القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة انتصار طفلة على الشلل الدماغي | ملخص كتاب إرادتي هزمت إعاقتي - شارون م. دراير



أصبح الإنسان في ظل ظروف الحياة المادية يلهث وراء مصالحه، ليزيد من دخله المادي بأي شكل، ويحقق أهدافه، ويحظى بأكبر قدر من الرفاهية، إلى أن يصبح بعد ذلك كل ما يمتلكه في نطاق العادي، من ضمن ذلك عافيته وصحته، فلا يشعر بهذه النعمة إلا بعد سلبها منه، أو قد يمتلك البعض أحيانًا نعمة الصحة، ولكنه يتكاسل عن تحقيق أهدافه، فتأتي هذه القصة توضح معاناة فتاة فقدت عافيتها بالكامل، وعلى الرغم من ذلك ما زالت تقاوم، وتحاول التأقلم مع من حولها.

  • لِمَن هَذا الكِتَاب؟
للشباب وبخاصة المراهقين.
لجميع أولياء الأمور والمعلمين.
للذين يريدون الشعور بالتعاطف مع الآخرين.

  • معلومات عن المؤلف:
شارون م. دراير: معلمة محترفة، وكاتبة بارعة، تعيش في سينسيناتي بولاية أوهايو، فازت خمس مرات بجائزة كوريتا سكوت كينغ الأدبية، اما المترجم تيسير نظمي: ولد في فلسطين، وعاش في الكويت، وأصدر عدة كتب في مجال القصة القصيرة، وعمل مترجمًا ورئيسًا للقسم الثقافي في عدد من الصحف الكويتية، وترجم أيضًا كتاب "الانتحاريون: دراسة نفسية حول فهم الإرهاب الانتحاري".

  • وصف المعاناة.
ميلودي فتاة تبلغ من العمر أحد عشر عامًا، لا تستطيع القيام بالأمور اليومية المعتادة، كالمشي والتكلُّم، وقضاء الحاجة، فجلُّ ما تستطيع القيام به هو الضغط على أزرار جهاز التحكم عن بعد، والإمساك بعجلات الكرسي المتحرك لثوانٍ معدودة، حيث لا يمكنها التحكم في توازنها، حيث يرتعش رأسها، ويُسيل لعابها، وقد بلغت أحد عشر عامًا وحجم جسدها صغير جدًّا.
وكل ذكريات الطفولة لديها تتمثل في رؤية القلق داخل عين والدتها، وهي مدسوسة داخل حوض الاستحمام بجسدها الصغير، لا تتحرك أبدًا، والتقاط أبيها للصور بالفيديو، وانتظاره لها أن تكبر وتتحرك، لكن ذلك لم يحدث قط، فهي بالكاد أعظم ما توصلت إليه هو قدرتها على التعرُّف على الضوضاء، والروائح والمذاق، وشعورها بالرغبة في العطاس، ولكنها لا تستطيع حتى وصف هذه الروائح لأمها، فهي لا تعرف الكثير عنها...

وما يهون عليها ذلك أحيانًا هو قدرتها على عدم نسيان أي شيء، لكن ترجع وتسأل نفسها: "أي فائدة من عدم النسيان، وأنا لم أستطع وصف أي شيء"، لكنها تدرك القوة الحقيقية للكلمات، والتي تقسم ألا يدركها معظم من ينطقون بها، وكانت تسقط دائمًا على الأرض، وهي لا تريد ذلك، لكن كان والدها يخفف من حزنها، بالقيام ببعض الأمور المضحكة لها كالقفز مثل الضفدعة، وكان يتكلم معها كثيرًا كأنه يتكلم مع الكبار، ويصف لها مشكلتها، وحزنه، وكان كثيرًا ما تسيل الدموع من عينه بعكس والدتها.
وكان أكثر ما يفعله والدها لأجلها هو الغناء، وكانت هي تستمع إلى الأصوات جيدًا، والقراءة قبل النوم على الرغم من إرهاقه، وكانت تمتلك ذاكرة قوية جدًّا، فكل ما تسمعه أو تقع عليه عيناها يُسجَّل عندها، وكان هذا يزعجها أحيانًا بسبب عدم قدرتها على وصف ذلك لأحد غيرها، فتتمنى أحيانًا لو حُذف كل هذا من ذاكرتها!

