القائمة الرئيسية

الصفحات

الثقافة الرقمية للأبناء بين الرفاهية والحتمية في العصر الرقمي | ملخص كتاب أطفال العصر الرقمي



صارت الإنترنت إحدى مظاهر الحياة اليومية المعتادة لدى العديد من الأطفال. مايدعو للتساؤل: ما الحد الذي يجب أن نقيد به استخدامات الأجهزة الرقمية لدى الأطفال؟ يقدم هذا الكتاب المعلومات الأساسية لتحجيم ظاهرة الاستخدام المفرط للإنترنت التي تؤثر سلبً ا على السلوك والتربية والحياة الأسرية، بل على الصحة البدنية كذلك. يحلل د. مارتن إل كوتشر الأبحاث العصبية والنفسية التربوية، ليكشف متى يصبح استخدام الإنترنت غير مفيد ويصير مفرطًا بشكل ضار. ويبين كيفية تشخيص حالات الإدمان الرقمي، مستعرضًا أساليب أسرية متكاملة. من هذا المنطلق، يرد المؤلف على العديد من الأسئلة، عن إلى الصلة آثار استخدام أجهزة الكمبيوتر في الفصول الدراسية، وصولاً بين ألعاب الفيديو العنيفة والميول العدوانية. كما يوضح المؤلف كيف تكون حالات اضطرابات نقص الانتباه -مع فرط النشاط وطيف التوحد- أكثر عُرضة لإدمان الإنترنت، مقترحًا تبني استراتيجيات عملية للتعامل مع هذه الاحتياجات الخاصة.

يشتكي هذا الأب انفراد أولاده في الجلسات العائلية بهواتفهم، يقول: أشعروني بأني أرعى بعض القطط، على الرغم من أني لا أريد منهم شيءًا سوى أن يطمئن كل منهم على الآخر!
وتقول هذه الأم إن ابنتها المراهقة لا تترك هاتفها قط، وإذا أردنا تقليل وقت استخدامها له وأبعدناه عنها، نجدها تصرخ بغضب كمدمن منعنا عنه مخدره!
أنت نفسك يا صديقي إذا انتبهت، ستجد أن هاتفك بجوارك طوال الوقت حتى وأنت نائم، وأن كل من تقابلهم في الشارع ينظرون في الشاشات كالزومبي.

وبالطبع انتشر الآن قلق الآباء على أولادهم من الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية والإنترنت، وتتبادر إلى أذهاننا أسئلة مثل: هل أولادي صادقون حقًّا في احتياجهم إلى الإنترنت للدراسة والأنشطة؟ هل الوقت الذي يقضونه في استخدام الإنترنت مفيد لهم أم إنه يحرمهم عيش حياة طبيعية؟ هل إذا منعتهم من استخدامه أكون بذلك قد آذيتهم أو جعلتهم متأخرين عن أقرانهم أم إني أحميهم؟
وترى هل أضرار الهواتف والأجهزة الحديثة مقتصرة على تضييع الوقت، أم إن هناك جانبًا أسودَ يجب أن نراه؟
لكن انتظر.. لماذا تدّعي أن الأجهزة الرقمية كلها سلبيات؟ أنا يمكنني الاستفادة منها، ألا تنظر إلى نصف الكوب الملآن أبدًا؟

حسنًا يا صديقي، معك حق، الأجهزة الرقمية ليست وحوشًا وذئابًا، لكنها ليست ملائكة أيضًا! لا أحد يمكنه إنكار فائدة الإنترنت والأجهزة الرقمية مثل التليفزيون والهاتف والأيباد.. إلخ، ولا ينكر أحد أننا أصبحنا نصل إلى كمٍّ كبير من المعلومات بسهولة لم تكن متاحة من قبل، وأننا نستطيع التواصل مع أناس في آخر الكرة الأرضية، بالإضافة إلى إتاحة فرص عمل عبر الإنترنت، وإنهاء كل المعاملات الحكومية والبنكية، ولا يزال المستقبل يخبئ لنا كثيرًا من المميزات، لكن بسبب كثرة استخدام هذه الأجهزة ظهرت سلبيات كارثية كثيرة ومنها:

  • نوعية المحتوى:
أصبح الأطفال يتطاولون على أهليهم ويسبونهم، لماذا يحدث هذا؟ تسهم كل الوسائط الإعلامية بما فيها التليفزيون والهاتف والإنترنت والأغاني والأفلام ومقاطع الفيديو في بناء المشاعر، سواء الجنسية أو مشاعر العنف عند الأطفال، بمعنى أنهم يؤثرون بشكل كبير في المدخلات التي تدخل إلى عقولنا وتؤثر في مشاعرنا وسلوكياتنا، فلا تستغرب عندما تجد طفلًا يتطاول على كل من حوله ويشعر أن هذا هو الطبيعي.

كما أن بعض الدراسات أثبتت أن الأفلام ومقاطع الفيديو التي تتضمن أشخاصًا مدخنين أو أشخاصًا يشربون الكحوليات -وطبعًا هذه المشاهد منتشرة- تؤثر في الأطفال وتجعلهم متقبلين للفكرة وعلى استعداد للتدخين وشرب الكحوليات مع بداية البلوغ.

وليت الأمر يقف عند هذا الحد، فمعظم الأفلام ومقاطع الفيديو والأغاني أصبحت مليئة بأفكار عن الموت والقتل والانتحار وإساءة استخدام العقاقير والجنس، وتبني عند الأطفال "لا مبالاة" بكل شيء حتى تلتهم حياتهم!

والأسوأ أن الإنترنت يتيح للناس الكشف عن معلوماتهم الخاصة لأشخاص لا نعرف نيّاتهم، مثل تشجيع المراهقين على مشاركة معلومات شخصية كأوصاف أجسامهم، حتى إنهم أحيانًا يصورون أنفسهم لأشخاص غرباء!
والكارثة الكبرى أن تلك المواقع تشجع الناس على مشاركة حياتهم اليومية وهتك أي خصوصية لهم وللناس مقابل الحصول على بعض المشاهدات، و"البلوجرز" يعرضون صورًا زائفة عن الحياة ويشعرونك أن الحياة دائمًا مثالية وسعيدة فيجعلونك ساخطًا على حياتك لعدم قدرتك على مواكبتهم، لأنك تظن أن الطبيعي أن الناس تسافر كل يوم وتأكل في أفخم المطاعم، وما دامت حياتك ليست على هذه الشاكلة فستشعر باكتئاب وسخط على الواقع.
في ظنك، كيف سيكبر الأطفال الذين ينشؤون في ظل هذه الكوارث؟

طبعًا إن تكلمنا عن التأثيرات الجسدية والنفسية والدراسية التي تتسبب فيها الشاشات الرقمية فحدث ولا حرج! الشاشات الرقمية تستهلك وقتًا طويلًا دون أن تشعر، وأغلب الأطفال والكبار يقضون من 8 إلى 11 ساعة في اليوم أمام هذه الشاشات.
وهذا العدد الكبير من الساعات أنتج لنا جيلًا مشتتًا لا يستطيع أن ينتبه إلا لفترات قصيرة سواء في دراسته أو في تواصله مع الآخرين.

وهذا أضر بالتفكير الناقد والقدرة على أداء الفروض المنزلية.
لاحظ المعلمون في المدارس مشكلات كبيرة في الكتابة والتواصل الشخصي والقدرة على تكوين جمل، ولاحظوا أن الأطفال أصبحوا أكثر ميلًا إلى الاستسهال والرد بجمل قصيرة، وأن استخدام الأجهزة الرقمية في المدارس والجامعات أثر بشكل كبير في الفهم والتركيز بسبب وجود الملهيات وقلة استخدام الورقة والقلم اللذين يساعدان بشكل كبير في فهم وثبات المعلومات.

