لست وحدك من تضايقه المشاكل المالية او ترهقه صعوبة تحقيق الاهداف المرغوبة، مؤلف هذا الكتاب جيم رون عندما ترك الكلية وبدأ العمل كمدير للموارد البشرية.. عمل جاهداً لمدة ست سنوات ومع ذلك ظل في نفس الوضع وبنفس الراتب، لكن تغيرت الأمور عندما قابله معلمه إريل شوف، وبتوجيهات شوف تعلم رون استراتيجيات فعالة لبناء الثروة من خلال الانضباط والجهد المركز؛ وبتطبيقها أصبح مليونيراً في سن الواحد والثلاثين؛ في حين أن الثروة والنجاح يمكن أن تعني أشياء مختلفة للناس؛ هناك بعض الاستراتيجيات يمكن أن تساعدك: سواء أردت أن تصبح مليونيراً أو أن تتخلص من الديون، وفي هذا الملخص سوف تتعلم كيف تنطلق في رحلتك الى النجاح بنصيحة من مليونير بنى نفسه بنفسه.
- أولاً: أهم أمر هو تحديد الهدف والتركيز عليه:
من الجيد أن تجعل لنفسك هدفاً تلو الهدف ذلك الأمر يدخلك في دائرة متتاليةٍ من تحقيق الأهداف، وتبعد عنك الشعور بالملل والفراغ، حدث ذلك لرواد فضاء سفينة أبولو بعدما عادوا من رحلتهم إلى القمر؛ للأسف كثير منهم أصيب بالاكتئاب..، لأنهم لم يعد لديهم أي شيء يعملون من أجله، حالياً يضع رواد الفضاء أهدافا للعمل عليها بعد انتهاء مهامهم كجزء من تدريبهم الالزامي؛ أنت أيضا يجب أن يكون لديك أهداف عديدة، ومن المهم أن تخصص بعض الوقت لتدوينها فكر فيما تريد إنجازه في العشر سنوات القادمة.. ثم اكتب قائمة بتلك الأهداف بأسرع ما يمكن، جرب كتابة خمسون هدف؛ وبعد أن تكتمل قائمتك.. صنف كل هدف إلى فئة واحدة من أربع فئات بناء على المدة التي تعتقد أنه سيستغرقها، سواء كانت سنة أو ثلاث أو خمس أو عشر سنوات.. بعد ذلك وازن قائمتك حتى لا يكون لديك الكثير من الأهداف في فئة واحدة؛ ثم احذف بعض الأهداف من الفئات التي بها أهداف كثيرة، وأضف أهدافا جديدة إلى الفئات التي بها عدد قليل.. ثم حدد الأهداف الأربعة الأكثر أهمية في كل فئة..
يجب أن يكون لديك الآن قائمة من ستة عشر هدفاً.. أخيراً اكتب فقرة وصفية واحدة عن كل هدف؛ في النصف الاول من كل فقرة، قم بوصف الهدف بالتحديد إذا كان شيئاً تريد شراءه مثلاً.. اكتب الشكل واللون والتكلفة وأي تفاصيل أخرى مهمة، أما في النصف الثاني من الفقرة اكتب لماذا تريد تحقيق كل هدف؛ وإذا لم تجد سبباً قوياً لهذا الهدف فربما يكون هدفاً غير مهماً ولا يستحق التفكير فيه، وفي هذه الحالة فكر في تعويضه بهدف آخر؛ بعد أن تنتهي ستكون قادراً على الرجوع إلى قائمتك للتحقق من تقدمك، ومراجعة أي الأهداف لا تزال مهمة بالنسبة لك.
- ثانياً: الاعتماد على التعلم الذاتي يساعد على تحقيق الثروة وتنمية الشخصية:
لحسن الحظ ليس عليك أن تنفق الوقت والمال في الجامعة، لتتعلم كيفية زيادة ثروتك؛ فهناك التعلم الذاتي، هناك طريقة سهلة للبدء وهي التعلم من حياتك اليومية؛ حدد وقتا للتأمل في نهاية كل يوم وحاول أن تتذكر كل حدث مهم بالتفصيل، وحاول التعرف على أي شيء قمت به وهل نجح بشكل جيد أم لا؟
سيخبرك هذا بما يجب أن تكرره وما يجب أن تتجنبه في المستقبل..
