لكن هذا الملخص لا يغني أبدا عن قراءة الكتاب الأصلي من قبل المختصين أو الراغبين بالتوسع في العلوم التي تقدمها المقدمة، ونحن في قناتنا إذا قررنا تلخيص هذا الكتاب القيم فهدفنا هو توسيع قاعدة المطلعين على أهم ما في هذا الكتاب من معلومات وتشجيع الشباب على توسيع مداركهم في المجالات المختلفة، وتذكيرهم بجزء مهم من حضارتنا العربية الخالدة التي لها تأثير ومساهمة مباشرة حتى يومنا هذا في علم الاجتماع وعلوم التاريخ.
إهداء هذا الملخص إلى روح الرجل الخالد في قلب العلم والحضارة ابن خلدون، أهدي هذا الملخص البسيط الذي أتمنى أن يفيد كل من يقرأه ولو بمعلومة واحدة.
أما المؤلف فهو عبد الرحمن محمد بن خلدون حضر مي الأصول ولد عام 1332م، و توفي عام 1406، يعرف لدي العربي بأنه أبو علم الاجتماع، ومما ساهم في تطوير شخصيته هي ولادته في عائلة تولت المناصب والمسؤوليات و كانت كذلك عائلة علم و ثقافة و فكر، الأمر الذي جعله يختص أكثر بعلوم السياسة والاجتماع؛ أهله من النازحين عن الأندلس بعد سقوط الدولة الإسلامية هناك، وهو ما أثر على توجهاته فأعطى كثيراً من وقته لتفسير انهيار المجتمعات والأمم، عاش معظم حياته في تونس وكتب أولي كلمات مقدمته في الجزائر قبل أن يكملها في تونس والمغرب، حيث عمل في الأخيرة كمدرسٍ ضمن طاقم التعليم في جامعة القرويين أولى الجامعات على ظهر الأرض.
وتوفي رحمه الله في مصر ودفن في أحد مقابل الصوفية هناك، ومما يجب أن نعرفه عن ابن خلدون قبل المضي في هذا الملخص أنه يعتبر حسب كثيرين مؤسس قواعد العلم الحديث في التاريخ، حيث كان من أوائل من عمد لقراءته من أحياء فلسفية غير سردية مما جعل كثير من علماء الغرب يعترفون بفضله ويصفونه بصاحب قواعده الحديثة.
- طريقة التلخيص:
الباب الأول: في العمران البشري.
وجاء في هذا الباب الأفكار التالية:- التعاون حتمي بين البشر
اجتماع البشر وتعاونهم ضرورة ملحة لا اختيار فيها لأحد ممن أراد، فأساس بناء الإنسان هو الطعام وهذا الطعام لا يمكن تفصيله بالاعتماد على فرد واحد، مما جعل الجماعية حتمية لابد منها للبشر وهذا الأمر جعل كل من يحاول الخروج عن هذه الحتمية هو شخصاً خارجاً عن الفطرة الإنسانية بالتأكيد، وهو الأمر الذي سينقلب عليه بأعراض نفسية خطيرة يتحدث عنها علماء النفس وتحليل الشخصية، وأكد ابن خلدون أن هذه الحقيقة يظهر فيها بعض الحيوانات أقوى من الإنسان لأن منها القادر على العيش وحيداً لسبب طبيعته التي تمكنه من تحصيل طعامه وأمنه بشكل منفرد، لكن نقطة ضعف الإنسان هذه ليست إلا قوة فعلية أجبرته على التعاون الذي كان أساس عمران الأرض والتطور الواضح للجنس البشري على غيره من الكائنات.
بسبب صعوبة إنتاج الغذاء فيها وهنا نستطيع أن نفهم أن ابن خلدون كان يهتم أولاً بالغذاء وضرورات توفره لكل مجتمع كي تدور عجلة التقدم، وكيف يلعب الجو دوراً إيجابياً في حال مناسبته للإنسان بناء على لعبه الدور المباشر في التصنيع الغذائي، وهذا الكلام ما زال صحيحا حتى الآن، فالدول الرائدة في العالم هي دول مكتفية غذائياً وتملك أجواءً معتدلة على مدار السنة حيث فيها البرد والشتاء وفيها الصيف والشمس.
يكون بطبيعته مغامر مقداماً غير صبور؛ أما راع الغنم فهو رجل صبور جداً لا يغضب بسهولة وهو ما يجعل الطقس وطبيعة التعامل معه من أجل تأمين الغذاء أو النجاة أمراً مؤثراً بشكل مباشر على أخلاق أهله.
ولا يُناقَدُ كلامُ ابن خلدونَ المقولةَ الجميلةَ "كلما ذهبَ الفقرَ إلى بلدٍ قالَ لهُ الكفرُ انتظِرني". فالتدَيُنُ الناجمُ عن الفقرِ فقط هو تدَيُنٌ خارجي من حيثُ العباداتِ والكلامِ المتداول، أما التصرُّفاتُ فقد تحيدُ عن المسارِ الصحيحِ من أجل تأمينِ لُقمةِ العيش فيكونُ من بعضِ الفقراءِ الذين لم يتحملوا ظروفَهم التحولَ لتصرُّفاتٍ تشبهُ تصرُّفاتَ الكفار، مثل ما حصل من الصعاليك في التاريخ العربي من قطع طريق وإغارة على القبائل للانتقام من الظلم الاجتماعي.
وكذلك القدرة على نقل الأشياء الثقيلة، هذه النقطة ما زال العلماء يناقشون فيها فالبعض يتحدث أن من يأكل اللحوم يكون أكثر عدوانياً في حين أن الإنسان النباتي مسالم وهادئ ويرفض كثيرون مبدأ ربط طباع الحيوان مباشرة بمن يأكلها، ويرى أن السبب يعود إلى مركبات غذائية فيها تؤثر على عمل الدماغ فتخلق فيه التوتر أو الهدوء وإلا لتحول الأسد إلى غزال من كثرة ما أكل منها.
