كتاب قواعدُ السَطوة أو كيف تُمسِكُ بِزِمامِ القوّة، هو كتابٌ عمليٌ لفُنونِ المُراوغة والاستدراج. لخّصَ فيه روبرت جرين القواعدَ التي تَحكُمُ التجارِبَ البشرية، مُوفِّرًا فَهْماً للاستراتيجيات التي يتبعُها البشرُ، لحِيَازة السَطْوة.
إنّ مَعرِفَتَك بهذه القواعد، ستفتحُ لك الطريقَ لتصحيحِ مَسَارِك، واكتسابِكَ لمكانةٍ جديدةٍ في تَعَامُلاتِكَ القادمة، كما أنّ هذه المَعرفة، ستُمكِنُكَ من مَنْعِ الآخرين من استغلالك.
- لمن هذا الكتاب؟
لأي شخص جديد في مجال سوق العمل.
للذين يسعون إلى فهم سلوك ديناميات السلطة.
لمن يريد الحصول على السلطة، أو حماية نفسه من سلطة الآخرين.
- معلومات عن المؤلف:
قبل أن يصبح كاتبًا، عمل "جرين" في أكثر من 80 وظيفة بما في ذلك عامل بناء ومترجم ورئيس تحرير مجلة، وكاتب أفلام في هوليوود.
ألّف خمسة كتب من أكثر الكتب مبيعًا، ومن أشهرها: 48 قانونًا للسلطة، وفن الإغواء، و33 استراتيجية للحرب، والقانون الخمسون (مع 50 سنت) والإتقان.
- أخفِ نواياك وقل دائمًا أقلَّ مما هو ضروري.
إجاباتُكَ المُقتضبة، ستجعلُ الناسَ في حالةٍ دِفاعية، وسيبدأون في طرح الأسئلة حولَك. سيمكنُكَ الصمتُ من خَلْقِ هَالةٍ من العُمقِ والوَقَار، فتتَّسِم أفعالُكَ وكلماتُكَ بالسَّطْوَة.
أيضًا، الكلامُ القليلُ، سيساعدُك على أن تكونَ مختلفًا عن معظمِ الناسِ، الذين يَبْدُونَ ككتابٍ مَفتوح، يستطيعُ الجميعُ قِراءَتَه، ومعرفةَ آرائِهم وأهدافِهِم وخُطَطِهم، بل وحتى نواياهُم حولَ مُعظمِ المسائلِ والأحداث. كما أنّكَ بالصمتِ ستكونُ أقلَّ عُرضةً لقولِ شيءٍ يُهدِدُ مَكانتك أو يُوقِعُكَ في المشاكل.
لا تكن صريحًا. الكثيرُ من الناسِ يعتقدون أن الأُسلُوبَ الصريحَ والعفويَّ، هو ما سيجعلُهُم يَكْسِبُون قلوبَ الآخرين، ولكن في حقيقةِ الأمر، ذلك ليس صحيحًا؛ فالصراحةُ تجرحُ الناسَ وتُنفِّرُهُم. الجميعُ يُحِبُّ أن يسمعَ الكلامَ الجيدَ فقط، وليس ما تعتقدُهُ أنت وتتبناهُ من حقائق، التي قد تكونُ قاسيةً وقبيحة. وأضِف إلى ذلك بأن وضُوحَكَ وصراحتَكَ سيجعلانَكَ مَكشوفًا، وبالتالي سيصعُبُ عليكَ جدًا اكتسابُ احترامِ الناسِ، والهيبةِ من جانبِهِم، وهذانِ شرطانِ أساسيانِ لاكتسابِ السَّطْوة.
يمكنُكَ أن تتحدثَ عن نواياكَ وأهدافِكَ، ولكن غيرِ الحقيقية، وبالتالي تكونُ قد كسِبْتَ نظرةَ الناسِ الجيدةَ نَحْوَك، فَيَرَوْنَكَ مُنفتِحًا ودودًا وأهلًا للثقة. وأيضًا تكون عتّمْتَ نواياكَ الحقيقية، وسَمَحْتَ لأعدائِكَ بِمُطاردةِ الأوهام.
- اجعل الناسَ مُعتمِدِين عليك واستدرجْهُم لفعلِ ما تُريد.