  • رحلة مع المرض والأطباء.
ذهبت ميلودي إلى العديد من الأطباء في أثناء حياتها، فالجميع حاول تشخيص حالتها، لكن لا أحد استطاع علاجها، إلى أن أصبحت تتجاهلهم، وتتصرف كالمتخلفين معهم، حيث كانت ترى أنهم يتعاملون معها كأنها واحدة منهم، فكانت تتظاهر بصعوبة أسئلتهم، وعدم قدرتها على فهمها، وعندما بلغت سن الخامسة، أخذتها والدتها إلى طبيب ليقيس درجة ذكائها، فأخرج العديد من القطع الخشبية، وطلب منها إعادة ترتيبها من خلال حجمها، على الرغم من علمه بأنها لا تستطيع إمساكها، فكانت ردة فعلها استعمال ذراعيها لرمي كل القطع على الأرض، وحاول الطبيب عدة مرات إلى أن يئس في النهاية، وتحدث عنها لوالدتها بسوء وكأنها لا تسمع، ولم يحاول التلطف في تشخيص حالتها، وصرَّح بكل قسوة بأنها مُصابة بتلف الدماغ، وأن إعاقتها حادة.

شاهدت ميلودي كثيرًا ماراثونات لجمع التبرعات لذوي الاحتياجات الخاصة لإدراك ما مدى سوء كلام الطبيب، وقد حاولت والدتها بكل جهدها نفي كلامه من خلال تبريرها بأن طفلتها ذكية، لكن الطبيب نفى كلامها أيضًا، وما كانت ردة فعل والدتها إلا البكاء، وقد حاول الطبيب التخفيف من حدة الموقف، من خلال عرض خيارات محدودة على الأم لكيفية التعامل مع هذا المرض، سواء من خلال إبقاء ميلودي في المنزل، أو إرسالها إلى مدرسة خاصة للمتأخرين في النمو.

ولم تستسلم والدة ميلودي، ولم تمهل الطبيب الفرصة لتكملة كلامه، بل أطلقت في وجهه وابلًا من عبارات الإهانة، والطبيب كان ذكيًّا بما فيه الكفاية لعدم الرد، وانطلقت الأم آخذة ميلودي إلى مدرسة شارع سبولدينج الابتدائية؛ مدرسة مليئة بالأطفال العاديين، يطاردون بعضهم بعضًا في الملعب، ومن ثم التحقت بهذه المدرسة.

  • ميلودي والمدرسة.
كانت تستعين ميلودي بحافلة ذوي الاحتياجات الخاصة لكي تنقلها من البيت إلى المدرسة، وقد انضمت إلى صف مع مجموعة متنوعة من المعلمين وذوي الاحتياجات الخاصة مثلها، وكان هناك عاملون لمساعدتهم على قضاء الحاجة والأكل وغيرهما، وكان هناك بعض المعلمين الجيدين مثل المعلمة تريسي؛ التي اكتشفت حب ميلودي للكتب، وجلبت لها سماعات أذن، لتسمع الكتب المسجلة، وبدأت ميلودي بسماع الكتب التي كان يقرأها والدها لها، ومن ثم كتب نادي جليسات الأطفال، وكانت المعلمة تسألها أسئلة بعد كل كتاب، وكانت كل إجاباتها صحيحة، فتسمح لها بالاستماع لكتاب آخر.
واستمرت على هذه الحال عامًا واحدًا، إلى أن تغيرت المعلمة، وجاءت أخرى لا تشغل إلا القرص المدمج المفضل لديها فقط كل صباح، إلى أن تسببت بانهيار الفصل كاملًا، وأصابت ميلودي بالذعر والصراخ الذي لا يتوقف، إلى أن أنقذتها والدتها من هذا الموقف، وشرحت للمعلمة سبب صراخها، وتفهمت المعلمة الموقف، ومن ثم استقالت من وظيفتها مع نهاية العام الدراسي.