الكرامات الإلهية:
ناقش ابن خلدون مسألة الكرامات وعرض آراء المذاهب فيها وكيف أن البعض يرفضها إجمالاً ويخصها بالأنبياء وكيف أن آخرين يرونها أمرا مقبولا أن يحدث لعباد الله الصالحين ولو لم يكون ممن يوقرهم الناس، والجميل بهذا الفكر أنه ترك للقارئ أن يتبنى الرأي الذي يريد لأن مسألة الإيمان بوجود أو انعدام الكرامات ليست من أسس ولا أركان ديننا الإسلامي ولا يجوز التوقف عندها لإجبار الآخرين على وجهة نظرنا فيها والمهم أن نفهم أن ابن خلدون كان حريصاً على الحياد بعرض هذه الآراء الدينية، والأهم من ذلك أن نتعلم مما يقدمه ابن خلدون أن الزمن في الماضي كان يقبل الاختلاف في الآراء الدينية ما لم تكن من أركان الدين بلا لجوء لتكفير أو تفسيق كما نشهد في زمننا الحالي.
كما أن ابن خلدون يرى أن الكهانة ليست مجرد عبارة عن اتصال مع الشيطان لكن هناك قدرات لدى أصحابها كامنة فيهم تمكنهم من معرفة بعض الغيبيات، ورغم ذلك هو يؤمن بحرمة الكهانة بشكل قاطع ويتفق مع النهج الإسلامي الواضح في أمرها.
وإلى هنا ينتهي ملخص الباب الأول من مقدمة ابن خلدون ونريد أن نقول إننا أغفلنا بشكل متعمد تلخيص مسألة تتعلق بمعرفة الغيب وقدرة الإنسان على ذلك، لأن الموضوع يحتاج لتفصيل كبير ولا علاقة له مباشرة بأمور الحياة والمجتمع التي نهدف إلى تنمية فكر القارئ بشأنها في هذا الملخ
- تقدم الشمال على الجنوب
بسبب صعوبة إنتاج الغذاء فيها وهنا نستطيع أن نفهم أن ابن خلدون كان يهتم أولاً بالغذاء وضرورات توفره لكل مجتمع كي تدور عجلة التقدم، وكيف يلعب الجو دوراً إيجابياً في حال مناسبته للإنسان بناء على لعبه الدور المباشر في التصنيع الغذائي، وهذا الكلام ما زال صحيحا حتى الآن، فالدول الرائدة في العالم هي دول مكتفية غذائياً وتملك أجواءً معتدلة على مدار السنة حيث فيها البرد والشتاء وفيها الصيف والشمس.
- الاحتباس الحراري:
- الطقس وأخلاق السكان:
يكون بطبيعته مغامر مقداماً غير صبور؛ أما راع الغنم فهو رجل صبور جداً لا يغضب بسهولة وهو ما يجعل الطقس وطبيعة التعامل معه من أجل تأمين الغذاء أو النجاة أمراً مؤثراً بشكل مباشر على أخلاق أهله.
- الفقر والتدين:
ولا يُناقَدُ كلامُ ابن خلدونَ المقولةَ الجميلةَ "كلما ذهبَ الفقرَ إلى بلدٍ قالَ لهُ الكفرُ انتظِرني". فالتدَيُنُ الناجمُ عن الفقرِ فقط هو تدَيُنٌ خارجي من حيثُ العباداتِ والكلامِ المتداول، أما التصرُّفاتُ فقد تحيدُ عن المسارِ الصحيحِ من أجل تأمينِ لُقمةِ العيش فيكونُ من بعضِ الفقراءِ الذين لم يتحملوا ظروفَهم التحولَ لتصرُّفاتٍ تشبهُ تصرُّفاتَ الكفار، مثل ما حصل من الصعاليك في التاريخ العربي من قطع طريق وإغارة على القبائل للانتقام من الظلم الاجتماعي.
- الطعام وتأثيره على أخلاق الناس:
وكذلك القدرة على نقل الأشياء الثقيلة، هذه النقطة ما زال العلماء يناقشون فيها فالبعض يتحدث أن من يأكل اللحوم يكون أكثر عدوانياً في حين أن الإنسان النباتي مسالم وهادئ ويرفض كثيرون مبدأ ربط طباع الحيوان مباشرة بمن يأكلها، ويرى أن السبب يعود إلى مركبات غذائية فيها تؤثر على عمل الدماغ فتخلق فيه التوتر أو الهدوء وإلا لتحول الأسد إلى غزال من كثرة ما أكل منها.
الكرامات الإلهية:
ناقش ابن خلدون مسألة الكرامات وعرض آراء المذاهب فيها وكيف أن البعض يرفضها إجمالاً ويخصها بالأنبياء وكيف أن آخرين يرونها أمرا مقبولا أن يحدث لعباد الله الصالحين ولو لم يكون ممن يوقرهم الناس، والجميل بهذا الفكر أنه ترك للقارئ أن يتبنى الرأي الذي يريد لأن مسألة الإيمان بوجود أو انعدام الكرامات ليست من أسس ولا أركان ديننا الإسلامي ولا يجوز التوقف عندها لإجبار الآخرين على وجهة نظرنا فيها والمهم أن نفهم أن ابن خلدون كان حريصاً على الحياد بعرض هذه الآراء الدينية، والأهم من ذلك أن نتعلم مما يقدمه ابن خلدون أن الزمن في الماضي كان يقبل الاختلاف في الآراء الدينية ما لم تكن من أركان الدين بلا لجوء لتكفير أو تفسيق كما نشهد في زمننا الحالي.