وهنا أريد أن أوضح لك:
  • تأثيرات الأجهزة الرقمية في الأسرة وبعض المتلازمات الطبية:
عندما يكبر أولادك لن يتذكروا الأموال التي اقترضتها من أجلهم، ولن يتذكروا الجمعيات أو العمل طوال اليوم لتوفر لهم مستوًى معيشيًّا جيدًا، لكنهم سيتذكرون الوقت الذي كنت موجودًا فيه تحضنهم وتربّت على أكتافهم، وسيتذكرون أنك كنت داعمًا لهم طوال الوقت، هذا لن يحدث طبعًا إن كنت تحرمهم حقهم الطبيعي في قضاء الوقت معك والدردشة واللعب، وتقضي يومك كله على الإنترنت أو أمام التليفزيون، وبدلًا من أن تزرع فيهم عادة التواصل اليومي معك، تؤذيهم ببعدك عنهم وتفضيلك للإنترنت عليهم.

الإنترنت والأجهزة الرقمية لا تؤذينا فقط، بل تؤثر في الأطفال وخصوصًا إن كانوا يقضون الوقت أمامها وحدهم سواء أمام التليفزيون أو أي جهاز آخر، فإن ذلك يؤخر التطور اللغوي عندهم ويقلل قدرتهم على التواصل البشري ويحبب إليهم الوحدة والانعزال، وطبعًا لذلك تأثير سلبي في الأطفال المصابين بطيف التوحد، ويظهر ذلك في: اعتبار الإنترنت هو الملاذ الآمن للأشخاص الذين يعانون صعوبة في التواصل مع الناس، وأن الإنترنت جذاب جدًّا للمصابين باضطراب طيف التوحد لأنهم غير محتاجين إلى تفسير تعبيرات وجوههم ولا لغة أجسادهم كما في التواصل العادي.

ويمكنهم التأخر في الرد والتفكير كثيرًا دون أن يحاسبهم أحد، ويمكنهم أن يظهروا الشخصية التي يريدونها وأن يجدوا أناسًا يشبهونهم، وطبعًا يستطيعون العثور على اهتماماتهم بسهولة والتعمق فيها ومشاهدة المحتوى الذي يحبونه غير مرة مما يساعدهم على الهروب من ضغوط العالم الواقعي.
أثبتت الإحصائيات أن المراهقين المصابين بطيف التوحد يستخدمون الأجهزة الرقمية أكثر من المراهقين أصحاب السمات العصبية الاعتيادية.
هذا فضلًا عن التأثير السلبي في المصابين بالـ ADHD أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، الذي تزيد فيه نسبة إدمان الإنترنت إلى 25% عن الأشخاص العاديين، فالاستخدام المفرط للإنترنت يزيد عندهم صفات سلبية مثل انعدام الصبر والاحتياج إلى مكافآت فورية "بسبب الألعاب التي تزرع هذا المفهوم عند الناس" وبالتأكيد يقلل ذلك من فرص أي نشاط إيجابي مثل ممارسة الرياضة أو ارتياد النوادي أو التواصل الحقيقي مع الناس، ومن ثَمَّ يقلل الفرص الممكنة للأنشطة التي ربما تجعلهم قادرين على السيطرة على النوبات العاطفية وتقوية الانتباه والتفاعل الاجتماعي وضبط النفس.

  • والسؤال هنا: كيف يحدث إدمان الإنترنت أصلًا؟
سأخبرك.. الموضوع كله له علاقة إما بالفراغ في يومك وعدم وجود حياة مثمرة، وإما بالرغبة في المتعة، أو بالرغبة في الهرب من التفكير، فلو كانت حياتك فارغة فإنك تظن أن الإنترنت هو الملجأ الأول الذي يمكنك أن تقضي فيه وقتك، أو تحاول أن تهرب إليه فتفتح لعبة معينة مثلًا لترتاح من تفكيرك الدائم، أو لأنك متعطش للمتعة، وهنا يشعرك جسمك بالمتعة بمساعدة الدوبامين عبر النواقل العصبية، ومن ثَمَّ يحدث الانغماس النفسي، ومعنى هذا أن جسمك بعدما شعر بالمتعة أصبح في حاجة إلى تكرارها ليكرر ما شعر به، لكن المشكلة أن الجسم يحتاج إلى باعث أو مؤثر أكبر في كل مرة، مثل المدمنين الذين يحتاجون إلى جرعة أكبر من المخدر لأن دماغهم لم يعد يتأثر بالجرعة الصغيرة بمرور الوقت.
ستجد نفسك منزعجًا جدًّا إن حاول أحد منعك أو التقليل من استخدامك للإنترنت وتزداد الأعراض الإدمانية مع الوقت.

