القائمة الرئيسية

الصفحات

هل تعرف دماغك حقا؟ | ملخص كتاب جراحة ذاتية لعقلك - توم موناهان



كتاب جراحة ذاتية لعقلك للكاتب توم موناهان هو كتاب مقدم للأشخاص الراغبين حقاً بتطوير أنفسهم وقدراتهم الشخصية والنهوض بأنفسهم أكثر من خلال التفكير الإبداعي لذلك إن كنت من هؤلاء فهذا الكتاب مثالي لك.. فهو يسعى لتجديد العقل واجتثاث كل الأفكار القديمة البالية وطريقة التفكير الروتينية، ليساعدك على غرس الأفكار الإبداعية، وخلق تصورك الخاص للأمور ورسم طريق نوعي لبلوغ الأهداف.
وانه في البدء يعرفنا عن ماهية التفكير الإبداعي ومدى حاجتنا له في حياتنا اليومية، ومن ثم يدلنا على أهم الأدوات التي تحرر عقولنا وتدفعها للابتكار والإبداع، ليختتم الكاتب في الأخير حديثه عن أهم الدروس التي نستخلصها من خلال استخدامنا للأدوات، لينتهي وقد هيأ عقل القارئ للطريقة المثلى للخلق والتفكير الإبداعي.

  • أولًا الحاجة للتفكير الإبداعي:
ما نقصده بالتفكير الإبداعي، هو مقدرة المرء على الخروج من المشكلات بحلول فعالة، فإن كنت شخصا تستطيع أن تحل مشاكلك ومشاكل من حولك فهذا يعني أنك تتمتع بالتفكير الإبداعي.

في حياتنا اليومية تواجهنا العديد من المشاكل والعراقيل، وهناك نوعان من الأشخاص، نوع يستسلم بسهولة للمشكلة ويتوقف عندها طويلا، ونوع آخر لا يلبث يبحث عن الحلول التي تخرجه منها ويستعين بشتى الطرق حتى يبلغ مبتغاه، وحتما يميل جميعنا للكون شخصا ايجابيا، وبدل الوقوف في المنتصف علينا دوما أن ننشد كل الطرق التي تؤدي للهدف.

  • لكن ما الذي نعنيه حقا بالتفكير الإبداعي؟
إنه التفكير الغير مألوف، والأفكار الجديدة والمبتكرة، أنه خروج عن الأنماط التقليدية للحلول، ولنتفق أنه وكلما كانت الفكرة جديدة ومبتكرة كلما كان تمريرها أسهل وتحقيقها أسرع.


  • ثانيا: أدوات التفكير الإبداعي:
الأداة الأولى: اطرح سؤالا أفضل
لعلّ هذه الخطوة تبدو للقارئ للحظة أنها خطوة ساذجة ولا قيمة حقيقية لها، وللأسف هذا ما يعتقده الكثيرون ممن يبخسون حق السؤال ويجهلون قيمته وأهميته في رؤيتنا للعديد من المواضيع وشتى تفاصيل حياتنا بشكل يومي، إن السؤال هو أهم قاعدة للإجابة، وكلما كان السؤال دقيقا كلما كانت الإجابة أكثر وضوحا، وبدوره كلما كان السؤال مختلفا كلما دلنا رؤية جديدة وأجوبة نوعية، وعليه على المرء دوما أن يبتعد عن الأسئلة النمطية لأنها وفي الأخير لن تقودنا سوى لإجابات مكررة، عليا دوما أن نسأل أسئلة أفضل، أن نتعمق في الرؤى ونستدل على أجوبة أكثر دلالة واقناعا.

