسلطاته في بلاده وليس على فساده.
شنّت أمريكا الحرب على بنما دون أي وجه حق، وهو ما أثار سُخط العالم أجمع لاسيما أن بنما لم تكن بؤرة للاشتراكية، ولا للشيوعية، ولم تكن تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، لكنها فقط كانت تسعى للاستقلال، والاعتناء بشئونها بنفسها.
ذات الحرب الغير مبررة ستشنها العراق على الكويت بعد أقل من عامين، وستنتقدها الولايات المتحدة على الرغم أنها قامت بمثلها، بل وستأخذها ذريعة لغزو العراق التي لم تستطع الولايات المتحدة السيطرة عليها، ولا حتى استطاع قراصنة الاقتصاد الذين ترسلهم.
- نموذج العراق.
فالعراق تشكل أهم مصدر للبترول في المنطقة حتى أنها تملك أكثر مما تملكه المملكة من احتياطي، بالإضافة إلى موقعها الجيوسياسي الذي يجعل من يسيطر عليها وكأنه يسيطر على الشرق الأوسط بأكمله، لكن وللأسف لم يمرّ ذلك الفخ على صدام حسين.
على الرغم من كون صدام حسين ديكتاتورًا وطاغية، له العديد من الممارسات الوحشية لكن الولايات المتحدة يمكنها غض الطرف عن كل تلك الأشياء، كما كانت تغض الطرف عنها في حالة المملكة السعودية طالما هناك علاقات ومصالح مشتركة، لكن ومع عدم خضوع صدام للصفقة التي عرضتها الولايات المتحدة أصبح كل ما يفعله غير مقبول ولا يُغتفر.
أصبحت كل من أحداث 11 سبتمبر وحرب العراق على الكويت ذريعة للهجوم على العراق، وبعدما كانت فنزويلا تمثل مصدرًا احتياطيًا للبترول أصبحت القضايا المعلقة في كل من أفغانستان والعراق على رأس القائمة وتراجعت فنزويلا إلى نهايتها؛ هنا بطريقة ما يمكننا القول إن العراق قد أنقذت فنزويلا!
- فنزويلا ومحاولات التحرر.
كان رئيس فنزويلا عام 1988 هو هوجو شافيز الذي حاول أن ينتهج نهج سابقيه كعمر تورخوس وخايمي رولدوس، والتحرر من هيمنة وسيطرة الولايات المتحدة على موارد بلاده وبين محاولات صندوق النقد الدولي لإخضاعها وبين ثورة شعبه على تلك القرارات. جاءت أحداث 11 سبتمبر؛ لتعيد ترتيب أولويات الولايات المتحدة وتوجه نظرها نحو العراق.
- الولايات المتحدة كامبراطورية عالمية.
أصبحت لا تمتلك جيشًا واحدًا، بل العديد من الجيوش في صور مختلفة وكل منهم يصلح لمهمة مختلفة تناسب كل مرحلة، ومؤسسات متعددة تدعي أنها عالمية تخدم مصالح الدول جميعًا سواءً بسواء دون تفرقة، لكنها ليست إلا امتداد لتلك الدولة التي تحاول فرد أذرعها على العالم أجمع.
كل ذلك بالإضافة إلى النفوذ، القوة، وعدم الاكتراث، لا بحقوق الإنسان، ولا باعتراضات الدول الأخرى التي بالطبع لا يمكنها أن تعترض طالما كانت تخضع تحت طائلة الديون والفوائد من ناحية، أو المصالح المشتركة والعلاقات المتبادلة من ناحية أخرى. يبدو الأمر وكأنه كابوس محكم ودائرة مغلقة لا سبيل للخروج منها أو حتى مقاومتها.
تعليقات
إرسال تعليق