  • هل تؤدي بنا بعض الأنشطة أو المواقع إلى الإدمان أكثر من غيرها؟
ذا حقيقي يا صديقي، الأنشطة على الإنترنت تتفاوت في تأثيرها الإدماني، فبعض الأنشطة يكون تأثيرها ضعيفًا مثل التواصل مع الأصدقاء الحقيقيين والعائلة، فتأثير هذا أقل بكثير من التواصل مع الغرباء أو الأصدقاء الافتراضيين، وبالطبع استخدام الإنترنت في البحث عن معلومة معينة يكون تأثيره الإدماني ضعيفًا جدًّا.

أما الأنشطة التفاعلية مثل الدردشة أو الألعاب، وخصوصًا ألعاب المحاكاة الإلكترونية فلها طابع إدماني خاص، وهناك مواقع كثيرة أصبحت تعرف نوعية مقاطع الفيديو التي تحبها وتضعها لك مقطعًا تلو الآخر بحيث تنتهي من المقطع الأول فيجذبك العنوان التالي فتشاهد المقطع التالي وهكذا، لتتفاجأ بأن يومك قد انتهى دون أن تشعر، ومع الوقت تدمن هذه العادة وتصبح متعتك مثل تيكتوك وفيسبوك ومواقع أخرى كثيرة تقدم هذه الخاصية.

  • كيف نعالج إدمان الإنترنت؟
طبعًا لا نحتاج إلى أن نقول إن الوقاية خير من العلاج، وإنه عند ملاحظة بوادر المشكلة يجب حلها على الفور، مثل الانجذاب الزائد إلى الإنترنت أكثر من التواصل البشري، أو الشعور بالضياع من دون الهاتف والبحث عنه كالمجنون إن غاب عنك لحظة، وغيرها من العلامات التي تخبرك أن هذا هو وقت الوقاية ووقت تقليل استخدام الإنترنت.

- ونتيجة لذلك، يجب أن نضع قواعد للاستخدام مثل تحديد وقت معين لمحتوًى معين.
- ويجب أن نعرف أن الامتناع التام عن الإنترنت ليس هو الحل، وسيكون صعبًا أصلًا ولن يحب أحد أن يشعر بأنه منعزل عن كل شيء.

- من الأفضل أن تُشعر نفسك بأنك أقوى من إدمان أي عادة وأنك قادر على التحكم في نفسك، بدلًا من أن تعزل نفسك عن الإنترنت كأنك تقول لها: سأبعده عنكِ لأنكِ ضعيفة وغير قادرة على التحكم.

- اعلم أن استخدام الأجهزة الحديثة والإنترنت أصبح ضرورة في المدارس والمصالح الحكومية، لذا فليس هدفنا أن نمنعها بشكل تام من أجل رحلة العلاج، ولكن هدفنا ترشيد الاستهلاك والاستخدام الصحيح، لذا عليك أن تضع لنفسك هدفًا قبل أن تفتح الجهاز، كأن تقول مثلًا: أنا سأستخدمه لأبحث عن معلومة، أو لأنجز عملًا أو لأقرأ الإيميلات.

- عليك أن تحدد خطوطًا عريضة تتبعها كأن تقول مثلًا: لن أفتح الإنترنت بعد الساعة 12 إلا للضرورة، ولن أفتح الدردشات بعد الساعة كذا، ولن ألعب إلا في أيام معينة. وهكذا، هذا التحديد يجعلك حاسمًا جدًّا ويحافظ على وقتك وعلى كم المدخلات التي تدخل إلى دماغك وبالتأكيد يحميك من الإدمان.