الأداة الثانية: اطرح أسئلة قبل المعتاد
وعلى ذكر الأسئلة، علينا أن ننتبه للتوقيت الذي نفعل فيه ذلك، فالكثيرون في الحقيقة لا يطرحون الأسئلة إلا حينما تُفرض عليهم، فيصبح السؤال اضطرار يقع على المرء فيفضي به مرغما.
وبدلا من ذلك يستطيع المرء أن يطرح السؤال قبل أن يتحتم عليه ذلك، أن يتعلم كيف ينظر للأمور ويثير حولها التساؤلات ليلتقط الإجابة على مدار الرحلة، وكلما طرح الإنسان الأسئلة قبل الوقت المعتاد كلما التقط مزيدا من الإجابات وفتح العديد من الرؤى وتنامت بدورها أسئلة جديدة مستمرة ترتقي بحلوله وتعطيه فرصة الإبداع الحقيقي ومنهجية متميزة في التفكير وحل الأمور.

الأداة الثالثة: فكر بسرعة 100 م/سا
ما نقصده هنا، هو أن يتعلم الإنسان فتح الباب للعديد من الأفكار للدخول دونما خوف أو تردد، قد يبدو هذا مستعصيا في البداية، لكن وما إن تتيح لنفسك فرصة التفكير المرن والسريع حتى تتوالد مئات الأفكار في وقت قليل، وهنا ليس بالضرورة على المرء أن يطبق كلما يرده من أفكار، إذ يكفينا فقط تقبل هذا الكم منها ومن ثم الاختيار الأنسب، مع مرور الوقت والمران الكثير سنصبح قادرين على التفكير وخلق العديد من الحلول في وقت قصير.

الأداة الرابعة: فكر بزاوية قدرها 180 درجة
لا تجعل طريقة تفكيرك ضيقة، ولا تحصر أفكارك في حلول روتينية محضة، اجعل أفق تفكيرك شاسعا منفتحا للعديد من الطرق لتسلكها بسهولة وهكذا فقط ستبلغ هدفك بشكل أسرع، ولن يتحقق هذا إلا حينما تبتعد عن الأفكار النمطية التي يخضع لها العامة، أن تكسر التصورات التقليدية وتنتهج مسالك جديدة ومبتكرة، هكذا فقط ستستطيع الخروج بتفكير إبداعي حقيقي.

الأداة الخامسة: التفكير الشمولي
لن تستطيع بلوغ هذه المرحلة إلا حينما تنفتح تماما على كل ما حولك، وتقلل ارتباطك بالأفكار العادية أو مكتسباتك القبلية، لتتخطى معارفك وتنشد معارف جديدة، وتنتقل من أفكارك السابقة نحو أمور جديدة تماما وعلى نحو غير مسبوق تربط بين معارفك وما أنت بصدد معرفته، وهكذا فقط سيصبح تفكيرك أكثر شمولا وشساعة وتنوعا أيضا، لأجل ذلك قم مثلا بمزج العديد من الحلول والأفكار رجوعا لمجالات مختلفة ومتنوعة لتنتهي لحلك الخاص بدلا من التقوقع في دائرة واحدة لن تمنحك سوى حلولا ضيقة.

الأداة السادسة: التعاون مع العباقرة
التعاون هنا يكون بأن تفكر مثلهم، أن تضع نفسك مكانهم للحظات وتنظر للأمور عبر طريقتهم، أن تشاركهم رؤاهم وان تناقش أفكارك مع المبدعين، فكلما اتسع النقاش وتشعبت الرؤى كلما أضحت فرص تكوين أفكار إبداعية جديدة أمر ممكنا.

الأداة السابعة: توحيد المفهوم:
توحيد المفهوم هنا نعني به تبسيط للمشكلة عبر تقسيمها لمشكلات أصغر، وبدل الوقوف عند مشكلة ضخمة معقدة، سنتفرع لحل مشكلات أقل تعقيدا، وما إن نتفرغ من حلها حتى نبلغ الحل الأكبر.
هذه الطريقة في الحقيقة من أهم الطرق التي تساعدا على التفكير الإبداعي، لأنها تمنحنا الفرصة للتفكير في حلول بطريقة مرنة بدلا من أن تحصرنا في زوايا ضيقة، فهي تساعدنا على المضي قدما – ولو ببطء – نحو الأمام وتجنبنا الوقوف عاجزين دون حراك.