طريقة أخرى لاستخدام التعلم الذاتي لتحديد استراتيجيات النجاح، وهي الإعتماد على المعرفة من الكتب وأشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية وقراءة السير الذاتية للأشخاص الناجحين؛ أثناء قراءتك لنصائح الناجحين لابد أن هناك أسئلة عندك تريد أن تجد لها إجابات، فلماذا لا تسأل تلك الأسئلة إلى شخص يمكنه أن يعطيك أجوبة جيدة... وإليك طريقة لفعل ذلك:
ابحث عن شخص تعتبره ثرياً وناجحاً وادعوه إلى العشاء، وهذا يعني أن عليك دفع الفاتورة والتي قد تكون باهظة الثمن، ولكن الثمن يستحق إذا استخدمت وقتك بشكل فعال لتسأل اسئلة عن استراتيجيات لزيادة دخلك، كلما قضيت وقتاً أطول مع الناجحين كان ذلك أفضل.. لذلك حاول حضور حوارات أو ندوات لمراقبة سلوك الناس الذين تحترمهم وانتبه لسلوكياتهم وتصرفاتهم البسيطة من طريقة التحدث ومصافحة الناس وغير ذلك، أياً كانت الطريقة التي تختارها لجمع المعلومات فهي تستحق استثمار القليل من الوقت والمال.. خصص ثلاثون دقيقة على الأقل في اليوم للتعلم وجزء صغير من دخلك كل شهر لذات الغرض.
- ثالثاً: ارفع من قيمتك وانتاجيتك.
هل تأملت يوماً مسار حياتك وخططك وأدركت أنك شخص فوضوي لا يخطط لشيء ولكنك حقاً ترغب في التغيير؛ للأسف يبحث كثير من الناس عن طريقة لتحسين ظروفهم مع عدم تغيير سلوكياتهم.. مثلاً للحصول على زيادة في الراتب قد تتفاوض مع رئيسك أو ربما تهدد بترك العمل.. هذه الأساليب يمكن أن تكون فعالة في وقت ما، ولكنها لن تجدي في الحصول على زيادة مرة أخرى.. بدلاً من ذلك ماذا لو قمت بزيادة قيمتك من خلال إنتاجية أعلى؟ وأداء أفضل ومهارات جديدة؟ ستجعل رئيسك يريد رفع راتبك بنفسه دون أن تطلب ذلك، كما أن المهارات التي ستكتسبها سترفع من قيمتك حتى، لأن تأجيل المهام الصعبة في العمل يؤدي إلى تراكم المهمات، ومن ثم سرعان ما تنتهي خططك بدون تنفيذ، وهناك عائقان آخران أمام تطوير الذات.. وهما إلقاء اللوم على الاخرين وتقديم الأعذار؛ عندما تخطئ فمن السهل توجيه الاتهام لشخص آخر، مع أنك السبب الرئيسي في هذا الخطأ، وعندما تفعل هذا فتأكد أنت تعيق تطورك، إذا لم تعترف لنفسك أن الاخفاقات التي تواجهها بسببك، فلن يكون لديك أي قدرة على تحمل المسئولية، ولن يكون هناك ضمانا أنها لن تحدث مرة أخرى، بينما تعمل على تطوير نفسك تذكر أنه من الأفضل أن تسير بخطوات صغيرة:..
مثلاً دعونا نقول أنك تريد أن تكون أكثر التزاماً في حياتك؛ حاول ضبط المنبه مبكراً ببضع دقائق فقط كل يوم عن اليوم السابق؛ بذلك سيكون لديك الوقت الكافي لتناول الافطار في الصباح دون الحاجة إلى التسرع للخروج، تأكد أن نجاحك سيشجعك على بذل المزيد من الجهد وازالة المزيد من العقبات.
