القائمة الرئيسية

الصفحات

أسرار نجاح شعوب الحضارات القديمة | ملخص كتاب أغني رجل في بابل - جورج كلاسون



إن حلم الثراء المادي والوصول إلى طريق الحرية المالية، حلم العديد من البشر على مر العصور، ولا زال حتى اليوم يبحث الأذكياء وأصحاب الطموحات القوية في أسرار عالم المال لتحقيق طموحاتهم، آملين أن يجدوا في كتب المال والأعمال التي يقدمها الخبراء ما يساعدهم على فهم طرق تحقيق الثروات.

وبما أنك تقرأ هذا المقال فربما تكون مهتماً بقراءة ملخص كتاب أغنى رجل في بابل، لأنك لا تمتلك المزيد من الوقت لقراءة الكتاب كاملاً، أو أنك تريد ملخص للكتاب لمعرفة محتواه للتأكد من أنه يستحق وقتك قبل أن تقرر قراءته فعلياً.
على أي حال أنت في المكان الصحيح.

سوف نقدم لك اليوم ملخص كتاب أغني رجل في بابل بطريقة سهلة وبسيطة وأيضاً شاملة، بحيث يمكنك من خلال هذا الملخص الوصول لكل النقاط الجوهرية التي تم ذكرها في الكتاب. كل هذا سوف نقدمه لك بشكل بسيطة وسهل وممتع.

  • قصة كتاب أغنى رجل في بابل:
كتب هذا الكتاب رجل الأعمال الأمريكي “جورج كلاسون” في عام 1926، وقد اهتم الكاتب أن يشرح في كتابه أغنى رجل في بابل، كيف يمكن للرجل غير المتخصص أن يعثر على وسيلة لتحسين مستوى حياته المالية، والتخلص من ديونه المتراكمة بشكل عملي وواقعي من داخل الحياة اليومية، ليقدم مجموعة من النصائح التي تناسب كل زمان ومكان وليست مدينة بابل القديمة وحدها.

ينقسم كتاب أغنى رجل في بابل إلى مجموعة من الفصول، ويحتوي كل فصل منها على قصة ممتعة وشيقة في بابل القديمة، لكنها ذات مغزى كبير.

  • تاريخ مدينة بابل القديمة:
إن تاريخ حضارة بابل العريقة يعود إلى حوالي 8000 عام مضت، وبابل هي أكثر المدن على مر العصور التي عاشت في رخاء وازدهار مادي، وقد امتلأت بالثروات والكنوز بشكل يجعلنا جميعاً نتخيل أن هذه المدينة بالتأكيد قد تمتعت بموقع استراتيجي متميز، وبالكثير من الموارد الطبيعية التي ساعدت أهلها على تحقيق هذا الثراء العظيم، ولكن من المدهش للغاية أن بابل كانت تقع بجوار نهر الفرات في وادٍ مستوٍ أجدبٍ، ولم يكن بها أي من الموارد الطبيعية من غابات أو مناجم المعادن الثمينة، بل حتى لم تتوفر بها أحجار لبناء المنازل!

حتى إن مياه الأمطار لم تكن كافيةً لزراعة وري المحاصيل، كما لم تكن بابل أيضاً مدينة تجارية ضخمة، نظراً لافتقارها الموقع المتميز الذي يؤهلها لذلك.

يقول الكاتب جورج كلاسون في كتابه أغنى رجل في بابل:
“إن بابل كانت نموذجاً رائعاً لقدرة الإنسان على تحقيق أهداف عظيمة باستخدام أي وسائل تتاح له، ولقد كانت كل الموارد التي دعمت هذه المدينة الكبيرة من تطوير الإنسان نفسه، وكل ثرواتها كانت من صنع الإنسان".
لقد تمثلت الموارد الطبيعية في بابل القديمة في موردين رئيسيين هما:
- الأرض الخصبة.
- مياه النهر.
ولقد صنع الإنسان في بابل نموذجاً رائعاً للتميز والتفرد، يجعلنا جميعاً نقف أمامه بانبهار لنتأمل ذلك المشهد العظيم.

فلقد قام المهندسون البابليون بأضخم انجاز هندسي شهده التاريخ، والذي تمثل في تحويلهم لمجرى مياه النهر عن طريق السدود وقنوات الري الكبيرة، فعبرت مياه النهر في أرض بابل الخصبة، ونتيجة نظام الري الهائل هذا ظهرت محاصيل وافرة طوال العام.