- أصناف النفس البشرية:
- توضيح رجم الشياطين بالشهب:
كما أن ابن خلدون يرى أن الكهانة ليست مجرد عبارة عن اتصال مع الشيطان لكن هناك قدرات لدى أصحابها كامنة فيهم تمكنهم من معرفة بعض الغيبيات، ورغم ذلك هو يؤمن بحرمة الكهانة بشكل قاطع ويتفق مع النهج الإسلامي الواضح في أمرها.
- الأحلام وابن خلدون:
وإلى هنا ينتهي ملخص الباب الأول من مقدمة ابن خلدون ونريد أن نقول إننا أغفلنا بشكل متعمد تلخيص مسألة تتعلق بمعرفة الغيب وقدرة الإنسان على ذلك، لأن الموضوع يحتاج لتفصيل كبير ولا علاقة له مباشرة بأمور الحياة والمجتمع التي نهدف إلى تنمية فكر القارئ بشأنها في هذا الملخ
الباب الثاني: أصول المدنية الإنسانية؛ تحت اسم في العمران البدوي.
جاء في هذا الباب الأفكار التالية:- التسلسل في بناء الحضارة:
- البدو أساس الحضارة ويتفوقون على أهل المدن:
انطلاقا من أن أهل البادية يكتفون بالضروريات وأن أهل المدن يذهبون للحصول على الكماليات ومن أن الحقائق التاريخية تكشف أن معظم المدن يعود أهلها لأصول في البادية فإنه يمكن القول إن البدو هم أصل الحضارة، ورأي ابن خلدون أن البدوي يتفوق على أهل المدينة بأنه أقرب للخير بسبب قربه من الفطرة البشرية الأصلية من دون تعرض لتشويه مظاهر الحضارة والتمدن، كما أنه أكثر شجاعة لأن ابن المدينة أصبح متكلاً على حكومته في حمايته وحراسته فبات آمن يتوارث الأمن في حين أن البدوي يعتمد في ذلك على نفسه ولا يركن إلى غيره في أمر حمايته.
- سر ادعاء الزعماء نسباً عزيزاً:
- معلومة جميلة حول من المتفاخرين بأنساب قديمة:
لذلك ابن خلدون يجعلنا نفهم بطلان تفاخر البعض بانتسابهم للصحابي أو النبي الفلاني في وقتنا الحالي لأنه كما قال ابن خلدون: فالأخلاق لا تنتقل عبر الدم ولا بالتوارث الجيني ولكنها تنتقل بالقدوة والمثال، وبنفس الوقت فإن الشرف والحسب يندثر وهذا ما آمنت به العرب منذ القدم، والمطلوب أن يقوم كل أب بتجديد هذا الحسب و عدم العيش على أمجاد الماضي.
- الترف والحكم العصبي القبلي:
- لا تتوقع شيئا من جيل يقبل الذل:
ابن خلدون استشهد بقصة بني إسرائيل الذين تعرضوا لإذلال فرعون وكانوا عبيدا عنده حيث أنهم ورغم رؤيتهم معجزة البحر وغرق فرعون، لكن الذلة بقيت فيهم حتى قالوا "إن فيها قوماً جبارين" فكان التيه في الصحراء أربعين سنة حتى جاء جيل جديد دخل فلسطين لأنه لم يكن فيه الذل الذي سكن الجيل السابق فعمل بشجاعة على الدخول إلى أرض يعتبرها اليهود مباركة مقدسة بالنسبة لهم.
- المغلوب يتبع الغالب:
- الأمة المملوكة لغيرها فانية لا محالة:
ابن خلدون ذكر مثالاً يستحق الاهتمام وهو الفرس بعد سقوط دولتهم على يد المسلمين فقد كان عددهم كبير جداً لكنهم تناقصوا وتشتتوا رغم العدل الإسلامي الذي حماهم من الظلم بعد دخول أراضيهم وحفظ عليهم دينهم إن أرادوا، وبالتالي فإن مسألة الاندثار مرتبطة بالتبعية وليس بالعدل.
ومن أجمل ما ذكر ابن خلدون في شرحه وجهة النظر هذه أن الإنسان رئيس بطبعه فإن أفقدته هذه النقطة خسر كيانه تقريباً وأصبح أقرب للحيوان من اهتمامه فقط بغرائزه الفردية فنسي وظيفته في الحياة وهي الإعمار والإنجاز وركن فقط إلى بطنه وأهوائه، هذا الواقع المرير نتيجته أكثر مرارة وهي الإندثار في حال رفض الشعب المقاومة واستسلم لحكم غيره.
- العرب وعقدة المصاعب:
- الحكم الديني الأكثر مناسبة للعرب:
- سر أن السيادة لأهل المدن لا البدو ولا القري:
ملاحظة:
وإلى هنا ينتهي ملخص الباب الثاني من مقدمة ابن خلدون ونريد أن نقول إننا أعفلنا بشكل متعمد تلخيص بعض النقاط التي كانت تنطبق على زمانه في طرق الحكم وتسيير البلاد وأنواع البشر وهي غير موجودة الآن، وبما أننا نلخص للفائدة فلم يكن هناك حاجة منها.