اجعل الآخرين يعملون نيابةً عنك. استفد منهم، ولكن احتفظ أنتَ بالتقديرِ والفضل. هذا لن يوفِّرَ عليك الجُهدَ والوقتَ فحسْب، بل سُيعطي عنك صورةً أُسطوريةً من الكفاءةِ والسُرعة، فعادةً ما يتِمُّ نِسْيَانُ الناسِ الذين ساعدوك، وتحتفظُ وحدَكَ باللَّقَبِ وتُرسَّخُ في الذاكرة.
احرص على أن يتمَ تكريِمُكَ على أيِ مجهودٍ قُمتَ به، فذلك أهمُّ من المجهودِ نفسِه. ركِّزْ أنظارَ الناسِ وعِرفانَهُم على شخصِكَ أنت، بغضِّ النظرِ عن أيِ شيءٍ آخر.
الطريقةُ التي تَستخدمُهَا لطلبِ العون، يجبُ أن تعتمدَ على إظهارِ النفْعِ والفائدةِ، التي سيَجنِيها الطرفُ الآخر، من تعاونِه معك، فمخاطبةَ العواطفِ والعرفان، لن تُؤثرَ في الناس، ولكن المصلحةَ هي الرافِعَةُ التي يُمكنِهُا تحريكُ الناسِ، وجعلِهِم لا يرفضون لك طلبًا، وبعد أن تستدرِجَ الناسَ بالمكاسِب، ستكونُ أوراقُ اللّعِبِ الرابحة، بين كفَّيِ يديك، وعندها تستطيعُ فَرْضَ شُرُوطِك.
ربما تعتقدُ كمُعظَمِ الناس، أنَّ السَّطْوةَ تأتي من الشدةِ والحزم، ولكن في الحقيقة، إنَّ أفضلَ أُسلُوبٍ تنالُ به السُلطة، هو أن تتعلمَ ضبطَ النفسِ، وأن تنأى بنفسِكَ عن المواجهةِ غيرِ المَدْروسة. عليك مراعاةُ انفعالاتِكَ والسيطرةُ على غضبك، ودفعُ عدوِكَ واستغلالُ مَيْلِهِ الطبيعي للاستجابة للغضب، بسببِ استفزازِكَ له، فتتحكمُ به.
- كُن شخصًا يَصْعُبُ توقُعُه وتعامَلْ واتقنْ لفتَ الأنظارِ بحُضُورِكَ وغيابِك.
اجذِب الانتباهَ سواءً كان إيجابيًا أم سلبيًا.
إن الشُّهرةَ تَجْلُبُ معها السَّطْوةَ، فمِنَ الأفضلِ لك، أن يُهاجِمَكَ الناسُ على أن يَنْسَوْك، وخصوصًا في بدايةِ طريقِكَ للقمة.
في بداية مسارِكَ المِهْنِي، اعملْ جاهِدًا لربطِ اسمِكَ وسُمعتِكَ بشيءٍ مُميّز، سواءً كان أُسلوبًا في الملبسِ، أو ملمحًا في شخصيَتِك يُعجِبُ الناس، كالذكاءِ والكرمِ والأمانة. أنت بذلك تبني لنفسِكَ سُمعةً، تجعلُ الناسَ يتحدثون عنك.
اعمل على نشرِ سُمْعَتِكَ هذه على نطاقٍ واسِع، فهي كما يُقالُ عِمادُ السَّطْوة. واحرص على أن لا تخسرْهَا بأي ذَلّةٍ أو عمل أخْرَق، أو تغييرٍ مُتهورٍ في شكلِك، فبها وحدَهَا يمكن أن تنتصِر، وفُقدانُها يُعرِّضُكَ للهجومِ والانتهاكِ من كل جانب.
تستطيعُ بعد أن تُوطِدَ العَلاقةَ بينَكَ وبين جُمهُورِك، أن تتبنيَ مَبدأ النَدْرَةِ في الاقتصاد. باختصار، السلعةُ المُتداولةُ بكثرة، يَقِلُّ سِعرُها، لذا احرِص على أن تَغيب، وأن لا تُوضِّحَ سبَبَ غِيابِك، فلا تكن شيئًا عاديًا بين الناس، بل كن صعبَ المَنَال، رفيعَ القيمة، جذّاب الحُضور.
- تعامل مع الناس بحِنْكَة وانتصِر بِجَدارة.
