القائمة الرئيسية

الصفحات

أسرار الشخصية الناجحة | ملخص كتاب خوارق اللاشعور - للدكتور علي الوردي



يقوم الكاتب في هذا الكتاب بإلغاء فكرة (من جد وجد)، ويقول لنا إن هذه مجرد فكرة للتشجيع على إنجاز المهام والابتعاد عن التكاسل والفشل؛ لتشجيع الطلاب في المدارس على إنجاز المهام، وإن هذه الفكرة ليست الفكرة الأساسية لتحقيق النجاح في الحياة، ويعرض علينا الكاتب بعض الأبحاث عن القوى النفسية، الذي يكشف لنا فيهم عما في أعماق نفوسنا، ويشرح لنا في هذا الكتاب كيفية استثمار أغوار اللاشعور في تحقيق النجاح، ويقوم بإلغاء فكرة الاعتقاد بالحظ، ومن أهم الأفكار الرئيسية لهذا الكتاب:

  • (١) الإطار الفكري
يقول الكاتب أن لكل إنسان إطار فكري يضع فيه أفكاره ومعتقداته، وقد يتعجب الفرد من أي شيء يراه خارج هذا الإطار، كما أن أي جديد يحدث في مجال العلم يقابله الناس بالسخرية سواء كانوا متعلمين أو غير متعلمين، فلذلك يجب علينا التفريق بين (المتعلم والمثقف)، فالمتعلم هو من تعلم مبدأ وقام بالبحث عن الأدلة التي تؤيد هذا المبدأ وتجعله يكافح في سبيله، وإن معظم المتعلمون أصابهم الغرور بما تعلموه، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلهم لا يتحملون رأيًا مخالفًا لرأيهم، أم المثقف فهو يستطيع تقبل كل فكر جديد ويتأمل فيه ويأخذ الصواب منه، وإن المقياس الوحيد الذي نستخدمه لقياس ثقافة الفرد هو مدى تقبله إلي الأراء التي تخالف رأيه، وإن كل فرد عليه تقبل رأي الآخر، وكل فرد يرى أي موضوع من ناحية مختلفة وبطريقته الخاصة وإطاره الخاص، ولا يرى إلا ما هو داخل إطاره الخاص فقط، وأحيانًا لا نتفق مع معظم الأفراد في نفس الرأي أو نفس وجهة النظر، وأحيانًا يكون هذا الاختلاف سبب الخصام بينكما، ويكون كل فرد منكما مقتنع ان رأيه هو الأفضل، فما يكون صحيحًا في يوم قد يكون خطأ في يوم أخر، وما نراه حق في إطارنا الفكري من الممكن أن يكون باطلًا في رأي فرد أخر، وقد نجد فرد يحاول إقناع فرد آخر بأن الحقيقة معه وحده ويغضب إذا رآه لا يقتنع، ويكون الفرد الآخر يريد ان يقنعه بأن الحقيقة معه، ومن هنا يبدأ الخلاف؛ بسبب اختلاف وجهات النظر، فيجب علينا أن ندرك أن لكل فرد إطاره الفكري الخاص به وقيمه واهدافه في الحياة الذي تجعله ينظر للأمور بشكل مختلف عن باقي الأفراد، ولو نظرنا للأمور من الزاوية التي ينظر منها أي شخص آخر مختلف معنا في الرأي لوجدنا شيئًا من الحق معه.

ويوجد ثلاث أنواع توضع علي عقل الانسان عند نظره في الأمور:
-القيود النفسية.

إن نفس الإنسان يوجد بها العديد من الرغبات المكبوتة، فأحيانًا نعتقد أننا معجبون بشخصية ما، وعندما نسأل لماذا نقول من أجل عظمتها ونزاهتها وإخلاصها، وهذا احيانًا يكون ما هو إلا حجج وبراهين مخلوقة، لكي نثبت أن هذه الأسباب الحقيقة لحُبنا لهذه الشخصية، والواقع أننا قُمنا بحُب هذه الشخصية؛ لمجرد اشباعها لبعض رغباتنا المكبوتة، فقد كنا نشعر بالنقص في أنفسنا وقد وجدناه في هذه الشخصية.

-القيود الاجتماعية.
حيث أن كل فرد ينتمي الى جماعة معينة، ويحاوطهم إطار فكري معين متقنعون به، ويرون كل من حولهم سخفاء؛ لمجرد عدم انتماءهم إلى نفس الفكر الذي هما ينتمون إليه.

-القيود الحضارية.
أم القيود الحضارية فهي عبارة عن مجموعة تنتمي الى إطار فكري لحضارة معينة ويحاولوا قدر الإمكان على إقناع كل من حولهم بهذه الحضارة ويطلبون منهم الطاعة والتقديس لهذه الحضارة.