- رابعاً: اعتمد قاعدة سبعين ثلاثين، ولا تخشى دفع الضرائب:
بالنسبة لمعظم الناس فإن كلمة الضرائب هي كلمة مخيفة، وتعني حسابات النفقات وخصم أجزاء من دخلك؛ الأسوأ من ذلك أنك تشعر أن الضرائب ظلم لك، فقد تفكر لماذا لا أحتفظ لنفسي بكل أموالي الذي كسبتها باجتهادي؟
في بداية حياته المهنية سأل المؤلف نفسه نفس السؤال أيضا، ونصحه معلمه بأن يقنع نفسه أن الحكومة تؤدي له خدمات مهمة؛ مثل التعليم والصحة ومساهمته في ذلك ستجعله يشعر بالرضا ولا يحزن من دفع الأموال، بعد ذلك اعتمد على القاعدة سبعين ثلاثين..
الفكرة بسيطة يمكنك إنفاق سبعون بالمئة من دخلك الشهري على الحاجات الأساسية، مثل الإيجار والطعام والترفيه.. الثلاثين بالمئة الباقية على النحو التالي.. أولاً تبرع بعشرة بالمائة من دخلك للجمعيات الخيرية لتساعد المحتاجين، وضع عشرة بالمئة في المدخرات حتى تتمكن من جمع مبلغ جيد على مر السنين، أخيراً استثمر العشرة بالمئة الأخيرة، وهناك طرق تقليدية للقيام بذلك.. مثل الاستثمار في العقارات، وهناك أيضا طرق غير تقليدية، مثل التربح من هواياتك.. من خلال اعتماد قاعدة ثلاثين سبعين ستكون إيجابيا ولن يحزنك فقد المال.
- خامساً: تنظيم الوقت من الفطنة والحكمة.
ما هي طريقتك في الموازنة بين العمل والحياة؟ هل أنت فوضوي؟ شخص يقاوم أي قيود على وقته ويرغب فقط في الحصول على وظائف مؤقتة؟ أم أنك مدمن على العمل وتقضي كل لحظة في عملك؟ ربما أنت في الوسط بين هذا وذاك، تعمل من خمسة إلى تسع ساعات يوميا، ولا تريد الدخول في أعمال تأخذ منك وقتاً أكثر؛ لكن لا شيء من هذا كله مثالياً.. من الصعب أن تختار بين النجاح ولكن مع عمل شاق؛ و الاسترخاء ولكن مع دخل مادي قليل، أنت تحتاج إلى تخصيص وقت لكل جانب من جوانب حياتك.. العمل الشاق أحيانا وقضاء الوقت مع الأسرة أحيانا أخرى، وحتى القيام بأي شيء.. عندما تكرس الكثير من الوقت لواحدة من هذه الجوانب فقط يصبح أسلوب حياتك غير متوازن على المدى الطويل.. فمثلاً هذا موظف قرر أن يبدأ عمله الخاص، وتأسيس شركته الخاصة بعد أن كان يقضي وقتاً طويلاً كموظف في مكتب ما؛ كان يصل إلى المكتب في وقت مبكر ويغادر في وقت متأخر.. تنظيم الوقت هو المفتاح، يمكنك أن تخصص أجندة عمل خاصة بك، وتسجل فيها ملاحظاتك بناء على أهمية المهمة أو الشخص الذي ستقابله للعمل..
ويمكن أن تسجل معلومات حول أدائه ونقاط القوة والضعف الخاصة به، أو حتى تاريخه العائلي؛ ثم يمكنك الرجوع إليها في أي وقت، وهناك استراتيجية أخرى لإدارة الوقت، وهي توزيع الوقت على المهام مع بداية كل يوم، وبذلك يمكن أن تضمن أن وقتك متوازن وأنك على المسار الصحيح.
يتطلب الأمر انضباطا كبيراً لتلتزم بجدول كل يوم، خصوصاً إذا كنت معتاداً على أسلوب فوضوي في إدارة الوقت، لكن إذا بذلت الجهد ستجد أنك لست بحاجة للتضحية بأي جانب من جوانب حياتك على حساب جانب آخر.
- سادساً: اختر الشخص المناسب الذي يساعدك على النجاح.