  • قصة أغنى رجل في بابل:
تدور أحداث الكتاب حول “بانسر” صانع المركبات في بابل، والذي كان يجلس محبطاً للغاية ينظر بحزن شديد إلى منزله المتواضع، وورشة الأحذية التي يصنع فيها الأحذية الجميلة للأثرياء.
كان “بانسر” مثل كثير من البشر يحلم دوماً بأن يصبح رجلاً ثرياً ذو شأن، وكان يعمل بجد لسنوات طويلة، هو وصديقه “كوبي” عازف القيثارة، ومع ذلك لم يتمكن أي منهما أن يُحقق ذلك الحلم بل إنهما بالكاد ما يستطيعان الوفاء باحتياجاتهما الأساسية فقط.

التقى “كوبي” بصديقه “بانسر” وبينما كانا يفكران في قصة سبب عدم حصولهم على المال الكافي، وعدم تحقيقهما حلم الثراء المادي على الرغم من أنهما يعيشان في مدينة بابل الجميلة الممتلئة بالثروات والكنوز العظيمة، اقترح “كوبي” على صديقه “بانسر” الذهاب إلى “أركاد” وهو صديقهم منذ الطفولة، ولكن “أركاد” هو أغنى رجل في بابل، ويتميز بشخصيته الحكيمة والمتواضعة للغاية، وحبه لمساعدة الآخرين.

تجمع بانسر وكوبي وبعض من الأصدقاء الآخرين، وذهبوا إلى أركاد ليعرفوا منه سر تحقيق ثروته الهائلة، وكيف يستطيعوا أن يصبحوا أثرياء مثله، ليُرحب “أركاد” برغبة أصدقائه في تعلم أسرار صناعة الثروات، ويبدأ بعدها في شرح مبادئ وقواعد التعامل مع المال لهم، ويروي لهم قصة نجاحه وتحقيقه لثروته الهائلة.

ذلك على الرغم من أن “أركاد” لم يكن في الماضي متفوقاً دراسياً على أصدقائه، أو ابن عائلة كبيرة ذات شأن، بل كان مثله مثل باقي أصدقائه من أسرة متوسطة الحال، ولكن ما كان يميزهُ في مرحلة الشباب: هو رغبته الشديدة في تحقيق ثروة ضخمة، وكذلك إيمانه بأنه يستطيع أن يفعل ذلك من خلال تعلم الطريق الصحيح، والسعي المستمر نحو تحقيق أهدافه.
يبدأ “أركاد” في شرح قواعد التعامل مع المال لأصدقائه من خلال سبعة مبادئ أسماها “المبادئ السبع للتغلب على المحافظ الخاوية”، موضحاً لهم أنهم إذا أرادوا معرفة شيء ما، فيجب أن يمتلكوا عنصرين أساسيين هما:
- الوقت
- الدراسة

وهذا ما فعله في مرحلة الشباب، حينما كان يرغب في تحقيق ثروة ضخمة، لينعم بحياة مترفة يحصل فيها على كل ما يحلم به، فبدأ بدراسة طرق تحقيق الثروة وتطبيقها، والتعلم من أخطائه في كل مرة يفشل في الوصول إلى ذلك الهدف.

  • المبادئ السبع للتغلب على المحافظ الخاوية:
  • المبدأ الأول: ابدأ في ملء محفظتك.
أوضح أركاد لأصدقائه أن الطريقة الأولى للحصول على المال بوفرة، هي أن تبدأ في ادخار 10% على الأقل من إجمالي دخلك سواء كان الشهري أو الأسبوعي، وذلك قبل أن تبدأ في سداد التزاماتك وديونك تحت مسمى أنه يجب أن: “تدفع لنفسك أولاً قبل أن تدفع للآخرين”.

ووسيلة الدفع لنفسك تتمثل في ادخار 10% من اجمالي دخلك، وأن تجعل من ذلك عادة بشكل مستمر، ولا يهم هنا إذا كان دخلك صغيراً أو كبيراً، لكنك بتطبيق ذلك المبدأ سوف تبدأ الخطوة الأولى في طريق صناعة الثروة.

ثم قال “أركاد” أن الثروات تُصنع من بذرةٍ صغيرةٍ، وإذا انتظمت في الاعتناء بها سوف تنمو وتزدهر مع الوقت.
ثم بعد أن تدخر 10% من دخلك، تقوم بتقسيم ال 90% المتبقية على نفاقاتك والتزاماتك وحاجاتك الأساسية.

