القائمة الرئيسية

الصفحات

الفردانية المعاصرة وتحولات ما بعد الحداثة | ملخص كتاب عصر الفراغ - جيل ليبوفتسكي

إن النزعة الاستهلاكية المتطرِّفة التي يتميَّز بها عصر ما بعد الحداثة، جعلت الإنسان يبحث عن السعادة والرفاهية في المشتريات، وطلبه الحصول على كل شيء في التوِّ واللحظة، مما أدَّى إلى إيغال هذا الإنسان في الفردانية، إلى جانب شخصنته لكل شيء، من شخصنة الجسد بإضفاء طابع القداسة والكرامة عليه، ومن ثمَّ أصبح التعري احترامًا وتوقيرًا له، ويصير الستر تنميطًا مستهجنًا لا بدَّ من محاربته، إلى شخصنة الدين بطلب دين على المقاس، وحسب الطلب، وصولًا إلى مرحلة الفراغ حيث يكمن الحل الوحيد في الانتحار!

  • لمن هذا الكتاب ؟
لدارسي الفلسفة والمنطق.
للباحثين عن فهم أسباب انتشار الدعابة والشتائم الجنسية.
لمن يريد الوقوف على الأسباب التي أدت إلى انتشار الانتحار.
  • معلومات عن المؤلف:
جيل ليبوفتسكي Gilles Lipovetsky، فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي، له عدد من الدراسات والبحوث في نقد الحداثة وما بعد الحداثة والعولمة والرأسمالية والنيوليبرالية، وتفكيك بنى المجتمعات الاستهلاكية.
له مؤلفات عديدة، منها: "مملكة الموضة"، و"المرأة الثالثة"، و"الترف الخالد"، و"الشاشة العالمية"، و"أفول الواجب".

  • إغراء في كل مكان.
إذا نظرت من حولك ستجد أن الإغراء قد عمَّ كل شيء، وأصبح الإنسان متحررًا من كل سلطة تقيده أو تضبط مساره، فالمجتمع ما بعد الحداثي من خلال ثقافة الاستهلاك المستندة إلى تكثير المعروض، يقوم بتوسيع مجال اتخاذ القرارات، فلا يجد الإنسان بُدًّا من أن يختار، ومن ثم يتم الحد من الأُطر التقليدية المتصلِّبة والسلطوية، وفق عملية تقوم على "الشخصنة".

وقد دخلت الشخصنة على جميع المجالات، ففي المجال الطبي تم إضفاء الطابع الذاتي للمرض، حيث يرى ليبوفتسكي أنه أصبح من غير المسموح أن يعيش المريض بسلبية، ومن ثم تعدَّدت وتنوَّعت طرق العلاج غير التقليدية، كالعلاج بالإبر والأعشاب والتطيُّب الترياقي والعلاجات الرخوة، ما يعني القطيعة مع المؤسسات الاستشفائية حتى الأعراف والتقاليد لم تنجُ من آفة الشخصنة، فالاختلاف وعدم التوافق قد أصبح موضة هذا العصر، وكل تنميط وتكلُّف لم يعد مرغوبًا فيه، ما أدَّى إلى تحرُّر الإنسان من الأدوار والعقد، فالمجتمع ما بعد الحداثي يرسي ثقافة التحرُّر من كل شيء، والذي يطال الجنسين، وجميع الفئات العمرية، كما أصبحت تربية الأطفال متسامحة، متساهلة، خالية من السلطوية (سلطة الأب والأم)، وحلَّ بدلًا من ذلك ثقافة الاستماع وتلبية جميع الرغبات، وأصبح المسنُّون أشخاصًا في العقد الثالث أو الرابع من العمر!
كما يرى ليبوفتسكي أنه قد شاعت ثقافة الصم والبكم، فنحن نشهد انفجارًا في عالم الموسيقى والغناء يدعونا إلى الذهول، فبعد أن كانت الموسيقى في عصر الإنسان السلطوي الانضباطي محصورة في أماكن معينة وأوقات محدَّدة، أصبحت في عصر ما بعد الحداثة يتم الاستماع إليها من الصباح إلى المساء وفي كل مكان! وأضحى واجبًا على كل واحد منَّا أن يقوم بإدارة رأسماله الجمالي والعاطفي والجسدي على أفضل ما يكون، كما تتجلى ثقافة الإغراء في إدمان الجنس، وتفشِّي الإباحية، فهي تلغي النظام السلطوي القائم على الرقابة في سبيل (مشاهدة وفعل وقول) كل شيء، فما الإباحية إلا ثقافة "كل شيء مسموح" والتصرف الحر في الجسد، والحرية في ممارسة الجنس، فجسدك أصبح هو "أنت" ومن ثم ينبغي الاهتمام به وعشقه وإظهاره وعدم ستره، فأضفت ما بعد الحداثة على الجسد كمالًا، فجعلت بذلك العُري والجسد العاري دليلًا على احترام هذا الجسد واعترافًا بكماله وكرامته!