أما التدخلات العلاجية، مثل المقابلات التحفيزية، والعلاج السلوكي الإدراكي، والعلاج السلوكي الاستقصائي، والعلاج الأسري، فيجب أن تتم على يد معالج متخصص في علاج الإدمان، لذا لن نتكلم عنها كثيرًا لأنها تحتاج إلى متخصص، لكن إن أردت فيمكنك أن تتوسع فيها بمساعدة ملخصات كتب علم النفس على تطبيق أخضر.

  • كيف أحمي ابني من الدخول في مرحلة الإدمان أصلًا؟
أولًا: من المفترض أن أضع لابني بعض الحدود حتى يكبر ويصبح قادرًا على وضع هذه الحدود بنفسه، ومن أهم هذه الحدود للوقاية من الإدمان أن تحصر وقت استخدام هذه الوسائط الرقمية لساعتين فقط في اليوم، لكن احذر.. الخوف على أولادنا ليس فقط بسبب الوقت الطويل الذي يقضونه على الإنترنت ولكن بسبب أننا لا نرى المحتوى الذي يُعرض عليهم، ولا نعرف ما الذي يمكن أن يشاهدوه، ولهذا من الأفضل أن نستخدم "الضوابط الأبوية" الموجودة في الأجهزة والمواقع، التي تجعلك تتحكم في الوقت الذي يقضيه ابنك على الإنترنت، ومدة تشغيل الوسائط حتى لا يستهلك وقتًا طويلًا في مشاهدة مقاطع الفيديو، وتتحكم كذلك في نوع المحتوى الذي يظهر له، وطريقة استخدام هذه "الضوابط الأبوية" موجودة، ستجدها بسهولة إن بحثت عنها.

ثانيًا: تنمية الانتباه الإرادي عند الطفل، بأن نشعره أنه صاحب قراره وأنه يمتلك الوعي الذاتي الذي يجعله يلتزم بوقت معين ويتم هذا من خلال خطوات:

- أن تتعامل بإيجابية مع طلبه، فعندما يقول لك إنه يريد استخدام الإنترنت أو مشاهدة مقاطع الفيديو مثلًا، يكون ردك مثلًا: حسنًا، لكن بعد أن تنتهي من واجبك، أو: حسنًا، لكن عليك أن تنتهي قبل الساعة كذا، المهم ألا تقول "لا" بسبب ومن دون سبب، لأن كلمة "لا" تنمي العناد والتحدي وربما يستخدم الإنترنت دون علمك.
- أن تتعامل بهدوء وتضع قواعد واضحة بخصوص المدة المسموحة لفتح الإنترنت ومكان وضع الجهاز ونوع المحتوى المسموح به.
- ويجب أن يحدث هذا في اجتماع عائلي نضع فيه القواعد التي تنصف الطرفين ونحدد عقابًا لمن يخل بهذه القواعد.

  • وأخيرًا أريد أن أسألك سؤالًا، ما القدوة التي تقدمها إلى طفلك؟
أولادك يتابعونك ويقلدونك، فهل ما تفعله أمامهم صحيح دائمًا؟ هل أنت القدوة التي تحب أن يقتدي أولادك بها؟ هل صحيح أن تتعامل مع هاتفك كأنه جزء من يدك، لا تتركه حتى على الطعام أو في التجمعات العائلية، ثم تأمرهم أن يقللوا استخدام الإنترنت؟ هل توعّي ابنك بأن عليه أن يراقب هو نفسه وأن يفرق بين الخبيث والطيب؟
هل تحليت بالانفتاح والهدوء أمام أطفالك؟ هل جعلتهم يشعرون بأنك الملاذ الآمن لهم وأنهم مهما فعلوا فأنت محل الثقة والأمان الذي يجب أن يرجعوا إليه في أي وقت، على الرغم من حزنك أو إحساسك بالخذلان من تصرفاتهم على الإنترنت؟
حتى إن لم يكن لديك أولاد يا صديقي، يجب أن تجهز نفسك من الآن وتسهم في ألّا يكون الجيل القادم مشوهًا ومدمنًا للإنترنت وخاليًا من المبادئ والقيم، ويجب أن تساعد المحيطين بك على الموازنة بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية.

تعليقات