  • ثالثا: الدروس الهامة لاستخدام هذه الأدوات:
الدرس الأول: كيف تكون أكثر إبداعا
لتكون أكثر إبداعا، عليك أن تنتبه لكل شيء حولك، أن تستلهم من كل ما يحيط بك، وتستغله لخلق تصور جديد غير مسبوق. أن تصغي لكل الأحاديث، التعليقات التي توجه إليك – حتى تلك الغير مقصودة – وتستثمرها لخلق أفكار جديدة.
ثق جيدا أنه وحتى حينما يبدو الوسط مملا وعاديا وحتى تلك التفاصيل التي قد تراها أنت سخيفة، هي في الحقيقة تخفي بين ثناياها العديد من الإلهام، وان استطعت أن تلتقط شرارات الأجوبة والنقط المضيئة في كل شيء يدور حولك ستستطيع حتما أن تفكر بطريقة مختلفة وان تطرح حلولا إبداعية.

الدرس الثاني: حاول أن تصبح عبقريا بالصدفة
ونعني هنا أنه عليك أن تكون جاهزا دوما للخطوة القادمة، وحتى حينما تتعرقل الأمور ولا تسير كما خططت لها، عليك أن تبحث عن أفكار بديلة، أن تمنح نفسك فرصة لخلق حلول جديدة بدل اليأس والتوقف تماما أو إهمال الأمر برمته، تستطيع أن تنتهج أسلوبا جديدة أو أفكار مختلفة بعيدة عما خططت له، وهذا سيأتي حتما بالنتائج المطلوبة.

الدرس الثالث: توقف عن محاولة معرفة الهدف
المبالغة في البحث عن الهدف والتساؤل عن جدوى ما تقدمه من أفكار سيعيقك، إذ أن أهم ما يميز الإبداع أنه أمر غير مألوف، والأمر غير المألوف لا يتجلى هدفه إلا بعد النجاح وظهور النتائج، لذا يبدو من التناقض أن تطرح تساؤلات حول الهدف بينما لا تزال في بداية طريقك تقديم أفكار إبداعية.
كل ما عليك فعله هو أن تستثمر الأفكار الجديدة، وان تثق بها وتطورها، وهذا يكفي ليقودك نحو نتائج مرضية.

تذكر أن أهم الاختراعات في العالم بدت للوهلة الأولى سخيفة لم يشجعها أحد.

  • الدرس الرابع: إعادة تعريف المدى المقبول
العديدون يضعون تصورا لمدى من الأفكار التي تسمى” الأفكار المعقولة أو المقبولة” وهي الأفكار التي يراها الغالبية أفكارا طيبة وناجحة، أنك وكلما تخطيت هذا المدى ستبلغ أفقا أعمق وأكثر إشراقا، ستأتي حتما بأفكار لم يسبقك إليها أحد، شرط أن يكون هذا مبنيا على طرق منطقية مدروسة وواثقة لا مجرد كسر للقواعد.

  • الدرس الخامس: كن مستعدا للترويج لأفكارك بصورة مبتكرة
بتأمل بسيط لك ما هو حولك ستستطيع أن تجذب الناس لما يلفت انتباههم، بذكاء وثقة ستتمكن من تمرير أفكارك، كل ما عليك فعله هو معرفة مداخل الناس الذين ترغب في بيع أفكارك لهم، وان تستوعب تلك النقاط التي تستطيع استمالتهم عبرها.
لكن قبل كل شيء، دع في الحسبان انه عليك أن تقدم أفضل أفكارك على الإطلاق.