  • ٢- (بعض الأمور تتغير بمرور الزمن)
قد نؤمن ببعض الأمثلة والمعتقدات القديمة، ونحاول إقناع كل من حولنا بهذا المنطق الذي نؤمن به، ولا نستطيع أن نتخلى عنه مهما تغير الزمن، فنحن نتعامل مع بعض الأمور كالكاميرا نأخذ عنها صورة ثابته نهائية، ولكن الحياة في حركة متواصلة، فقد نتفق مع منطق معين ونمشي عليه، ومع مرور الزمن يتغير رأينا وننقلب ضده ونقتنع بمنطق أخر، لأن الحياة بطبعها متقلبة ومتطورة، وإن السير على منطق معين ومنهج معين هو الذي يجعل بعض الناس يسخرون من أي جديد يحدث في مجال العلم أو في أي مجال أخر.

  • ٣- (فن الكتابة)
إن طريق الإبداع في الكتابة يحتاج إلي مراحل ثلاث:
١-المرحلة الأولي: هي مرحلة البحث والتنقيب عن المعلومات وتخزينها في العقل الباطن.
٢-المرحلة الثانية: هي مرحلة الانبثاق اللاشعوري فبعد تخزين المعلومات في العقل الباطن نجد أنفسنا نندفع نحو الكتابة لكاتبة كل ما خزناه من معلومات بطريقتنا الخاصة.
٣-المرحلة الثالثة: هي مرحلة تنسيق وتزويق ومراجعة ما قمنا بكتابته في ساعة الإلهام.

  • ٤- (الإرادة ليست السبب الرئيسي للنجاح)
يقول الكاتب ان الإرادة والعزيمة ماهي إلا بعض العوامل التي تساعد علي الوصول للنجاح ولكنهما ليس السبب الرئيسي للوصول للنجاح، إن قصص النجاح الذي ترتبط بالعزيمة ماهي إلا مجرد قصص تحكي للتحريض علي العمل وخلق العزيمة والإرادة ولكنها لا ترتبط بالواقع، فهذه القصص لا يحكي عنها إلا الناجحون المغرورون بما نالوه من فوزهم في الحياة فنسوا العوامل الخفية التي ساعدتهم علي الوصول للنجاح، إن عدد اللذين أرادوا النجاح ولم يصلوا إليه أكثر من عدد اللذين نجحوا، فنحن لا نهتم بما يقوله الفاشل ، فكل همنا دائمًا ما يقوله الناجح، فنحن دائمًا نميل إلى احتقار وذم الفاشل، وعندما يقسم لنا أنه سعي وكافح ولكن التوفيق خانه نقوم بالاستهزاء به، يجب علينا التوافق بين الإرادة والمخيلة لتحقيق النجاح، ويجب علينا أن نشجع الناس علي تخيل النجاح وليس تحريضهم علي إرادة النجاح، إن النجاح لا يكون علي قد المشقة، وإنما يكون علي قد الهدوء والاسترسال، الناجح حقًا هو الذي يصبح أثناء العمل كأنه جزء من العمل، وبعد كل هذا الشرح الطويل يجب علينا أن ندرك أن للإرادة أهمية حقًا ولكن لها أوقاتها الخاصة، ويجب على الانسان أن يميز بين الأوقات التي يكون فيها الإرادة نافعة، والأوقات التي تسبب فيها الإرادة المشقة والتعب.

  • ٥- النفس والمادة.
يحدثنا الكاتب عن مدى تأثر الفكر بالبدن، وتأثر البدن بالفكر، -مثال- فالإنسان عندما يخجل من شئ يقوم وجهه بالاحمرار، أو عندما يحزن من شيء يظهر هذا علي ملامح وجهه وقد يمرض في بعض الأوقات، فالإنسان أحيانًا يتخيل المرض فيمرض، ويتوهم الألم في مكان ما من جسمه فيحدث الألم هناك فعلًا ، كما أن النفس يمكنها أن تؤثر في بعض الأحيان علي الأشياء الخارجية، وقد تؤدي أحيانًا إلى نتائج عملية في غاية الأهمية، فمثلًا عندما نؤمن بسوء حظنا فنحن بهذه الطريقة نتوقع حدوث الشر ونبعد عنا حدوث الخير، فنؤثر في الأشياء الخارجية كما يؤثر هذا الاعتقاد علينا ويحدث لنا الحوادث السيئة والمصائب كما كنا نتوقع من قبل، فصاحب الحظ الحسن يستطيع أن يؤثر في الأمور حيث انه يستطيع أن يجعلها في صالح مصلحته ، أما ما لا يستطيع التأثير فيه فيتجه إلى التنبؤ بما سيحدث في الغد فيبتعد عن الخسارة ويقترب من النجاح ، ومن ذلك ينتج أن لا فرق واضح بين الوهم والحقيقة، فالوهم في كثير من الأحيان يؤدي إلي خلق الحقيقة.