الباب الثالث: في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية
جاء في هذا الباب الأفكار التالية:- كل حكم جديد يواجه مشاكل:
وشرح في نفس المبحث عالمنا العربي نقطةً مهمة وهي أن أي نظام حكم يبدأ في البداية بالاعتماد على أهله وأقاربه لكنه بعد استقرار الدولة يستغني عن هذا الشكل من الحكم ويصبح الأمر عائداً للكفاءة أو المصلحة وذلك طبعا قبل انتشار اشكال الحكم الجديدة التي جاءت بعد ابن خلدون ونقصد هنا الحكم الديمقراطي او الحكم العسكري حيث اصبحت القبيلة والاهل فيهما إما الحزب أو الجيش.
- الدول الدينية أكثر استقراراً:
لكن ابن خلدون أوضح أن كل دولة دينية تقوم في البداية على عصبية للقبيلة إضافة إلى التعصب للدين، واستدل على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام (ما بعث الله نبياً إلا في منعة من قومه). إلا أن ابن خلدون حذر من أن تستغل بعض القبائل الدين لتحقيق أهداف قبيلة فقط بعيداً عن أهداف الدولة والدين، وهو أمر نشاهده في بعض الدول هذه الأيام.
- لماذا أفريقيا مفككة دوما؟
- طبائع الملوك بعد الاستقرار:
وهذه الطبائع كما نفهمها موجودة حتى يومنا هذا ولو في الأنظمة الديموقراطية، فكل رئيس في النظام الديموقراطي يحاول توسيع صلاحياته من خلال الأغلبية البرلمانية التي يمتلكها ويحاول كذلك أن يستأثر بالمجد سواء كان أوباما في أمريكا أو غيره في دول اعتادت تداول السلطة، كما أن استمرار النظام الديمقراطي في بعض الدول لمدة طويلة بنفس الشكل جعل الشعوب تهتم بشؤون حياتها أكثر من السياسة مما يبرر ضعف نسب الأقبال الضعيفة جداً التي تشهدها انتخابات الرئاسة في تلك الدول.
- لماذا تداول السلطة واجب؟
وهذه الأسباب التي نفهمها من مقدمة ابن خلدون:
لأن الحاكم وبعد أن تستقر له الأمور يفقد طابعه الحماسي للرعية من حوله، مما يسبب الوهن في الدولة فيظهر الفساد هنا أو هناك مع تقدم الزمن، لأن استمرار نفس الحاكم لفترة طويلة يزيد من الفجوة بين الفقراء والاغنياء بسبب زيادة الإسراف الترفي لدى الفئة الحاكمة وهو ما سيؤثر على كل قطاعات البلد بما فيها الجيش الذي تتراجع معداته وأعداده بسبب هذا.
إن استمرار نفس الحاكم يخلق أجيالاً ساكنة غير مندفعة للعمل وهذا يؤدي إلى تراجع الإنتاج والإبداع مع الزمن وهو ربما يجعلنا نفهم تراجع الاتحاد السوفيتي في السباق مع الولايات المتحدة لاستمرار نفس العقلية في الحكم طوال السنوات الشيوعية.
ملاحظة: تم إعادة صياغة النقاط السابقة في ضوء التطورات التي حصلت على أشكال الحكم والنظام السياسي في العالم.
- القاعدة الذهبية.. الدول لها أعمار كالأشخاص:
لكن ابن خلدون لم يقل إن الدولة تندثر بعد هذا العمر بشكل مباشر، بل إنها تدخل في مرحلة الضعف المتزايد(الانحدار بعد الهرم) حتى لو جاء من يحتلها سقطت في يده، وفي عصرنا الحديث يمكن لنا أن نقول أن عمر الدولة يمكن تجديده بتغيير شكل الحكم والنظام السائد، فالولايات المتحدة مثلا يقال أنها ستحكم العالم حتى 2030 فقط، ثم تأتي الصين وتحل محلها، لكن لو قامت هذه الدولة بتغيير بعض الشيء بشكل نظامها المالي المحتكر وبطريقة سياستها الخارجية فهي قد تطيل عمر حكمها للعالم وهو ما يعني بالتأكيد الإطالة في عمرها كدولة، لكن ذلك يجب أن يكون قبل الدخول بمرحلة الانحدار.
ويجب أن نركز هنا على أن العلة بالاندثار ليس بالعمر ولا بالأجيال ولكن بطبائع البشر، فعادة ما يأتي جيل متخاذل بسبب حالة الاستقرار فيفقد الإبداع من الجهة والشجاعة في الحروب من جهة أخرى فيتراجع الاعمار في البلاد ويهتز اقتصادها مرات عديدة فيتفوق آخرون عليها إما اقتصادياً أو عسكرياً،
ولربما هذا يفسر ما نسمعه بعض الأحيان من علاقة الاكتئاب وحالات الانتحار بالاستقرار في بلد ما، فالحياة بلا أهداف وبتخاذل تشبه الموت مع فرق مكان الإقامة.
- الترف والدولة:
وف زمننا هذا والذي لم يصل إليه ابن خلدون، اكتشفنا أن الترف يجب أن يدار بشكل صحيح وإلا تحول لمهلك للأجيال، فقد نجد أناسا لا يريدون العمل بسبب تأمين احتياجاتهم الأساسية وقد يؤدي هذا الترف إلى طمع الأعداء الأمر الذي يجعلنا نرى أن الترف لابد له من قوة عسكرية وإدارة صحيحة كي يزيد الدولة قوة، ومن الأمثلة الحية على صدق نظرية ابن خلدون بأن الترف يزيد الدولة قوة ما جرى ف طفرة التطور الاستهلاكي لدى المواطن الأمريكي في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، فمع نشوء هذه الحالة زادت الولايات قوة وتفوقت على الاتحاد السوفييتي، لكن بعد ذلك دخلت في الحتمية التاريخية من عدم القدرة على البقاء ف منحنى تصاعدي طوال عمر النظام.