  • نرجسية ولا مبالاة تجاه كل شيء.
أضحى الإنسان ما بعد الحداثي عبارة عن "نرجس" الذي لا يُلقي بالًا للماضي ولا يعير اهتمامًا للمستقبل، فهو يريد أن يعيش الحاضر وحسب، وأصبحت الثقافة السائدة "كل شيء وحالًا"، ما يعني بروز ملامح جديدة للفرد في علاقاته مع ذاته، ومع جسده، ومع الآخر، ومع العالم والزمن، فالقلق يحيط به من كل جانب والخوف ينهش أوصاله، من نشوب حرب نووية، ومع تنامي الكوارث البيئية، والخوف من نهاية العالم، صار المستقبل مهددًا وغير مؤمَّن، فدفعه ذلك نحو الحط من الانضباط والسلطوية والادخار، مقابل تقديس الرغبة وإشباعها، فينكفئ على نفسه طالبًا العيش الآني؛ وفَقَدَ الشأن العام حيويته، وأصبحت القضايا الكبرى حدثًا عارضًا كأي حدث عادي؛ فقط الفضاء الخاص هو الذي خرج منتصرًا من اللامبالاة العارمة، كما أصبح العيش دون مثل أعلى أو غاية أمرًا ممكنًا، فاهتمام الناس صار مقتصرًا على تأمين الصحة والحياة المادية والتخلُّص من أي عقد.

كما يشهد المجتمع ما بعد الحداثي شغفًا غير مسبوق نحو معرفة الذات وتحقيقها، ويتضح ذلك -كما يرى ليبوفتسكي- من خلال كثرة المنظَّمات العاملة في المجال النفسي، فضلًا عن التأمل والرياضات الشرقية، فمن العلاج الجشطالتي، والتحكُّم في العقل، والتاي تشي، إلى الوخز بالإبر، واليوغا؛ يهدف الإنسان من وراء ذلك إلى "تحرير الأنا" ليبلغ الاستقلالية والتحرُّر دائمًا، فهو يريد أن يحب نفسه على نحو كافٍ حتى لا يحتاج إلى أي شخص آخر يجعله سعيدًا.
ولكي تكون حياة النرجسي (المهووس بنفسه) قابلة للعيش، فإنه يجعل "الأنا" شغله الشاغل، وهمه الأكبر "تنمية الذات"، فلا يهتم ولا يبالي بتحطُّم العلاقات الأسرية أو الاجتماعية لأنه يستطيع أن يغرق في ذاته، ما يعني هشاشة العلاقات الإنسانية، وتعميق تفتُّت المجتمع، ويرى ليبوفتسكي أنه مع الإغراق في الفردانية والانكفاء على الذات "تتآكل الأنا" فتذوب الهويات الصلبة والأدوار الاجتماعية، وتتلاشى الغيرية، فتتحقَّق المساواة المطلقة، وتمَّحي الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة، بل وتتلاشى الغيرية بين الإنسان والكائنات الأخرى، فيتحرَّر الإنسان ما بعد الحداثي بذلك من آخر القيم الأخلاقية والاجتماعية!