  • المبدأ الثاني: تحكم في نفقاتك.
وجه أركاد أصدقائه إلى ضرورة التقليل من الإنفاق على الأشياء غير الضرورية أو الأساسية، والتي من الممكن الاستغناء عنها، وكذلك عدم الخلط بين النفقات الضرورية والرغبات الشخصية فرغباتنا جميعاً كبشر لا حدود لها.

ومثلما نرغب نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين في اقتناء الهواتف الذكية غالية الثمن، والسيارات التي يتعدى ثمنها أضعاف مضاعفة من الدخل الذي نحصل عليه، فنضطر إلى القيام بالاقتراض البنكي، حتى نستطيع تلبية تلك الرغبات والتي لا تتناسب مع معدل دخلنا المادي، فنقع في فخ أن نحيا من أجل سداد الأقساط الشهرية، لأننا نشتري ما لا نمتلك ثمنه.

كان أيضاً الناس في بابل لديهم الكثير من الرغبات في اقتناء الجواهر، والحلي الفخمة، والملابس الجميلة غالية الثمن التي يأتي بها التجار من بلاد فينيقيا، وكذلك الأحذية المرصعة بالزمرد وغيرها من الرغبات التي لا يمتلكون ثمنها.

ذلك أن رغبات الإنسان جزء لا يتجزأ منه منذ القدم، وليست وليدة الحياة الحديثة، وإنما هي فقط تتطور بتطور الحياة والبيئة من حوله، وتبعاً للعصر الذي يعيش فيه.

ثم نصح “أركاد” أصدقائه بضرورة أن يضع الإنسان حدوداً لكل شيء في حياته، حدوداً للطعام الذي يتناوله، وحدوداً للملابس التي يشتريها، وكذلك حدوداً لوقته، وأيضاً حدوداً للمتع التي يستمتع بها، حتى يحيا حياة متوازنة، بدلاً من أن يحيا تحت ضغط سداد الديون والدفع من أجل الرغبات التي لا تنتهي.

ثم طلب منهم أن يكتبوا على لوح من الصلصال كل شيء يرغبون في الإنفاق من أجله، ثم يختاروا فقط الأشياء الضرورية وذلك في حدود نسبة ال 90% المحددة مسبقاً لتلبية الالتزامات، مع التأكيد على ضرورة عدم المساس بنسبة ال 10% التي تم تحديدها للادخار.

  • المبدأ الثالث: اعمل على إنماء ثروتك.
في هذا المبدأ وضع “أركاد” أصدقائه على أول طريق تحقيق الثروة، حيث قال إن “ادخار المال هو مجرد البداية”، وأن ثروته الضخمة بدأت بعد أن قام باستثمار مدخراته، وعلى الرغم من فشله في أول استثمار لهذه المدخرات وخسارتها إذ أنه لم يستثمرها بالطريقة الصحيحة، إلا أن تعلم من هذه التجربة كيف يقوم باستثمار مدخراته بشكل مضمون لتعمل من أجل جلب المزيد من المال.

ذلك بمشاركتها مع متخصصين ماهرين في نوعية التجارة التي يقومون بالعمل فيها، كما أوضح لأصدقائه أنه لم يكن ليكتفي بأن تُحقق مدخراته أرباحاً، بل كان يقوم باستثمار المدخرات مع الأرباح في كل مرة لتحقيق أرباحاً إضافية، وهكذا فإن كل مرة تعود إليه المدخرات مع الأرباح يقوم باستثمارهما مرة آخرى ليجلبا له المزيد من المال.

  • المبدأ الرابع: حافظ على ثروتك من الضياع.
وبعد أن نصح “أركاد” أصدقائه بضرورة العمل على زيادة الثروة، أوضح لهم أن الطريقة الأولى المضمونة في استثمار رأس المال هي حماية رأس المال الخاص بك، وذلك من خلال عدة نقاط هامة:
- أن تتعلم الحفاظ على المبالغ القليلة، وتتعلم حمايتها، قبل أن يصبح في إمكانك كسب المبالغ الكبيرة.
- عدم الانخداع بالمكاسب الكبيرة في حالة وجود احتمالية لخسارة رأس المال، بسبب الدخول في مشروعات لا تمتلك خبرة أو معرفة كافية عنها.
- ألا تقوم بعقد شراكة مع أي شخص برأس مالك، قبل أن تتأكد من سمعته وأمانته، وكذلك خبرته العملية.
- قبل أن تقرر الاستثمار في أي مجال يجب أن تتطلع على مخاطر الاستثمار في هذا المجال، وتقوم بدراستها بشكل جيد.
- طلب النصيحة من الأشخاص المتمرسين في كيفية التعامل مع المال.