- لماذا يقلد الملوك أجدادهم وكذلك الرؤساء يقلدون السابقين لهم؟:
(لا تراهنوا على الرئيس الأمريكي القادم، فلن يتغير شيء!).
- لماذا لا بد لنا من حاكم؟
وبالتالي فإن وجود الحاكم هو نتيجة طبيعية لأن الإنسان اجتماعي بالأصل، وأكد ابن خلدون على أن أهمية الحاكم تتلخص بحمايته الناس من بعضهم البعض وبحماية البلاد من المعتدين وهو هنا يذكرنا بحكمة فالها رونالد ريغان الرئيس الأمريكي السابق:
(وظيفة الدولة أن تحمينا من بعضنا البعض، والخطأ أن تحاول حمايتنا من أنفسنا).
- الذكاء عيب في السياسة!:
واستشهد ابن خلدون بقصة عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لزياد بن أبي سفيان وقوله له (لم أعزلك لعجز أو خيانة، ولكنني كرهت أن أحمل فضل عقلك على الناس)، وهذا ربما يجعلنا نفهم نجاح بعض السياسيين في العالم رغم افتقارهم للذكاء على العكس من العباقرة الذين نراهم يعانون في بداية السلم السياسي وقد ينسحبون مبكرا.
- معنى الخلافة لدى ابن خلدون:
والتفت كذلك إلى كلمة خلافة من ناحية دينية وقال هي خلافة رسول الله في تطبيق دينه، وهذا هو أصل التسمية وذهب لرفض أن نقول هي ( خلافة الله) لأن جمهور العلماء رفض الأمر وحجتهم ف هذا أن الله تعالى حاضر فلا خليفة لحاضر، وحذر ابن خلدون من الانقلاب على جوهر الخلافة، ففي الماضي انقلب كثيرون على الخلافة فأبقوا ظاهرها الدفاع عن الدين لكن باطنها الدفاع عن حكم أسرة أو قبيلة ما، وهو ما حدث مراراً منذ انتهاء خلافة الراشدين حتى يومنا هذا.
من هنا يمكن لنا أن نفهم أن الخلافة حسب ابن خلدون لا تقتضي وجود دولة مسلمة واحدة حول العالم، وإنما لو قامت كل دولة على حدا بهدف تطبيق شريعة الإسلام الصحيحة المتفق عليها لكانت تعتبر دولة خلاقة من غير الحاجة لجعل الهدف معقدا كما يحاول بعض المفكرين الإسلاميين حاليا من حصره بدولة إسلامية واحدة.
- السيف والقلم وحاكم الدولة:
إذن مع تقدم الدولة تزداد أهمية المفكرين وأهمية أصحاب القلم وتتراجع نسبياً أهمية النظام الأمني، هذا في حال كانت الدول تمر بتقدم طبيعي من غير معوقات حضارية نراها في بعض الدول الأمنية السائدة حتى الآن وهي دول متجمدة في مكانها.
- خطورة أن يصبح الحاكم تاجراً:
ولو نظرنا للتاريخ فيمكن لنا أن نضيف على ما جاء في المقدمة إن الشعب يقارن بين حاله وحال حاكمه كما ذكر الدكتور علي البدوي في كتابه (وعاظ السلاطين)، فعندما يجدون حاكمهم ميسوراً وهم يعانون يبدأ رفض كل شيء منه ولو كان جيداً ولو كانوا كذلك يقبلونه من حاكم سابق لم تظهر عليه علامات الثراء.
- هبات الدول وعطاياها تعود لها:
ومما يزيد من أهمية منح المواطنين المال من قبل الدولة أن الأنظمة الحديثة تقتضي ف النهاية دفع المواطن للضرائب، وفي حال قامت هذه الحكومة بحبس المال لديها فإن كمية السيل النقدي تقل وهذا قد يهدد استقرار الأسواق فيها ويؤدي إلى انكماشها وتراجع الصادرات وخسارة فرص العمل مما يؤثر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصاد ي في آن واحد.
- الظلم يعيد البلاد إلى الخلف:
وبما أن الدولة قائمة على أهلها وسعيهم في إعمارها فمثل هذه النتائج للظلم تعيدها إلى الخلف، ولعلنا هنا نفهم ارتفاع مستوى التهرب من التعليم في دول ظالمة وكذلك نفهم انخفاض مستوى إنتاج الفرد كلما زاد الظلم ونحن في البلاد العربية لسنا بحاجة لشرح أكثر حول الموضوع حتى عام ٢٠١١ والله أعلم بما هو قادم وإن كنا نتمناه خيرا؛ وهذا التخلف في البلاد يشمل كافة المستويات وليس فقط العمل والتنمية الاقتصادية، بل ينعكس على ضعف الجيش وتراجع مستوى التعليم والصحة سواء كان ذلك في عصرنا الحالي أو في قديم الزمان؛ وأكد ابن خلدون أن من أسوا صور الظلم (الاحتكار) وحذر منه، حيث رأى فيه سرقة رسمية بحق المواطنين.
- أولى علامات انهيار الدولة (النظام):
- إذا بدأ الانهيار.. فلا نجاة حسب ابن خلدون:
- أهم عوامل الخلل في أي دولة:
والأمر الثاني هو خلل مالي قد يخلق فئة أغنى من الدولة ذاتها فلا يرون سبباً لطاعة الأوامر ويحاولون تشكيل القوانين حسب مزاجهم، هذه الفئة قد تكون أفرادا أو جماعات وهم يتحالفون مع الدولة من أجل تجنب الصدام وهو ما تم تسميته قبيل الثورات العربية بالتزاوج بين رأس المال والحكومة، وهذا التزاوج حرب معلنة على الفقراء يستعين فيها أصحاب الأموال بالقانون والأمن ضد الناس.