  • الدرس السادس: شجع المفكرين المبدعين في شركتك
في كل شركة هناك أشخاص يطمحون لتغيير الواقع نحو الأفضل وهم من نسميهم بالحالمين، هؤلاء هم نواة النجاح والإبداع، وان كنت ترغب في نجاح شركتك أو مشروعك وتحقيق تطورات مختلفة وإبداعية، كل ما عليك فعله هو أن تستثمر أفكار الحالمين، أن تشجعها وتساعدهم على النهوض بها والإتيان بكل ما هو جديد.
ويكون هذا بتحفيزهم على التفكير ومنحهم الثقة وإثارة فضولهم في كل ما يتعلق مشاكل الشركة وحثهم على إيجاد حلول مختلفة هذا سينمي روح التفكير الإبداعي بين الأعضاء ويساهم بتجديد الأفكار بشكل مستمر.

  • الدرس السابع: تعلم كيف تدير جلسات الإبداع الجماعية
لن يتحقق هذا إلا حينما تكون شخصا مبدعا يشجع المبدعين، نعم إذ انه عليك أن تكون شخصا منفتحا لكل ما هو جديد وان تخلق مساحات مفتوحة ليعرض فيها المبدعون أفكارهم، وان تقسمهم لمجموعات، تعرض كل مجموعة أفكارا جديدة، تحفزهم تثير فضولهم تتيح لهم فرص النقاش المفتوح والاستفادة كل مجموعة من أخرى، بعدها ستجد أنك ساهمت في تكوين مجتمع خلاق ومبدع.

  • الدرس الثامن: تغلب على الحواجز الخمسة للإبداع
أما الحواجز الخمسة فهي ترتكز في الحقيقة على الخوف ونستطيع تقسمها للخوف..
1: من المجهول: فالأخذ في الحسبان توقعات لا صحة لها وبناء عليها أراء بخصوص كل ما ستقدم عليه حتما سيحد من أفكارك ويقلبها ويؤخرك عن الوصول وتحقيق الأهداف المنشودة.
2: من أن تبدو غبيا: أحيانا أفكارنا الغريبة والجديدة تبدو في البداية سخيفة وقد نشعر بالحرج والتردد من عرضها وكثيرون يدفنون أفكار عبقرية بحجة أنها تبدو مخجلة.
عند عرض أفكارك والقيام بها، لا تتردد في خوضها ولا تخشى شيئا، كل شيء في بدايته يبدو مثيرا للغرابة وحتى السخرية.
3: من الحكم السريع: وهو حكم قد نتعرض عليه بينما لا نزال نطرح تصورنا الأولي للفكرة، بل وقد يكون حكمنا الشخصي للأمور في أولها، والأفضل في كلتا الحالتين أن لا نصغي للأحكام الأولية التي قد تبدو محبطة وان نستمر في خلق التصور الأمثل والحلول الناجحة.
4: التشبث بالطرق القديمة للأداء: يعد هذا من أهم الحواجز التي قد تعرقل طرق التفكير الجديدة، إذ أن التمسك بالطرق التقليدية يحد من إبداعنا ويضيق أفقنا ويقودنا نحو حلول متوقعة ونتائج روتينية رتيبة.
5: التشبث بالنجاح في الماضي: وفي ذات السياق التمسك بالإنجازات السابقة يبدو كالبكاء على الأطلال استمرار في تقديس مجد قديم وإهمال العديد من الطاقات التي قد تؤتي بنتائج أكثر نجاحا وعظمة.

  • الدرس التاسع: تحرك للأمام بحماس:
لتحقيق ذلك عليك أن تستمر في الثقة بأفكارك وأن تحاط بأشخاص مبدعين يمنحونك الثقة، كما عليك أيضا ان لا تكتف من النجاح وان تستمر في طلب المزيد، وخلق الفرص والارتقاء بأهدافك ونجاحاتك فالاستمرار والارتقاء وحده ما يتيح لك خلق مساحات جديدة من الأفكار الإبداعية وتطور من نظرتك للأمور.

تعليقات