  • عبادة الجسد.
يعد الاهتمام والرعاية التي يلقاها الجسد تتويجًا حقيقيًّا لثقافة "عبادة الجسد"، فقد أضحى الجسد محلًّا للاستثمار الذي يتجلَّى في آلاف الممارسات اليومية، واختفى التمييز بين الجسد والذات، وصارا واحدًا، فالجسد هو أنت، وأنت هو الجسد، ولم يعد الجسد في زمن ما بعد الحداثة مجرد آلة، بل هو تعبير عن هويتنا وكينونتنا، لذا فليس هناك من سبب للخجل منه، ما أوجب استعراضه عاريًا في كل مكان وكل مناسبة، إذ لا بدَّ من احترامه وتوقيره، ومن ثمَّ السهر على حفظه ورعايته، والحيلولة دون تهالكه، ومحاربة علامات تدهوره، من خلال إعادة تدوير دائمة ومستمرة عبر جراحات التجميل، وممارسة الرياضة، والحمية، كما اختفت ثنائية الجسد والروح، وأصبح إضفاء طابع الشخصنة على الجسد ونفسنته تستدعي ضرورة الشباب والصراع مع الزمن -كما يرى ليبوفتسكي- أن بقاء الإنسان شابًّا وعدم تقدُّمه في السن، ألجأته إلى التعبير الجسدي، واليوغا، واليوتونيا، والعلاج الجشطالتي، وغيرها من الرياضات الشرقية، فعملية شخصنة الجسد رسَّخت الشعور الدائم بالقلق الناتج عن الخشية من التقدُّم في العمر وظهور التجاعيد، ما دفع الإنسان إلى الهوس بالصحة والجمال من خلال الإفراط في استهلاك العلاجات الطبية، والتردُّد على عيادات التجميل، فقد صار التقدم في العمر والهِرَم سُبَّة، وأضحى وعي الجسد بالجسد غاية النرجسية التي يتمتع بها الإنسان ما بعد الحداثي، مما أدى إلى نشوء ثورة جنسية!

حيث يتم تشجيع الجنس البارد والعلاقات الحرة والمنحرفة، والحث على تقليل الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة، فلم يعد مفهوما الرجل والمرأة من الوضوح كما في الماضي، ولم تعد الممارسات المنحرفة كالمثلية الجنسية تلقى أي اعتراض، فالممارسات الجنسية بكل أشكالها وانحرافاتها أصبحت مقبولة وغير مستهجنة، وارتخت جميع المرجعيات الاجتماعية والدينية وتمَّت شرعنة جميع أنماط الحياة في الوقت الذي يتم فيه إدانة التنميط والغيرة والتملك، يُراد من وراء ذلك إفراغ الجنس من أي توتر عاطفي يعكر صفو اللامبالاة والتحرر، إذ يعمل كلٌّ من التحرر الجنسي، والحركات النسوية، وانتشار الإباحية على إبقاء التوترات العاطفية بعيدة، وبناء الحواجز ضدها، ما يؤذن بموت "ثقافة العاطفة"، فيعيش الجميع في قبوٍ من اللامبالاة بعيدًا عن العواطف والأهواء الخاصة وأهواء الآخرين، فالإحساس والشعور أصبحا من الممنوعات!