ملاحظة: أغفلنا عديد الأقسام في هذا الباب، إما لأنها لم تعد محل تطبيق ولأنها أصبحت مسلمة لدى الناس يعرفونها جميعهم أو لأنها ذات طابع ديني بحت ليس هو الهدف من الملخص، فنحن نهدف للتركيز على النقاط المهمة التي لا يعرفها معظم الناس في هذا الملخص، ونذكر بأن قراءة الملخص من قبل المختصين لا تغنيهم عن قراءة المقدمة كاملة.
الباب الرابع: في البلدان والأمصار وسائر العمران:
جاء في هذا الباب الأفكار التالية:- وجهة نظره في الأبنية العظيمة في سابق الزمان:
- جمع عدد كبير من العاملين في المشاريع.
- القدرة على خلق المعدات اللازمة لمثل هذه الأصرحة الضخمة.
- حسن التنظيم والإدارة.
- أن هذه الدول العظيمة لو مات حاكمها تبقى قوية إلى حد كبير يمكن الحاكم التالي من إكمال البناء من دون حاجة للتوقف.
فرأي ابن خلدون يقوم على أن الأبنية العظيمة تأتي من دول قوية وعظيمة، لأن البناء المميز يحتاج للعمال ويحتاج للإدارة الجيدة والمعدات المفيدة وليس بسبب طول الناس ولا عرضهم ويحتاج كذلك أي مشروع للزمن الكاف من أجل اتمام إنشائه.
- لماذا تأخر إعمار أفريقيا حتى الأن؟
ومما يؤكد كلام ابن خلدون أن الدول العربية في أفريقيا والتي استقر فيها الحكم لنظام ما تطورت بشكل أكبر بكثير من دول أخرى غير عربية في القارة، لكن مؤخراً وبعد تطور النظام في جنوب افريقيا واستقراره ف أنغولا مثلاً بدأنا نشهد إعماراً ومدناً متطورة تقام هناك.
لماذا لم يترك العرب والمسلمون أثارا كثيرة أو عظيمة كما ترك الفراعنة أو الفرس؟
أجاب ابن خلدون عن هذا السؤال بعدة عوامل نسردها على شكل نقاط للتسهيل على القارئ..
- الطبيعة البدوية للعرب التي تبقى معهم مهما طال الزمن.
- أنهم كانوا أجانب على الدول التي قاموا بفتحها.
- أنهم استغنوا عن العمران بالاعتماد على ما وجدود في هذه الدول.
- الدين الإسلامي الذي ينهى عن المغالاة في البنيان والإسراف.
- قصر طول مدة استقرارهم في المناطق التي سيطروا عليها لأن الحروب المستمرة كانت تخرجهم منها بعض الأحيان، مما أوحى نفسيا بعدم نجاح الإعمار الذي يحتاج لطول الأمد.
- تسرعهم في التخطيط للمدن والبناء فيها، حيث أكثر ما كانوا يركزون عليها سهولة الزرع وسهولة الرعي وما إلى ذلك من الحاجات الأساسية غافلين عن أهمية المرافق الأخرى.
- الفرد قادر على تدمير مدينة بكاملها:
هذا ما ذكره ابن خلدون عن خطورة الفرد الفاسد الوحيد، وهذا بالفعل ما نشاهده بأم أعيننا في أرض الواقع، والمطلوب منا واضح هو القيام بردة فعل نوضح فيها للكاذب كذبه ورفضنا لما يأتي به وعدم قبولنا إياه والتصفيق له.
- مفاسد الحضارة حسب ابن خلدون:
- طاعة الشهوات وضعف التوازع الديني.
- زيادة صعوبة الحياة بسبب كثرة الحاجات الجديدة المخلوقة.
- غلاء الأسعار بشكل مبالغ به.
- سيادة مبدا الغاية تبرر الوسيلة.
- ارتفاع نسبة التفنن في شهوات البطن (أنواع الطعام وطرق تقديمه وأشكاله) وشهوات الفرج (كظهور أنواع غير سوية من العلاقات الجنسية كاللواط إضافة إلى زيادة العلاقات غير الشرعية).
ولا يمكن لنا مهما كان منطلقنا الفكري الذي نتحدث منه (ديتي - علماني .. الخ) أن ننكر ما ذكره ابن خلدون من مفاسد للحضارة، فعلينا أن نتذكر أن الحضارة لديه تعني نقطة القمة التي تبدأ بعدها انحدار الدول وهذه المفاسد ظهرت حتى في الحضارة الإسلامية عندما وصلت أوجها وبدأت في طور الانهيار، ولو نظرنا للحضارة الحديثة المقامة حالياً في العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية. فإننا نجد كل ما سبق ولعل هذا إشارة قوية إلى أن هذه الحضارة وصلت أوجها وسوف تدخل الأن ف طور الهبوط بل هو حاصل فعلا، فحسب العديد من التقارير الصادرة عن مراكز أبحاث عالمية فإن الصين ستكون الدولة رقم ١ في العالم عام ٢٠٣٠ كما ذكرنا سابقاً وقد تكون الهند القوة الثالثة أو الثانية؛ هذا يعني أن الصين تعيش الآن في طور النمو حتى تصل القمة وعندها سنرى نفس السيناريو يتكرر هناك فتصبح الصين غالية الأسعار ويسود فيها الفساد الأخلاقي والأنماط الاستهلاكية حتى تظهر قوة جديدة وتصعد وتمر بنفس الطور.