أصدقاؤنا يؤثرون علينا سواء أدركنا ذلك أم لا؛ إذا كنت تصاحب أناساً يهدرون أموالهم فربما تقلدهم وتنفق مثلهم أيضاً، إذا خرج أصدقاؤك لمشاهدة مباريات رياضية كل عطلة نهاية الأسبوع، فيحتمل أن تخرج معهم.. تلك الأمور قد لا تبدو سيئة جداً، لكن ماذا لو كان لأصدقائك عادات أكثر ضرراً من هذه؟ في هذه الحالة قد ينتهي بك المطاف بتبني عادات ضارة مثلهم، على سبيل المثال: إذا كنت تصاحب الكذابين والغشاشين فربما تكذب وتغش أيضاً، فمن الصعب أن نعترف بأن أصدقاؤنا يؤثرون علينا سلبياً، ولكن إذا كنت صادقاً مع نفسك فيمكنك التعامل مع هذه العلاقات قبل أن تضرك، ابدأ بالتفكير في علاقاتك
واسأل مع من تقضي وقتك.. وماذا يفعلون بك؟ وهل هذه الصداقة جيدة؟ كن صادقاً ولا تغض الطرف عن التأثير القوي لأصدقائك ومعارفك عليك؛ إذا أجبت على هذه الاسئلة وحددت بعض العلاقات غير جيدة في حياتك؛ ستحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات الصعبة حول استمرارها، أما إذا كنت تتعامل مع أشخاص يضرون بك فلديك خيار الابتعاد عنهم.. أو قل الوقت تواجدك معهم، لا تقضي وقتاً مع أصدقاء لا يضيفون لك شيئا، بعد استبعاد العلاقات السلبية من حياتك نأتي إلى الخطوة التالية: وهي الاستفادة من العلاقات الإيجابية، وهذا يعني قضاء المزيد من الوقت مع أشخاص منضبطين ومصممين على النجاح، بشكل إيجابي وأفضل طريقة لتوسيع دائرة معارفك هي المشاركة في العمل المجتمعي وربما تتعرف على أشخاص مهمين في مدينتك.
- سابعاً: الرضا والقناعة هما الأساس، بغض النظر عن المال:
نسمع قصصاً عن المشاهير الأغنياء جداً ورجال الأعمال غير السعداء على الرغم من ثروتهم، كيف يكون ذلك ممكناً عندما يصلون إلى قمة النجاح؟ السبب هو أن هؤلاء الناس بالرغم من أنهم قد جمعوا ثروات ضخمة فإنهم لا يعرفون كيف يصبحون راضين عما يملكون، كثير من الناس بالفعل يتفقون مع القول المأثور: "المال لا يشتري السعادة"، ربما تعتقد أن المال سوف يجعلك أكثر ثقة أو سيمنحك الكاريزما، لكن في الواقع المال لا يمكن أن يغير شخصيتك ولا رضاك عن حياتك، إذا كنت الآن غير سعيد وغير آمن، فتلك الصفات لن تختفي إذا أصبحت ثرياً فقط.. ولم تغير من نفسك، على سبيل المثال: تخيل شخصاً يشرب الخمر.. ماذا سيحدث لو زادت ثروة ذلك الشخص؟
لن يتوقف عن الشرب، بل أن المال الاضافي سيسمح له بشراء كميات لا حدود لها من الكحول، مما سيزيد من سوء عاداته، إذا عليك تغيير سلوكك وأسلوب حياتك واستخدام ما يسمى بطريقة الربعين في التفكير وهي كالتالي: تصور أن شخصاً لمع حذائك وعليك أن تعطيه بقشيشا يشعرك بالرضا؛ كم ستعطيه؟ ربع دولار أم ربعين؟ إذا اعطيته بقشيش ربع واحد سوف توفر المال ولكن ربما سوف ينتهي بك الأمر بعدم الشعور بالرضا الكامل، أما إذا أعطيته ربعين فستشعر بالكرم والرضا والثقة؛ الفكرة هنا أن تعطي ربعين بسخاء ورضا أفضل من أن تعطي ربعاً واحداً وتشعر بالبخل والتقصير، ربما توفر المال لكن تخسر السعادة.
وأخيراً: فان التركيز والتخطيط وبذل الجهد المطلوب وتوفير الوقت الكافي سيحقق لك السعادة والثراء فلا تتعجل، وأيضاً عليك اختيار أصدقاؤك بدقة وعناية، فصديقك السئ سيجرك إلي المستنقع بدون أن تشعر، طور نفسك باستمرار وارفع من كفاءتك، فذلك يجبر أصحاب العمل علي التهافت عليك.
تعليقات
إرسال تعليق