وكان ما يهون على ميلودي وحدتها هو رفقة سمكتها "أولي" لها في أثناء وجودها في البيت، حيث كانت تقضي معظم الوقت في مراقبتها وهي تبتلع الطعام، وتسبح في الوعاء، وذات يوم قفزت السمكة خارج الوعاء، وكانت والدة ميلودي بعيدة لا تستطيع سماع صراخ ابنتها، ولم تفلح محاولات ميلودي في إنقاذ السمكة، ولم يمر وقت طويل إلى أن فاجأها والدها بجرو صغير، اعتبرته أفضل هدية قدمها لها، فكان الجرو يلاحقها في كل أرجاء المنزل، وقد أنقذها عدة مرات من سقوطها المتكرر، إلى أن رُزق والداها طفلة أخرى معافاة تمامًا من أي أمراض، وكان لهذا الحدث أثر كبير في ميلودي، حيث أصبحت الحياة أكثر فوضوية!

  • شعاع أمل.
كان الفصل الدراسي الجديد لميلودي بمثابة فاتحة خير، حيث حصلت على كرسي متحرك كهربائي، لا يقارن بالكرسي القديم، حيث سهولة السير، وعدم ضرورة الاستعانة بأحد آخر لضبط الاتجاهات، إلا أن العيب الوحيد به هو وزنه الثقيل، حيث يصعب على والديها حمله، لكن تغلبا على ذلك بشراء مجموعة من السلالم، ممكنة الطي للكرسي المتحرك.
أيضًا بدأت مدرسة ميلودي بما يُسمى "فصول الدمج"، وأصبحت فرصتها للتعامل مع الأشخاص الطبيعيين أكبر، وجاءت إليهم معلمة جديدة تُدعى شانون تتحدث بطريقة مثيرة، وقررت نفض الغبار عن الكتب والألعاب والموسيقى، ونفضت الغبار عن سماعات الأذن الخاصة بـ ميلودي، والتقت ميلودي بعد وقت طويل فتاة تُدعى روز، كانت تعاملها برفق، وتفهم إشاراتها على لوحها الخاص بالكلمات، وكانت روز تكشف أسرارها لميلودي، فأصبح أخيرًا لدى ميلودي رفيقة.

وأصبحت فكرة فصول الدمج تتوسع كل شهر، إلى أن التحقت ميلودي بفصول كثيرة، وعينت مديرة المدرسة مساعدة خاصة بها وحدها تُدعى كاثرين، تجلس معها، وتأخذها إلى الصفوف، وترتب الكتب التي تود أن تقرأها، فأصبحت ميلودي تقرأ الكثير من الكتب المسموعة، وساعدتها كاثرين على اجتياز الامتحانات أيضًا، وتفوقت في بعضها.
وفي يوم من الأيام جاءت روز المدرسة بجهاز محمول جديد، فألهمت ميلودي فكرة لماذا لا تمتلك هي جهازًا إلكترونيًّا يساعدها على إيصال كلامها للآخرين، وحاولت إخبار كاثرين بذلك، ونجح الأمر، وحاولوا استخدام حاسوب المدرسة للدخول إلى شبكة الإنترنت، والتعرف على جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية المخصصة لأشخاص مثل ميلودي، ووجد الكثير لكن أغلبها كان معقدًا، وغالي الثمن، أو صعب التنقل به، إلى أن توصلوا إلى جهاز يسمى المتكلم (ميديا - توكر) مناسب تمامًا لحالة ميلودي، وعندما علم والداها بذلك، سارعا بشرائه على الفور.

  • أخيرًا أصبح لها صوت!
تغيَّرت حياة ميلودي كثيرًا بعد امتلاكها جهاز "ميديا توكر"، فأصبحت قادرة على نقل ما يدور في بالها إلى الآخرين، والمشاركة في اختبارات المدرسة، إلى أن جاء وقت التحاق المدرسة بمسابقة، وأجرت ميلودي الاختبار التجريبي ونجحت فيه، لكن سخر منها أصدقاؤها، فقررت التنحي عن هذه المسابقة، إلا أن كاثرين والآنسة فيوليت -المساعدة الخاصة بها في البيت- ساعدتاها على تخطي هذه الأزمة، والاستعداد لهذه المسابقة.
وابتلعت ميلودي كل المعلومات التاريخية والطبية والعلمية ابتلاعًا، وكانت على أتم الاستعداد لمسابقة اختيار الأوائل للتقدم للمسابقة النهائية، وذهبت ميلودي بالفعل إلى المسابقة، وتفاجأ المعلم وزملاؤها من حضورها، واستخفوا بها، إلا أنها وقفت أمامهم بكل حزم وجرأة، وكتبت على جهازها بأنها على أتم الاستعداد لسحقهم جميعًا، وخاضت المسابقة المتكونة من مئة سؤال، واعتذر المعلم بعد المسابقة عن سلوكه معها، وبرر ذلك بأنه كان يخشى جرح مشاعرها.