ابن خلدون يفسر لنا ارتكاز كل ثورة عربية على مدينة معينة بعيدة عن العاصمة؛ فالجميع شاهد كيف كانت سيدي بوزيد مركز انطلاق الثورة التونسية وكذلك الحال في ليبيا مع بنغازي إلى ما غير ذلك من ثورات، ابن خلدون لديه تفسير لارتكاز كل ثورة أو بدء مرحلة سقوط النظام وخلق الدولة البديلة على مدينة، فقد شرح ف المقدمة أن سلطة النظام مع بدء مرحلة هرمه تضعف في المناطق البعيدة مما يؤدي إلى خلق قيادات جديدة فيها، وهذه القيادات تنشا بسبب الفطرة الإنسانية على وجود قيادة مما يدفع البعض للقفز والتدافع مع الأخرين من أجل هذا المنصب فتنشأ قيادة جديدة وتظهر المدينة القاصية كأنها مستقلة في بداية تضادها مع النظام لأن الأخير يكون عاجزاً عن فرض سلطاته في كل مكان، وتبقى تلك المدينة المركز حتى تتحرك المدن الأخرى على نفس النحو وهذا كان جلياً جداً في الثورات العربية التي بدأت ف عام ٢٠١٠.
- لماذا تختلف لهجات المدن ف الدولة الواحدة:
ويعود التنوع الديني إلى قدوم الأديان السماوية الثلاث بالتناوب مما جعلنا نرى بعض المدن ترتكز فيها ديانة ما غير الإسلام في منطقتنا العربية، أما العرقي فهو عائد إلى تناوب المستعمرين للبلاد (عبر التاريخ وليس فقط في العصر الحديث) مما يدخل كلمات جديدة إلى البلاد مع كل استعمار جديد وف المنطقة التي يسيطرون عليها، وكلما كانت لغة أهل المدينة أقرب للعربية فهذا يعني أن سكانها منحدرين بغالبيتهم من أعراق عربية أو أنهم أكثر تمسكاً بالدين الإسلامي أو أقل تعرضا للاستعمار الأجنبي.
الباب الخامس: في المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع
جاء في هذا الباب الأفكار التالية:- العلاقة بين العمران والأعمال والرزق:
ومن الواضح أن كل بلاد تشهد طفرة في الإنشاءات والبناء تشهد معها ارتفاعاً في معدل الدخل للناس مهما كانت صنعتهم، كما أن هناك دولاً في هذا العصر لا تملك أي مصدر طبيعي للثروات لكنها تملك تنويعا كبيرا في الأعمال ساعدها على إنعاش الدخل الفردي ومنه كان تنشيط حركة الاقتصاد ككل فأصبحت قوة اقتصادية عالمية.
- استخراج الكنوز والمال المدفون:
وأكد ابن خلدون أن الخرافات الشائعة حتى الآن من تحول الذهب لديدان وخروج مقاتلين لحماية الدفائن ما هي إلا كذبة منتشرة في كل بقاع الأرض منذ الزمن البعيد وليس في عالمنا العربي وحسب، وتحدث عن أن الإيمان بهذه الأمور يأتي عندما يعجز البعض عن الكسب بشكل طبيعي فيصدق الخرافات ويسعى إليها مما يساعد على نشرها وجعلها حية حتى يومنا هذا.
وأما عن مصير الأموال في الأمم السابقة فقد رأى أنها نقلت من بلد إلى آخر عبر التاريخ، كما أن بعضها تحول لأمور ملموسة مادياً كالمباني التي نراها شامخة حتى الآن والتي تحتاج للمال الكثير من أجل إتمامها، وبالتالي فإن المال لن يبقى في مكان واحد فهو يتحرك ولو نقص في بلدٍ ما، فهذا يعني بالتأكيد زيادته في بلد أخر.
- العلاقة بين المال والجاه:
وللتأكيد على ما جاء به رجلنا الرائع فإن دراسات كثيرة أكدت أن ٧٠% من المشاريع الناجحة ف الولايات المتحدة الأمريكية نجحت بسبب العلاقات التي توفرت لأصحابها وليس بسبب رأس المال أو الذكاء الكبير، ومن الأمثلة على ذلك أننا لو نظرنا للفيسبوك فإن التمويل الذي جاء إليه ليصنع موقعاً عالمياً جاء عبر علاقة مع مالك موقع نابستر سابقاً الذي ساعده بالعلاقات مع المستثمرين.
- المنطق يقول إن علماء الدين لا يصبحون أصحاب ثروة:
- ما هي صفات التاجر الناجح؟
- في ضرورة بيع البضائع في وقت قصير:
وأكد ابن خلدون أن البضائع التي ينخفض أسعارها فجأة ويطول انخفاض سعرها لسبب أو لأخر تؤدي عادة إلى خروج بعض التجار من السوق مفلسين أو خاسرين بشكل كبير.
- الحضارة والصناعة توأمان:
وعلى العكس تماماً فإن اقتراب سقوط الدولة له مؤشر مرتبط بالصناعات، فقد رأى ابن خلدون أن قلة الصناعات وتراجع جودتها مؤشر على تراجع الطلب في السوق مما يعني أننا قد وصلنا بداية الانحدار في هرم الدولة.
- لماذا كان الصناعيون في الحضارة العربية الإسلامية من غير العرب؟
- السبع صنايع ليست ف قاموس ابن خلدون:
أمهات الصنائع لدى ابن خلدون:
يجب أن ندرك أن هناك اختلافاً بين زماننا وزمان واضع أسس علم الاجتماع، فقد رأى ابن خلدون أن أمهات الصنائع هي المهن التي لا يتم العمران إلا بها وهي شريفة بموضوعها وتقديمها ما يخدم عقل وفكر الإنسان.