إن هذا الكتاب كان بالنسبة لي كالكون، كلما ركزت ودققت فيه أكتسب المزيد والمزيد، وقد اكتسبت منه العديد من المعلومات، وتعرفت علي تجارب وأبحاث لم أكن أعرف عنها شيئًا، فهو كان مغامرة رائعة بالنسبة لي وكلما قرأته بتمعن ودققت في كل معنى من معانيه أكتسب المزيد من المعلومات، كما أن أسلوب الكاتب أكثر من رائع، ويستخدم فيه أحدث التطورات في الفلسفة وفي المباحث النفسية وعلم الفيزياء، وقام بعرض موضوع القوى النفسية بالاستعانة بوقائع الحياة اليومية، ولكن أنصح المبتدئين في القراءة أن لا يقوموا بقراءة هذا الكتاب لأنه يحتاج إلى كثير من التركيز والتأمل في معانيه، حتي تصل إلي المعلومة الصحيحة وتستفيد منه، وقد يصعب عليك فهمه لو أنت مبتدأ في القراءة.

١- إن كل امرئ في الواقع يلون الدنيا بلون ما في نفسه ويقيس الأمور حسب المقاييس التي نشأ عليها".
٢-ليس من العجيب أن يختلف الناس في أذواقهم وميولهم، ولكن العجيب بالأحرى أن يتخاصموا من أجل هذا الاختلاف.
٣-يمكن تشبيه الحقيقة بالهرم ذي الأوجه المتعددة حيث لا يرى الإنسان منه إلا وجهًا واحدًا في آن واحد. وقد يرى أحدنا وجهًا معينًا من وجوه الهرم هذا اليوم ثم يتحول عنه إلى غيره غدًا: وهو في كل يوم مغرور بما يرى متعصب له إذ يعتبر كل الناس ما عداه مخطئين.
٤-ومشكلة هذه الحياة أنك لا تستطيع أن تجد فيها شيئاً ينفع من غير ضرر أو يضر من غير نفع في كل حين.
٥- إن الكمال في كل شيء مستحيل. فمن طبيعة الحياة أن تكون ناقصة لكي تسعى في سبيل سد هذا النقص فلا تقف.
٦- كل إنسان تستطيع أن تعذره لو نظرت إلى الأمور بنفس المنظار الذي ينظر اليه به.
٧- وارجو من القارئ ألا ينخدع بما يتحذلق به المتحذلقون من أنهم يحبون الحقيقة ويريدون الوصول إليها بأي ثمن. إن هذا هراء ما بعده هراء. إن الإنسان حيوان وابن حيوان وذو نسب في الحيوانات عريق. فهو يود من صميم قلبه أن يكون غالباً ويكره أن يكون مغلوباً على أي حال. إن الغلبة هي رمز البقاء في معركة الحياة. ومن النادر أن نجد إنساناً يلذ له أن يصل إلى الحقيقة وهو مغلوب أو مهان أو خاسر.
٨- إن واقع الحياة أقوى من أية خطة يضعها عقل محدود.
٩-والمشكلة أننا لا نصغي إلي ما يقول الفاشلون، فكل همنا منصب علي الإعجاب بالناجح والتلهف لسماع أقواله. والناجح حين يرانا معجبين به منصتين له يأخذ بالتحذلق والمباهاة ويعزو كل نجاحه إلى دأبه وسعيه وارادته.
١٠-إن الإرادة وحدها لا تكفي أبدا لنوال شيء، وربما كانت الإرادة عقبة في سبيل ذلك. فالإنسان ليس بالآلة الطيعة التي يمكن توجيهها في أية ناحية نشاء.
١١-الشخصية الناجحة هي التي تتخيل النجاح الذي تريده.
١٢-نحن لو درسنا حياة الناجحين لوجدناهم أثناء العمل في غاية الهدوء والاسترسال. فتراهم حين يعملون كالأطفال الذين شغفوا باللعب فانهمكوا فيه وغفلوا عما حولهم من الناس والأشياء.
١٣-إن الكمال أمر اعتباري. فما هو كامل اليوم قد يصبح ناقصا غدا، وما هو كامل في نظرك قد يعد ناقصا في نظر غيرك.
١٤-إن مجتمعنا اللئيم يخلق أسباب الفقر والعاهة من جهة، ثم يحتقر المصابين بهما من الجهة الأخرى. وبذا ينمي فيهم عقدا نفسية لا خلاص منها.
١٥-غريب أمر هذه الأمة، فالفرد فيها مزدوج الشخصية والمجتمع منشق الضمير...
١٦-ليس هناك بين البشر فرد لا ضمير له. فالضمير كالشخصية موجودة في كل انسان، ولكنه يختلف في الاتجاه الذي يتجه اليه.

تعليقات