  • المبدأ الخامس: اجعل منزلك استثمارك مربحاً.
في هذا المبدأ يوجه “أركاد” نصيحة ذهبية إلى أصدقائه بالاستثمار في الأصول الثابتة وهي “العقارات” والتي تعد أفضل أنواع الاستثمارات المضمونة والمربحة، والتي تتضاعف قيمتها بمرور الوقت/ فقد ناشد أصدقائه إلى ضرورة السعي نحو امتلاك كل منهم إلى منزل خاص به، خاصةً إذا استطاع كل منهم توجيه جزء من ال 90% من نسبة الدخل المحددة بغرض سداد الالتزامات والحاجات الأساسية، إلى الاستثمار من أجل شراء منزل خاص، فإن ذلك سوف يساعد على بناء الثروة بشكل أسرع، فالاستثمار في أصل ثابت استثماراً مادياً ومعنوياً في نفس الوقت، فبالإضافة إلى إنه استثماراً مادياً من النوع الجيد، أنه سوف يساعدك أيضاً على رفع مستوى معيشتك والانتقال بها إلى مستوى أفضل، وكذلك توفير حياة كريمة لك ولعائلتك.

  • المبدأ السادس: اضمن دخلاً ثابتاً في المستقبل.
مبدأ ضمان دخل ثابت في المستقبل يساعدك على ضمان حياة كريمة في مرحلة الشيخوخة، حينما لا تكون قادراً على العمل بنفس القدر مثل مرحلة الشباب، فقد طلب “أركاد” من أصدقائه التفكير في مصادر دخل يمكنهم من خلالها ضمان مصدر دخل ثابت في المستقبل، وقدم لهم بعض من النصائح التي تساعدهم على ذلك وهي:
شراء بيوتاً وعقارات يتم اختيارها بحكمة، فيمكن لإيراداتها أو ثمن بيعها في المستقبل، أن يُشكل مصدراً لدخل ثابت يستفيد منه مستقبلاً.
توفير مبلغاً صغيراً من المال كل أسبوع بشكل منتظم، ثم استثماره واستثمار أرباحه على مدار سنوات طويلة، وتخصيص هذه المدخرات والأرباح للاستفادة منها في مرحلة الشيخوخة- حيث تكون قد حققت أرباحاً كبيرة يمكنها أن تشكل مصدر لدخل ثابت يمكن الاعتماد عليه وقتها.

  • المبدأ السابع: زد من قدرتك على الكسب.
ختم “أركاد” المبادئ التي وضعها للتغلب على المحافظ الخاوية بالمبدأ السابع، وهو ضرورة تعلم كيفية كسب المزيد من المال، لأن الرغبة في أن تُصبح ثرياً رغبةً نبيلة، ولكنها ليست كافية، وهنا وجههم بضرورة العمل على أن يتعلم كل منهم المزيد من المهارات في مهنته، والتي سوف تنقله من مستوى المبتدئ إلى مستوى الخبير المحترف، مما يضمن زيادة فرص الحصول على المال أضعافاً مضاعفةً من الدخل، فبدون الحرص على تحسين ورفع كفاءة المهارات العملية والشخصية، وتطوير ذاتك بشكل مستمر لن تستطيع تحقيق زيادة معدل الدخل الذي تحصل عليه.

لم يكن “أركاد” أغنى رجل في بابل، وعالماً في فنون التعامل مع المال فقط، بل كان أيضاً رجلاً حكيماً ملماً بالكثير من الجوانب الإنسانية، ففي فصل جديد شيق وممتع من الكتاب، يعرض لنا من خلال مجموعة من القصص الطريفة في العمل، والتي يحكي فيها أصحابها كيف أنهم قد أضاعوا الكثير من الفرص التجارية، والتي لو كانوا قد قاموا باستغلالها، لكانت حققت لهم الكثير من النجاحات والأرباح في أعمالهم التجارية.