  • الحداثة وما بعد الحداثة.
تقوم الحداثة على هجر كل تقليد، وتقديس كل ما هو جديد متغير، فهي تتميز بالقطيعة واللاستمرارية، فالحداثة تأبى التوقُّف، ودائمًا مكرَهة على الإبداع والتغيير والهروب إلى الأمام، فالحداثة عبارة عن عملية نفي غير محدودة، ولا تدخر أن تنفي نفسها! فهي شكل من أشكال التدمير الذاتي الخلاق، بحيث يتحول الجديد بمجرد وجوده إلى قديم؛ ومنذ نصف قرن والحداثة فقدت قدرتها على التغيير والابتكار، وما عاد المبدعون إلا أناسًا يقلِّدون ما هو قديم في ثوبٍ جديد، وتلك هي ما بعد الحداثة التي تقوم باستغلال متطرف للمبادئ الحداثية.
ويرى الكاتب أن "الثقافة المُتعيَّة" التي كانت محصورة في مجموعة الفنانين والمثقفين، أصبحت في عصر الحداثة سلوكًا عامًّا، وقد ظهرت في الحياة اليومية مع ظهور الاستهلاك الجماهيري بداية العشرينيات من القرن العشرين، وسبب ظهور ثقافة المتعية ليست الحداثة ذاتها، بل الرأسمالية، وذلك من خلال انتشار سلع كانت تعد سلعًا "تَرَفية - كمالية" بفضل الدعاية التجارية والموضة والإعلام الجماهيري، وعلى نحو أساسي بسبب "القروض" التي ضربت "مبدأ الادخار" في مقتل، فقد كانت القروض معول الهدم الأساسي للقيم والأخلاق التقليدية لأن عملية الشراء كانت تحتاج أولًا وأخيرًا إلى الادخار، وبفضل القروض أضحى الإنسان يُشبِع رغباته وحاجاته في الآن والحال؛ لقد تركت الأخلاق التقليدية مكانها لقيم تقوم على المتعة والإشباع، مشجِّعة على الإنفاق والاستمتاع بالحياة والاستسلام للنزوات الخاصة.

وتتجلَّى أهم مطالب ما بعد الحداثة في "الحرية الفردية"، إذ نجد طوفانًا من المطالبات بالحرية الفردية في كل شيء: الحرية الجنسية، والزيجات الحرة، والزيجات المنحرفة، والتحرُّر من إنجاب الأطفال، إلى جانب العلاجات والرياضات الشرقية التي تهدف إلى تحرير الأنا، وتقليل الفروق بين الجنسين، وتقليل الفروق بين الأجيال من خلال محاربة التقدُّم في السن؛ كما يتميَّز عصر ما بعد الحداثة بشخصنة المجال الديني، من خلال دمج وخلط التوراة والقرآن والإنجيل والبوذية معًا ليخرج دين على المقاس، وحسب الطلب، بل قد يقضي الفرد وقتًا كمسيحي، ووقتًا آخر كمسلم، ووقتًا ثالثًا كبوذي، ووقتًا رابعًا كمريد للإله كريشنا، متقلبًا كيفما شاء بين الفلسفات والأديان، وذلك كله نتيجة الشخصنة، والإيغال في الفردانية، فقد مُزِّقت كل القيود لأجل حرية معربدة وفاحشة، ومن أجل تمجيد غريزي للجسد والذات، فلا تعدو ما بعد الحداثة أن تكون وجهًا آخر للتعبير عن الانحطاط الأخلاقي والجمالي لعصرنا.
  • ثقافة الدعابة والعنف.
كانت الدعابة في السابق مستهجنة وغير مقبولة كونها تشجِّع على التفاهة والدونية، بينما ما يميِّز مجتمع ما بعد الحداثة هو السيل الجارف من الدعابة، وإزالة الحواجز التي تفصل بين ما هو جاد وما هو هزل، فقد ألحقت الدعابة بجميع فضاءات الحياة الاجتماعية، وصار الإنسان يلقي النكات من الصباح إلى المساء، ولم يعد أحد يؤخذ على محمل الجد، وأصبح كل شيء مدعاةً للضحك والسخرية، وأصبحت الأفلام والمسلسلات تمنح "البذاءات" فضيلتها في إثارة الضحك، فالطابع الجدِّي أصبح محظورًا، ورغم الكم الجارف من الدعابة فإن الإنسان ما بعد الحداثي المنكفئ على ذاته، الموغل في الفردانية، يجد صعوبة بالغة في الضحك والفرح!
كان العنف في عصر ما قبل الحداثة يقوم على قيمتي الانتقام والشرف، فقد كانت العلاقات بين الناس أهم وأعظم من علاقة الإنسان بالأشياء، وكانت المصلحة الجماعية مقدمة على المصلحة الشخصية، فقد كان الإنسان يرى ضرورة التضحية بالنفس في سبيل المصلحة العليا للجماعة، وكان التعبير عن أولوية الكل الجماعي على العنصر الفردي يتخذ شكل الانتقام والشرف؛ فازدراء الموت وعدم الخوف منه، ورخص الحياة مقابل الصالح العام، إلى جانب عدم تحمُّل الإهانة أو السب والشتم كان ما يميِّز عصر ما قبل الحداثة.
كذلك نشأت الدولة الحديثة في خضم التحرُّر من قيمتي الانتقام والشرف، ولم تعُد الحرب مرادفة للانتقام، فالانتقام ضد النظام الدولاتي -الدولة وتطورها- وبذلك فَقَدَ الانتقام شريعته بسبب سيطرة الفردانية على المجتمعات، وبالتحديد على يد الدولة الحديثة التي احتكرت العنف الجسدي المشروع، إذ يرى ليبوفتسكي أن المجتمعات التي تقوم بتغليب النظام الجماعي على النظام الفرداني يظهر فيها العنف والقسوة كنتيجة لعدم إعطاء قيمة للحياة الشخصية أو الألم الشخصي مثلما تفعل المجتمعات الحديثة.