وانتظرت اليوم التالي، ليعلن فيه المعلم الأوائل، وكانت المفاجأة أن ميلودي هي الوحيدة التي نالت الدرجة النهائية، وأعلن زملاؤها عن غضبهم من هذا، لكن صديقتها روز ومساعدتها كاثرين وقفتا إلى جانبها، وأهانتا كل من تعرضوا لها، وطلب منها المعلم الاجتماع مع أعضاء الفريق للاستعداد للمسابقة لمدة ساعتين خلال أسبوعين، واستجابت ميلودي له، وانضمت إلى الاجتماع، وكأن شيئًا لم يكن، واستعدت للمسابقة مع زملائها، ولاحظت أنهم أسرع منها في الإجابة، لكن الأسئلة الصعبة كانت تتيح لها الإجابة بدلًا منهم.
وجاء يوم المسابقة، وذهبت مع والدتها إلى الاستوديو الخاص بالمسابقة، وقد أعدوا لها عدة إجراءات لتسهيل الأمر عليها، وحاولت التقليل من رهبة الظهور في التليفزيون، وبدأت المسابقة بحماس الفريقين، وانتهت بفوز مدرسة ميلودي، وصعودها إلى النهائيات.

  • المعاناة لا تنتهي!
ذهبت ميلودي مع فريقها إلى البطولة، وكانت المباراة قوية جدًّا، انتهت أيضًا بفوز فريق مدرسة ميلودي، على الرغم من معاناة ميلودي مع المسائل الرياضية، وانتقلت أضواء الصحافة كلها إليها، وتظاهرت كيلر -صديقتها التي لا تحبها أبدًا- أمام المذيعة بأنها الأقرب لها، وتفاجأت ميلودي بذلك، ولم تعرف سبب ذلك، وطلب المعلم منهم بعد ذلك الذهاب إلى المطعم، واصطحبت ميلودي والدتها معها، وكانت هذه هي أول مرة تأكل أمام زملائها، بالإضافة إلى مساعدة والدتها لها على ذلك، لكن الأمر مرَّ بسلام مع القليل من النظرات الفضولية من أصدقائها.

وفاجأتها والدتها في اليوم التالي بجريدة، مطبوع على غلافها صورة ميلودي فقط مع وصف لما حدث في أثناء البطولة، وصعودهم إلى مسابقة واشنطن، وكانت والدتها فرحة بذلك جدًّا، لكن ميلودي أدركت أن زملاءها لن يفرحوا بوجود صورتها هي فقط، وعندما ذهبت إلى المدرسة، وجدت نفس ردة الفعل المتوقعة من زملائها، لكن حاولت كاثرين تخفيف وطأة هذا الشعور عليها.
استوعبت ميلودي التجهيزات التابعة لبطولة واشنطن واستعدت لها جيدًا، وعندما ذهبت إلى المطار مع عائلتها لتقابل زملاءها والمعلم، فوجئوا بأن كل الرحلات تم إلغاؤها بسبب عاصفة شديدة، وعندما عرفت سيدة الاستقبال بأمر المسابقة، أخبرتهم بأن زملاءها والمعلم صعدوا على آخر طائرة قبل العاصفة منذ ساعات، فأصيبت ميلودي وأهلها بالصدمة، وعادوا إلى المنزل ممتلئين بالحزن والضياع، وكانت تظن ميلودي بأنهم تركوها عمدًا بسبب إحراجهم من رفقتها، إلا أنها علمت بعد ذلك أن صديقتها روز هي التي لم تقم بالاتصال بها لتبلغها بميعاد الطائرة المبكر، وقد خسر فريق المدرسة في الجولات الأخيرة، وغادرت ميلودي فصول الدمج!

  • وختامًا:
هذه رحلة طويلة لروح عانت الكثير في حياتها، حفزتها رغبتها للإفصاح عن مشاعرها ومكنونها للبحث عن وسيلة للاندماج مع محيطها، إلى أن اكتشفت شيئًا جعلها تتكلم لأول مرة في حياتها، وعندما أصبح لها صوت، لم تجد أحدًا حولها يريد أن يسمعه.

تعليقات