إن واجهت عدوًا فاقضِ عليه واسحقْهُ سَحقًا كُليًا. الرأفة والشفقةُ في مُنتصفِ المَعركة، لن تَجلُبَ إلا الخَسَارةَ والندم؛ فعدُوُكَ سيتعافى ويَرجِعُ كي يَنتقِمَ منك، لذلك اقضِ عليهِ مَاديًا ورُوحيًا ومَعنويًا.
عدوك يكرهُك، ولا يوجدُ أمرٌ أحبُّ إليهِ من القضاءِ عليك، لذا لا تتصالحْ مَعَه وإلا ستُربيَ ثَعابينَ تَقضي عليك في نهاية المَطَاف.
إن أردتَ أن تَضْرِب، افعل ذلك دون إنذار، فلا شيءَ يُرعِبُ ويُرهِبُ أكثرَ من الأحداثِ المُباغتةِ والغيرِ مُنتظَرَة.
بمخالفتِكَ لكُلِ التوقعُات، ستُزيدُ من تأثيرِ ضربَتِك. إذا ظهرْتَ دون سابقِ إنذار، سيخشاكَ الناس، ولكن إن تصرّفْتَ بحسَبِ ما هو مُتوقَع، سينُظرُ لك على أنك خانِعٌ وسَهل.
- أحسن اختيارَ طريقةِ معاملتك للناس فالعزلة خَطِرَة.
لا تنعزل، بل خالِطِ الناسَ حتى تتمكنَ من الحصولِ على المعلوماتِ الثمينة.
حتى لا تتحولَ لهدفٍ سَهْلَ المَنال، الأفضلُ لك أن تتجولَ بين الناس، وتبنيَ بين صفوفهم دُرُوعًا وقاعدةَ، تحتمي بها من أعدائِك. قاوِم رغبةَ الانطواءِ لديك في الأوقاتِ العصيبة. لن تحصُلَ على السَّطْوَةِ إن استغنيتَ عن البشر، أنت تحتاجُهُم كحلفاءَ وأتباع، أو حتى موالينَ يكونون واجهة دفاعية، تحميك من الهجمات.
ولا تجمع حولَكَ البؤساء، فينقِلوا إليك السلبية. نحن مُعرّضون للتأثرِ بمِزاجِ وتفكيرِ من نُخالِط، لذلك أغلق بابَ التعاسةِ، حتى لو كُنْتَ تَراهُ صغيرًا، وصاحِب المحظوظين فهم سيجلُبُون لك الحظ معهم.
- أعِدْ تشكيلَ نفسِك ولا تمنح ولاءَك لأحد.
اعمل جاهدًا حتى لا تظهرَ كالشخص الممل الرتيب، بل تحكّم بالصورةِ التي يَراها الناسُ عنك، ولا تسمح لهم بأن يَبنوا لك صورة وَفق خيالِهِم.
استخدم أساليبَ مسرحيةً في الحديثِ والحركةِ؛ لتَزِيدَ من سَطوتك؛ فيراكَ الآخرون شخصًا قريبًا من الأساطير، عن كونه بشرًا.
ولا تكن كالأغبياءِ، الذين ينحازون بسرعة لطرف من أطراف الصراع. احتفظ بولائِكَ لنفسِكَ فقط، ولا تُلزِمْ نفسك بمُؤازةِ أحد.
أشعِلْ أنتَ الصِرَاع، بتأليبِكَ للصراعات بين الأطرافِ المُتناحِرَة، وعدمِ انضمامِكَ لأيٍ مِنهُم، حينها ستظهرُ بمظهرِ العَصِي غيرِ الخاضِعِ، وستجعلُ من نفسِكَ أكثرَ قوةً، دافعًا الجميعَ لمحاولة استمالَتِك.
قد يلجأُ الناسُ لإعطائك الهدايا والعطايا، ويمطرونك بالخدمات، حينها عليك أن تُشجِعَهُم، ولكن لا تقطع على نفسِكَ أيّ تعهُّدٍ، أو وعود. في نفس الوقت، لا تعزل نفسك تمامًا عن صراعاتِهِم، بل اِظْهِرْ تعاطُفَك، حتى لا تَظْهَرَ كالمستهزئ بأمرِهِم، وفي الوقت نفسِه، حافِظ على اتزانِكَ الداخلي، بعدمِ التورطِ انفعاليًا مع أي طرف.