فبسبب سعي الإنسان ما بعد الحداثي وراء الرفاهية والمتعة قد أصبحت علاقته بالأشياء أهم من علاقته بالناس، وغدت الحياة هي القيمة العليا، ومن ثم لم يعد له رد فعل تجاه المهانة أو العار، فحلَّت بذلك أخلاق المنفعة الشخصية محل الشرف والانتقام، فلا يتعيَّن الاعتقاد بأن سبب غياب العنف في المجتمع ما بعد الحداثي هو التربية الانضباطية، بل السبب راجع إلى منطق الشخصنة والفردانية التي تفضِّل التواصل السلمي، وتقديس الجسد والحفاظ عليه، إلى جانب كره الموت.

وفي الوقت الذي أخذ فيه العنف الجسدي في الانزواء جانبًا أصبح العنف اللفظي هو البديل؛ وأصبحت الشتائم تتصف بالطابع الشخصي، وغالبًا ما تكون شتائم إباحية جنسية، وفي النهاية فإنه متى استفحل الانعزال الفرداني وتفاقم، فإن الهشاشة والضعف تزداد -خصوصًا في فئة الشباب- وتشيع الأمراض النفسية كالتوتر والكآبة، ومن ثمَّ ينتشر الانتحار!
  • وختامًا
فإن الإغراء الذي يحيط بالإنسان من كل جانب قد دفعه إلى التحرُّر من القيود السلطوية التي تحكمه، فأغرق نفسه في المتعة، وانكفأ على ذاته طالبًا تحرُّرها، فعكف على ممارسة الرياضات الشرقية ليحرِّرها، كما أصبح يضفي طابع الشخصنة على كل شيء، فقام بشخصنة الجسد فأدَّى ذلك إلى عبادته بإصباغ الكمال عليه وأصبح التعرِّي تعبيرًا عن احترامه، كما ذهب إلى شخصنة الدين طالبًا دينًا على المقاس، فدفعه ذلك إلى خلط الأديان بعضها مع بعض ينتقي منها ما يشبع رغبته.

كما انتشرت الدعابة وأضحى القول الجاد لا يحتمل، إلى جانب انتشار الشتائم الجنسية بديلًا عن العنف الجسدي، فالجسد أصبح مكرمًا فلا يتعيَّن الاعتداء أو التعدي عليه، ونتيجة إيغال الإنسان المعاصر في الفردانية وطلب العيش الآني، أصبح لا يعير الماضي أو المستقبل أي اهتمام، وأصبح ضعيفًا وهشًّا وقلقًا وكئيبًا وتلك مرحلة الفراغ التي تدفعه إلى الانتحار!

تعليقات