  • نصائح أركاد للتعامل مع الفرص:
- إن الحظ السعيد الذي يبحث عنه الجميع ما هو إلا نتاج استغلال الفرص التي تأتي لك.
- يأتي الحظ السعيد فقط لهؤلاء الذين يعملون بنشاط لاستغلال الفرص التي تُتاح لهم.
- إن الأشخاص الذين يحرصون على استغلال الفرص التي تأتيهم في حياتهم، وعدم إضاعتها هم من يجلبون الحظ السعيد لأنفسهم.
- الحظ السعيد يأتي فقط لمن يسعى إليه.
- إن العمل الإيجابي طيلة الوقت يضمن لك تحقيق النجاح والتقدم نحو أهدافك.

  • القوانين الخمسة للتعامل مع المال:
ثم ينتقل بنا الكاتب في فصل جديد من الكتاب، ليعرض لنا القوانين الخمسة للتعامل مع المال، من خلال قصته مع ابنه” نوماسير”.
فقد كان الشباب في بابل يعيشون على أمل أن يرثوا ممتلكات عائلاتهم، ولكن أركاد رغب في أن يغير هذا العرف، وطلب من ابنه الوحيد “نوماسير” أن يُبرهن على مقدرته في التعامل مع ثروة أبيه بطريقة حكيمة، وطلب منه أن يسافر بعيداً لبلاد أخرى، ويتحمل مسئولية كسب المال وحده، وذلك بعد أن أعطاه والده شيئين وهما “المال والحكمة”، فقد أعطاه:
- حقيبة ممتلئة بالذهب كاختباراً له ليعرف كيف سوف يستخدم المال.
- لوح من الصلصال منقوش عليه القوانين الخمسة التي تحكم التعامل مع المال، وطلب منه أن يقوم بتطبيقها والاستفادة منها.

على أن يعود بعد عشر سنوات كاملة ليخبر أبيه بما حدث معه، وإذا برهن له على أنه يستحق ثروته فسوف يرث كل ممتلكاته، وإذا لم يستطع ذلك فإن “أركاد” سوف يتنازل عن ثروته للفقراء..

ليبدأ هنا فصل جديد يحكي فيه الكاتب التحديات التي واجهت “نوماسير”، وكيف أنه خفق في البداية في الحفاظ على حقيبة العملات الذهبية، وذلك لأنه لم يستعن باللوح المنقوش عليه القوانين الخمسة للتعامل مع المال، والتي تمثل حكمة أغنى رجل في بابل.

وكيف أن هذه القوانين هي ما ساعده فيما بعد على تحقيق ثروة كبيرة، وذلك من خلال الكثير من الأحداث والتحديات التي مر بها خلال رحلة العشر سنوات، حتى استطاع أن يحقق هذه الثروة، ويعود بها إلى والده، ويحكي له ما مر به خلال هذه السنوات.

  • وهذه هي القوانين الخمسة للتعامل مع المال:
- يأتي المال بسهولة وبكميات متزايدة لأي إنسان يقوم بادخار ما لا يقل عن عشر إيراداته، كي ينشئ ممتلكات من أجل مستقبله ومستقبل عائلته.
- يعمل المال بكد ورضا من أجل صاحبه الحكيم الذي يجد وسيلة جيدة لإنمائه، مما يجعله يتضاعف.
- يبقى المال في حماية صاحبه الحريص الذي يستثمره في إطار النصح، الذي يقدمه له الرجال البارعون في التعامل مع المال.
- سريعاً ما يفر المال من بين يدي الإنسان الذي يستثمره في أعمال وأغراض لا يألفها، أو لا يوافق عليها من هم بارعون في الحفاظ عليه.
- يفر المال من الإنسان الذي يجبره على جني ايرادات غير ممكنة، أو يتبع النصائح المغرية التي يقدمها له المحتالون والمخادعون، أو يعتمد في استثماره على خبرته ورغباته العاطفية.

  • خاتمة:
بعد ذلك ينتقل الكاتب بنا إلى فصول آخرى يستعرض فيها حكايات بعض التجار في بابل القديمة مع تجاراتهم وثرواتهم، لنستفيد من تجارب السابقين، ولنتعلم من خلالها أن القوانين التي تحكم المال وطرق الحصول والحفاظ عليه، لم تتغير على مر العصور وأن كتاباً كُتب منذ قرابة المائة عام صالح للاستفادة منه في أي وقت وأي مكان.

لقد كان هذا ملخص كتاب أغنى رجل في بابل، ولكنه بالطبع ليس كل شىء، فالكتاب يحمل في طياته الكثير من العلم والمعرفة، والخبرات الإنسانية، التي سوف تساهم في تغيير طريقة تفكيرك، وتعاملك مع المال.

تعليقات