وبناء على تعريفه لأمهات الصنائع فقد ذكر في مقدمته أن أنها: الزراعة والفلاحة - البناء - النجارة - الحياكة والخياطة - الطب المختص بتوليد النساء بشكل آمن للطفل وأمه - الطب بشكل عام - الكتابة - صناعة النشر (الآن دور النشر والطباعة) - صناعة الغناء بوجود شعر موزون وكلمة راقية.
- الصنعة تصيغ عقل صاحبها:
ملاحظة: لم نقم بنقل تلخيص بعض الفصول في هذا الباب لأنها باتت من الشكل القديم للتجارة والاقتصاد، أو أنها أصبحت مسلمة من مسلمات الحياة التي لا نزيدكم فيها معرفة بهذا الملخص، كما أن علينا التذكير بأن ابن خلدون مؤرخ إضافة إلى فلسفته الاجتماعية لذلك حاولنا التقليل قدر الإمكان من الجانب التاريخي في الفصل هذا.
الباب السادس: في العلوم وأصنافها.
جاء في هذا الباب الأفكار التالية:- التعليم والعلم يميزان الإنسان عن غيره:
- تطور العلوم والصناعات مرتبطة مباشرة بالحضارة:
- أصناف العلوم:
وذكر ابن خلدون في مقدمته عدداً من العلوم مثل علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه وأصوله والطب والمنطق والهندسة وعلم الزراعة إضافة إلى علوم أخرى.
- شرح مقولة ( الإنسان مدني الطبع):
- من شروط كمال الإنسان اكتسابه العلم والمعرفة:
- موقف ابن خلدون من الفلسفة:
ويرى ابن خلدون أن مشكلة الفلسفة المباشرة هي تعارضها مع الدين بسبب خوضها في مسائل الوجودية الواضحة لدينا في الشرائع السماوية، ورفض بالتالي الاستدلال بالعقل على أمور لا نراها لأن ذلك ليس بالجواب الأكيد وقد يتناقض الاستنتاج مع ما جاء في القران والسنة، ولماذا البحث إذن حسب ابن خلدون عن قضايا واضحة في الدين مما أوجب لديه التحذير منها حسب وجهة نظره؛ لكنه في نفس الوقت كان عادلاً عندما مدح الفلسفة بقدرتها على شحذ الذهن وترتيب الأفكار والأدلة. ورأى أن استخدام أساليبها تساعدنا على تقديم براهين صائبة لا جدال فيها، وبالتالي هو يرى جواز النظر فيها والقراءة في مباحثها لكن علينا الحذر مما يخالف شريعتنا.
- السقطة الأكبر لابن خلدون:
فقد أنكر ابن خلدون بشكل واضح امكانية نجاح هذا العلم وحتى إمكانية استخدامه لغايات مفيدة واتهم أصحابها بالسحر أو القرب منه في ظل عدم فهمه لها وكيف تعمل، وهو خطا واضح لأن الكيمياء الآن تقف بشكل مباشر خلف عديد الإنجازات العلمية المختلفة وأهمها الطبية.
- كثرة التأليف ليست ظاهرة صحية:
وهذا التعدد الكبير يؤدي إلى فصور من كثير الطلبة بالمباحث المهمة في مقابل تذكرهم الأقل الأهمية، لذلك طالب بوضوح أن يكون التعليم قائماً على القضايا الأساسية الجوهرية ومن بعدها يتوسع الطالب بجهده البحثي وحسب ما يواجه من تحديات.
- موقف ابن خلدون من الاختصار في التعليم:
ويمكن لنا أن نعلق على ما جاء به ابن خلدون بقولنا إن كلامه صحيح في حال كانت الكتابة لغايات التعليم والعلم، لكن في مجالات الثقافة والمعلومات العامة فإن الاختصار يشجع القارئ نفسيا على القراءة لأن قراءة ١٠٠ صفحة بالتأكيد أكثر تشجيعا من قراءة ١٠٠٠ صفحة.
- موقف ابن خلدون من التشديد على المتعلمين:
الطالب إلى كاذب متبع لأساليب خبيثة للهروب من العقاب.
ورأى ابن خلدون أن هذا الأمر ينطبق تماماً على الأمم، فالأمم التي تتعرض للقهر يزداد فيها نسبة المكر والخبث ورأى أن تعرض اليهود إلى الظلم في فترات من التاريخ أدى بهم إلى هذه الصفات التي يجمع الجميع عليها بخصوصهم.
- وجهة نظر ابن خلدون في تطوير مستوانا اللغوي:
ويمكن لنا أن نضيف هنا القراءة كوسيلة مهمة لتطوير المستوى اللغوي لدى القارئ، لذلك استوجب على من يبحث عن لغة أفضل القراءة والحفظ في أفضل الكتب المكتوبة بلغة ممتازة.
ملاحظة: ورد في هذا الفصل شرح طويل لأنواع العلوم المختلفة التي لا نرى أن هناك فائدة للقارئ بالدخول ف تفاصيلها إن لم يكن مختصاً بأحدها أو يرغب بالاختصاص فيها مستقبلاً، لذلك وكي نضمن أقل عدد من الصفحات للقارئ العزيز بأكبر قدر ممكن من الفائدة كان ذكرها يكفي ولمن يريد معرفة تفاصيل العلوم هذه فعليه باستخدام محرك البحث جوجل وسيجد ما هو أكبر وأكثر تفصيلاً مما ذكره فيلسوفنا الرائع.
كما ورد في هذا الباب شرح مفصل لتطور اللسان العربي الذي لا يهم سوى المختصين بعلوم اللغة وتطور اللسان العربي، لذلك على من كان مهتماً في هذه المباحث فتح مقدمة ابن خلدون والقراءة في تاريخ هذا الشأن.
- خاتمة:
تعليقات
إرسال تعليق