- اَضْرِبْ بتركيزٍ وبجُرأة كي تُخفي نِقاطَ ضَعْفِك.
من الأفضلِ لك أن تضعَ مَجهودك في أمرٍ واحدٍ عظيم، وأن تَترُكَ الأمورَ التي لن تعودَ عليك بالنفع الكبير، اهتم بالاشتدادِ والتعمُّقِ أكثرَ من الامتدادِ والتوسُّع.
كن جَريئًا، ففِعْلُ الأخطاءِ بجُرأة، خيرٌ من القيامِ بالصوابِ في خوفٍ وتردُّد. تعلّم وطوِّر جُرأتَك، فهي مُكتسبةٌ ويمكن تعلُّمُها.
كن شجاعًا، الشجاعة ستميزك عن القطيع، وستجعلك تبدو استثنائيًا ومُختلفًا، فالجبناء لا يُلاحظُهُم أحدٌ وَسَطَ الزِّحَامُ.
إنَّ الشكَ والترددَ من أشكالِ الضَعْفِ الواضح، ولن يجعلوك تتجاوزُ ما اعتدتَ عليه، وسيدفعون الآخرين لرؤيتِكَ كشخصٍ جبانٍ وانسحابي. لدى الناس حاسةٌ فِطريةٌ لاكتشافِ ضَعْفِ الآخرين، فإذا أظهرتَ في مُقابلتِكَ الأُولى، أيَّ استعدادٍ للمُساومةِ والتهاوُن، فستجد الذئاب تنطلقُ من الداخل، حتى من كنت تظنَّهُم أكثرَ الناس طيبة.
لا أحد يخلو من نِقَاطِ الضَعْف، ولا يمكن لجهودنا أن تكون كاملة، إلا أن الإقدامَ له تأثيرُ السِحْرِ في إخفاءِ النقائِصِ والعيوب؛ حيثُ أنَّ التردُّدَ يَخلِقُ الفجواتِ، والجُرأةَ تَسُدُّهَا، فحين تتوقفُ للتفكيرِ قبل اتخاذِ قرارِك، ستفتحُ ثغرةً لأعدائِكَ للتفكير بدورهم.
- كن مرنًا ومٌنظمًا ولا تُظهِر تَعَبَكَ في إنجاز الأمور.
حدِّدْ أهدافَكَ، ولا تترُكْ للصُدَفِ مكانًا في خُططك. مُعظمُ الناس تَحكُمُهُم قلوبُهُم وليس عُقُولُهُم، فلا يُخطِّطُونَ للأشياءِ من بدايتِهَا لنهايتها، وتكون طموحاتُهُم مُشوّشَةً غيرَ مكتوبة.
الارتجالُ لن يصلَ بك إلا إلى المزيدِ من المآزقِ والمشاكل. عندما تُخطِّطُ فتعمل؛ فتنجح، ذلك يجعلُكَ تَتَعطشُ للمزيد، فتمتَلِكُ سَطْوَةً، وتتمكنُ من حصدِ نتائجَ مُرضية. ولأنَّ الأمورَ تُحتسبُ بخَواتِيمها، فعليك أن تبدأَ والخاتمةُ أمامَ عينيك.
أيضًا اجعل الناسَ تَختارُ بدائلَ تَضَعُهَا أنت؛ بحيثُ تكونُ خِياراتُهُم جزءًا من خُطةٍ تَخْدُمُك، فيشعرون ببعضِ العزاء، لأنهم كما يعتقدون، امتلكوا حريةَ الاختيار، مما يجعلُهُم أكثرَ تَقَبُّلًا لما تُقدمه لهم.
- ملاحظاتٌ خِتامية:
الحكمةُ الحقيقيةُ، هي أن تَتَصرّفَ وتتكلمَ على غيرِ ما تُحِب، وأن لا تكُن صريحًا، فلا أحد يُريدُ سَمَاعَ الحقيقة، احتفِظ بها لنفسِك.
ارتدي القِنَاعَ المُناسِبَ للمجموعةِ التي تَجِدُ نفسَكَ بينَهَا، وكُن مثلَ السياسيينَ الناجِحِينَ، الذين يَلعبونَ دورَ الرجُلِ العاديِ، ويُشاطِرُونَ الناسَ قيمَهُمُ الشعبية.
تعليقات
إرسال تعليق